حلم عجلوني.. منتجع علاجي بتصنيف عالمي

الموقع المقترح لإقامة منتجع علاجي والقريب من قلعة عجلون - (الغد)
الموقع المقترح لإقامة منتجع علاجي والقريب من قلعة عجلون - (الغد)

عجلون - طموحات ومقترحات يتم الحديث عنها، وتداولها في الأوساط العجلونية، حول مشاريع سياحية تنموية وتشغيلية كبيرة، من أبرزها المنتجع العلاجي، وهو أحد المشاريع المقترحة على الخريطة السياحية في عجلون، والمعروض ضمن الفرص الاستثمارية الكبرى المتاحة خلال الفترة القادمة.

اضافة اعلان

 

  هذا المقترح الذي يتمثل بإيجاد منتجع علاجي بتصنيف عالمي، وباستثمار ضخم يصل إلى زهاء 20 مليون دينار، بدأ يداعب مخيلة السكان، لما له من أهمية تنموية وتشغيلية، ويثير تساؤلاتهم حول ما يمكن أن تبذله الجهات المعنية من الجهود لتهيئة المناخ الملائم أمام المستثمرين لتحقيق هذا المشروع الرائد من نوعه على المستوى الوطني، والذي سيضع المحافظة على خريطة السياحة العلاجية المحلية والعربية والعالمية.


وكانت منصة "استثمر بالاردن" الالكترونية التي اطلقتها وزارة الاستثمار اقترحت مؤخرا مشروع منتجعا علاجيا في عجلون يقع على القمة الغربية الواقعة مقابل قلعة عجلون بحجم استثمار يصل الى 19.1 مليون دينار بعائد متوقع أن يتراوح بين 15 % و17 %.


ويؤكد ناشطون ومهتمون بالشأن السياحي أنه ورغم أن انواعا عديدة من السياحة في المحافظة أصبحت رائجة وتستقطب أعدادا كبيرة من الزوار والسياح المحليين والعرب والأجانب، كالترفيهية والمغامرة والبيئية والدينية، إلا أن السياحة العلاجية لم تأخذ بعد نصيبها في هذا الجانب، على اعتبار ان عجلون لها خصوصية تميزها عن العديد من المحافظات في هذا الجانب. 


وأكدوا أن المحافظة بدأت أولى خطواتها نحو السياحة العالمية مع تشغيل مشروع التلفريك، وستتعزز مع استكمال الفرص التنموية المرافقة للمشروع كقصر المؤتمرات وفنادق الدرجة الأولى، وطرح استثمارات جديدة وضخمة كالمراكز العلاجية، مبينين أن تعزيز أنواع السياحة المختلفة في المحافظة، يتطلب مراجعة وتعديل العديد من الاشتراطات والتعليمات وصفات استخدام الأراضي المتعلقة بتراخيص المشاريع السياحية،


لافتين إلى وجود زهاء 15 مشروعا سياحيا قائما ما تزال تنتظر ترخيصها، فيما يبلغ عدد المشاريع المرخصة 30 مشروعا.


وتشير أرقام مديرية السياحة إلى أن عدد الزوار لقلعة عجلون حتى نهاية الشهر الماضي من العام الحالي تجاوز 300 ألف زائر، وبزيادة تتجاوز 150 ألفا مقارنة بالعام الماضي، في حين يصل أعداد زوار المحافظة إلى زهاء مليوني زائر سنويا.


ويقول الناشط والمتابع للشأن السياحي سليمان القضاة، إن عجلون ومع تشغيل مشروع التلفريك، ووجود مواقع أثرية بارزة كقلعة عجلون وموقع مار إلياس، بالإضافة للغابات والبيئة والطقس المعتدل، بدأت تضع أقدامها على خريطة السياحة العالمية، ما يستدعي من مختلف الجهات المزيد من الرعاية وتسهيل الإجراءات لتشجيع الاستثمار في مختلف أنواع السياحة الترفيهية والدينية والثقافية والمغامرة، وخصوصا السياحة العلاجية لما تتمتع به المحافظة من بيئة ملائمة لهذا النوع من السياحة.


ويؤكد رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، أن انجاز فرص استثمارية كبرى، لاسيما في جانب السياحة العلاجية ستجعل عجلون على خريطة السياحة العالمية، معربا عن تفاؤله بسرعة إنحاز بعض الفرص الاستثمارية التي أدرجت على منصة "استثمر في الأردن"  والتي أطلقتها وزارة الاستثمار مؤخرا، وشملت 5 فرص استثمارية، بحيث كان من بينها منتجع علاجي ضخم في المحافظة.

وبحسب وصف المشروع سيكون منتجع عجلون العلاجي من فئة الأربع نجوم، وهو متخصص في تقديم الرعاية والاهتمام للأفراد الذين يرغبون في اتباع نمط حياة صحي، فضلاً عن البرامج المصممة للأشخاص الذين يحتاجون إلى إنقاص الوزن.


