خدمة العلم وفرصة العمل

د. نضال محمود المجالي تسعة أشهر تسبقها ثلاثة هي مدة الالتزام لمكلفي خدمة العلم حسب القانون الجديد، تسعة أشهر تكفي أن يكتمل الحمل ويكون المولود جديرا بالعمل، بعد ان تتمكن الأشهر الثلاثة الاولى من تحديد جنس المولود، وإمداده بالجينات الاساسية لأسلوب حياته الجديد. فرصة هي الاهم، وقرار هو الاقوى، في شهادة ميلاد الحكومة الحالية للخروج من ثلاثة اقماع، أولها تهيئة جيل، وثانيها قبول عمل، وثالثها تأمين فرصة حقيقية، وفي تلك حلقة يسعى الجميع لاكتمالها في ظل متطلبات ثلاثة لصاحب العمل، وتتمثل برغبة، وجاهزية، وخبرة للقبول، وفي جميعها توقفت ساعات الحياة للكثيرين، وأبرزها “الخبرة” في عالم أعمال لا يقبل التجربة بل النجاح منذ اليوم الاول، في عالم متسارع يقوم على المنافسة. رسالتي هي استثمار تلك الفرصة من قبل مختلف قطاعات الأعمال، والبدء بالتفكير نحو احلال العمالة الاجنبية بالمحلية، ونحو تجديد دماء عامليها، ورفد قطاعات اعمالهم بجيل (مكلف خدمة العلم) والذي قد لا نجده او نفقد ما يملكه دون تلك الفرصة. نعم؛ تندر وتهكم غالبية الأردنيين على وسائل التواصل الاجتماعي لا يعنينا اليوم في فئة قد تكون هي الأكفاء في - الأداء- ميزان الحكم، وليس نعومة واسلوب العيش، وهذه الفئة العمرية المختارة، هي قاعدة المجتمع، ومحرك سلوكه اليومي بما ينعكس على ما دونه من فئة عمرية من تصرفات في تقليدهم، او على ما علا منه من بناء وتقدم وتأسيس أسرة، بين الخمسة والعشرين والثلاثين ربيعا جيل لا يجب اغفاله، بل يجب التوجه الحقيقي لاستثماره، ليكون المستقبل مشرقا للجميع، جيل اشد رغبة للعمل، واكثر حماسا لإثبات الذات، واقربهم لفهم تطورات وتغيرات العالم بما يعيشه من انفتاح تكنولوجي تجاوز تفكير اجيال تندرت عليه. نثق بما يقدمه الجيش كمهارة حياة، وثقة، وجاهزية، في بلد اكثر من نصف ابنائه يحملون او حملوا الشعار على جبينهم، والنصف يحمله في قلبه، ونثق بقطاع الاعمال الأردني مهما اختلفت مسمياته واداراته، بما حققه محليا من تقدم او نقله عربيا وعالميا لمحيط يتغنى بخبرات ابنائه، نتكامل معا فننجز، ولنتذكر ان اي أمة تجاوزت واقعا صعبا عاشته كان بهمة واستثمار شبابها. هي فرصتنا لنعزز الفكرة وندعم نجاحها ولن يكون ذلك دون جهد مشترك يتجاوز الاتفاقيات الموقعة، والتعليمات السارية، والبرامج اليومية، بفتح ابواب المصانع والفنادق والمزارع وكل نواحي الحياة بتنوع اعمالها أردنيا للاستقبال الجاد، وإكمال الرسالة في صقل شخصية وفكر جيل هو الحل وكما قيل “إن غدا لناظره لقريب”.اضافة اعلان