مهرجان الزيتون الوطني والمنتجات الريفية ومفهوم الزراعة الأسرية

مهرجان الزيتون 2022
مهرجان الزيتون 2022
د. صلاح يوسف الطراونة النجاح الكبير الذي حققه مهرجان الزيتون الوطني بنسخته الجديدة (22) وبرعابة ملكية سامية وبدعم مباشر من دولة رئيس الوزراء ومعالي وزير الزراعة النشيط المتميز المهندس خالد الحنيفات وبإدارة فنية متميزة من فريق عمل متميز من الزملاء في المركز الوطني للبحوث الزراعية بقيادة المبدع عطوفة الدكتور نزار حداد مدير عام المركز. حيث تجاوز عدد المشاركين في المهرجان 600 مشارك من البوادي والأرياف والمخيمات و18 مطبخا إنتاجيا، وكذلك منتجي الزيت والمعاصر والجمعيات التي تقوم بصناعة المأكولات الشعبية والمنتجات الريفية والحرف اليدوية تحت شعار (كله بلدي). ومن خلال الربط بين الأهداف التي أقيم من أجلها المهرجان الوطني وبين أهداف التنمية المستدامة وخصوصا الهدفين الأول والثاني وهما القضاء على الفقر والجوع، ومن خلال هدف عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية 2019-2028 إلى إلقاء الضوء على ماذا يعني أن تكون مزارعًا أُسَرياً في عالم سريع التغير، ويبيّن أكثر من أي وقت مضى الدور المهم الذي يؤدّيه المزارعون الأسريون في القضاء على الجوع وتشكيل مستقبل أغذيتنا. توفر الزراعة الأسرية فرصة فريدة لضمان الأمن الغذائي وتحسين سبل العيش وإدارة الموارد الطبيعية بشكل أفضل، وحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، لا سيما في المناطق الريفية. وبفضل حكمة هؤلاء المزارعين ورعايتهم للأرض، فإن المزارعين الأسريين يمثلون عوامل التغيير الضرورية للقضاء على الجوع، ولكوكب أكثر توازناً ومرونة، وأهداف التنمية المستدامة. تحافظ الزراعة الأسرية على المنتجات الغذائية التقليدية، والمساهمة في نظام غذائي متوازن وحماية التنوع البيولوجي الزراعي في العالم والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية من خلال تحويل المنتجات، وتوليد الخدمات والبنية التحتية، تنشئ الزراعة الأسرية فرصًا اقتصادية حقيقية، ليس فقط لمزارعي المنطقة وإنما للمجتمع بأكمله. وتعد زيادة وصول المزارعين الأسريين إلى البنية التحتية والتكنولوجيا والاتصالات والابتكارات المخصصة أمرًا بالغ الأهمية لمستقبل النظم الغذائية، ويمكن أن تجتذب الشباب إلى هذا القطاع. وهذا يؤثر إيجابيا على التنقل بين الريف والحضر، وخاصة بالنسبة للأجيال الشابة. وتدعم الزراعة الأسرية أنظمة الغذاء المتنوعة التي تعزز التكامل المستدام بين المناطق الحضرية والريفية. وبفضل حلول السوق المبتكرة، يمكن لسكان المدن الاستمتاع بأغذية صحية ومغذية ومأمونة. الشباب هو مستقبل الزراعة الأسرية، إذ يعدّ الحفاظ على الاهتمام بالزراعة كمهنة أمراً حيويا للأمن الغذائي والتنمية الزراعية في المستقبل. والمزارعون الشباب هم الجسر الممدود بين المعرفة التقليدية والمحلية والأفكار المبتكرة. ويمكن أن تجعل الزراعة الأسرية النظم الغذائية أكثر استدامة. يجب أن تدعمها السياسات في الحدّ من فقد الأغذية وإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام وفعال. والاعتراف بالمرأة الريفية على قدم المساواة، وكذلك زيادة حيازتها الأرض وغيرها من الموارد الإنتاجية، والاستثمار والقروض والتدريب والمعلومات سوف تسهم في التنمية المستدامة. أعتقد ومن خلال زيارتي ومتابعتي المستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة أن هذا النجاح الملفت للانتباه له أسبابه لعل منها: أولا: التنظيم الجيد والشمولي للمهرجان والتغطية الإعلامية المستمره والاختيار الموفق للمكان. ثانيا: تنويع المنتجات المعروضة وارتباطها بالموروث الأردني في الأكلات الشعبية وعلى رأسها الزيت والزيتون. ثالثا: المعرض يشتمل على جميع مناطق المملكة بدون استثناء وهذا يعتبر محفزا لإقامة وترويج مثل هذه المعارض والمهرجانات في جميع محافظات المملكة وحسب مواسم الإنتاج وتميز المناطق بمنتجات زراعية متنوعة ومختلفة. رابعا: البيع المباشر للجمهور وبأسعار تفضيلية شجع أعدادا كبيرة من الأردنيين لزيارة المهرجان والشراء وهنا نحقق أهداف العارضين والمشترين في آن واحد. خامسا: نجح الدكتور نزار حداد في استقطاب أعداد كبيرة من الأردنيين من خلال ما كان يبث وبشكل مستمر عن كل أنشطة وفعاليات هذا الحدث الوطني المهم. سادسا: هذا هو الترويج الحقيقي للمنتج الأردني سواء الطازج أو المصنع وهذا يقودنا إلى توسيع المشاركة وتنويعها وتوزيعها جغرافيا على محافظات الوطن الحبيب. سابعا: تعزيز مفهوم ثقافة التدريب على إنتاج وتصنيع وتسويق المنتجات الزراعية والريفية ومأسسة هذه الثقافة والبناء عليها لتكون جزءا من حل مشكلة البطالة في القرى والأرياف والبوادي والمخيمات وحتى المدن الحضرية. أخيرا باسم كل مواطن أردني نشكر من قدم جهدا ولو كان بسيطا لإنجاح هذا الحدث الوطني المهم بامتياز.اضافة اعلان