وبحسب المنصة يأتي إطلاق المشروع في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على المنتجعات والوجهات العلاجية مع انتشارها المتنامي حول العالم، وهذا ما ينعكس إيجاباً على منتجع عجلون العلاجي وعلى الأردن بصفة عامة بوصفه وجهة بارزة للسياحة العلاجية والاستشفائية فيما يميز المشروع هو وجوده في منطقة غابات ومزارع غنية بالأشجار؛ مما يجعل من تلك المنطقة نقطة جذب مهمة للسياح المحليين والإقليميين، كما سيجذب المنتجع الزوار من مختلف المناطق وخاصة منطقة الخليج العربي، نظراً للمعالم الثقافية التي تمتاز بها المنطقة مقارنة بالمنتجعات الأخرى؛ مما سيعزز من قدرته التنافسية وتحقيقه للنجاح.


وفقا للمنصة سيستقطب المنتجع زواره من داخل الأردن وخارجه، إذ سيكون مجهزا لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة الجسدية والنفسية ضمن منشأة يمتاز أفرادها بحسن الضيافة، كما سيقدم المنتجع مجموعة متنوعة من الحلول العلاجية المدعومة بأفضل ممارسات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحديثة من أجل الوصول إلى تجربة علاجية شاملة ومتكاملة.


وسيقدم المشروع خدمة الفحوصات الطبية، وفحوصات الصحة العامة، وتقييم اللياقة البدنية، والعلاجات، وخدمات إعادة التأهيل، ومن أهم هذه الخدمات العلاج بالتيار المتداخل والموجات فوق الصوتية التشخيصية والعلاج الطبيعي المائي وخدمات المنتجعات الصحية وتشمل التدليك، والعلاج بالليزر، والعديد من الخدمات الأخرى والعلاج الطبيعي والعلاج بطاقة الموجات الصادمة وتمارين العلاج الفيزيائي. 


وحول تفاصيل المشروع، ستصل مساحة الأرض إلى 120 ألف متر مربع فيما يتوقع ان تصل القدرة الاستيعابية 150 غرفة، بحيث يكون المطلوب من المستثمر بهذا المشروع، تصميم المنتجع، وتمويله، وبناؤه، وتشغيله، وإدارته.


وتتمثل عوامل نجاح المشروع وفقا للمنصة بالنمو الاقتصادي وارتفاع نسبة الدخل ومعدل النمو السكاني وتدفق السياح من مختلف دول العالم الباحثين عن العلاج ولزيادة في معدل التحضر والتنوع الثقافي لدى الأشخاص المهتمين في هذا النوع من السياحة والتميز في تقديم الخدمات العلاجية وأسعار منافسة وموقع مثالي وإطلالة مميزة.


ويؤكد أصحاب مشاريع سياحية قائمة، حمزة شويات وتامر دويكات وسامي محاورة، إنه ورغم أهمية مشاريعهم الترفيهية والاستشفائية، وتكلفتها الطائلة، إلا أن زهاء 15 مشروعا ما يزال أصحابها، ورغم أخذهم الموافقات المبدئية غير قادرين على ترخيصها منذ سنوات لعدم تمكنهم من الحصول على الموافقات التنظيمية، لعدم ترسيم طرق، كما يشترطه مجلس التنظيم الأعلى، مطالبين بتعديل التعليمات واستثنائهم من هذا الاشتراط الذي يهدد مشاريعهم ويرتب عليهم مخاطر قانونية. 


وأكدوا أن مشاريعهم السياحية المقامة في مناطق ذات تنظيم زراعي، وكلفتهم مئات آلاف الدنانير تستقبل الزوار بأعداد جيدة، وتشغل أيد عاملة، موضحين أنه في حال تغيير صفة استعمال الأراضي المقامة عليها المشاريع، من زراعي إلى استعمالات أخرى، فإن ذلك سيرتب عليهم مبالغ تقدر بآلاف الدنانير لترخيصها، نظرا لإنشائها على مساحات كبيرة. 


وتؤكد مصادر مديرية سياحة المحافظة، أن السياحة العلاجية في المحافظة ما تزال متواضعة، رغم التنوع البيئي في المحافظة والذي يساعد على إنجاح هذا النوع من السياحة العلاجية.


وأوضحت أن ما تم طرحه مؤخرا من فرص استثمارية في مجال السياحة العلاجية، وفي حال تم انجازه خلال السنوات القادمة، فإن ذلك سيحقق نقلة أخرى للمحافظة نحو العالمية، لاسيما مع تشغيل التلفريك، واستكمال الفرص الاستثمارية المرافقة له خلال الفترة القادمة، مبينة أن زوار المحافظة، والمواقع الأثرية فيها، بدأ بالتزايد بشكل ملحوظ بعد تشغيل التلفريك، وبنسب تجاوزت الضعفين، ما سيشجع المستثمرين على تنفيذ تلك الفرص الاستثمارية الكبرى، خصوصا في حال إيجاد الحلول المناسبة من مختلف الجهات المعنية لتسهيل عملية ترخيص المشاريع السياحية.

 

اقرأ أيضا:

مشاريع السياحة بعجلون تبدأ موسمها بنسب إشغال مرتفعة