الاحتلال يمعن بالتصعيد.. ويمنع ترميم أجزاء من "الأقصى"

مستوطنون خلال اقتحامهم باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال-(وكالات)
مستوطنون خلال اقتحامهم باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال-(وكالات)

بمزيد من التصعيد غير المسبوق؛ أمعن الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه أمس ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، متركزا أكثر في القدس المحتلة التي طوقها أمنيا عقب إصابة جندي إسرائيلي في عملية دهس بالتزامن مع استيلاء المستوطنين على مساحة شاسعة من الأراضي في شمال المدينة لضمها للكيان المحتل، من دون الاكتراث بالتنديد العربي والدولي الواسع.

اضافة اعلان


وفي القدس المحتلة أيضا؛ تستمر انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بحق المسجد الأقصى المبارك تحت حجة إحياء "الأعياد اليهودية" المزعومة، وذلك عبر اقتحام باحاته وتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الطقوس التلمودية داخل ساحاته، وسط دعوات فلسطينية كثيفة للاحتشاد الواسع اليوم بالمسجد لحمايته والدفاع عنه ضد الاقتحامات الجماعية التي تنظيمها الجماعات المتطرفة.


وبلغت انتهاكات الاحتلال مداها بمواصلة منعه لترميم وإعمار المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، في إطار مساعيه الدؤوبة للسيطرة عليها وإقامة كنيس يهودي عليها، بما يؤدي ذلك إلى طمس معالمها الأثرية والتاريخية، الممتدة على مساحة 50 دونما، والتي تشمل أبرزها المصلى المرواني ومصلى باب الرحمة والمدرسة الغزالية وباب الأسباط، بالإضافة إلى الممرات، مع وجود 100 شجرة زيتون.


ويتعمد المستوطنون المتطرفون اقتحام المنطقة المستهدفة في كل موسم من أعيادهم المزعومة لأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية فيها، فضلا عن تلقيهم شروحات عن "الهيكل" المزعوم، في إطار مساعيهم لتهويد "الأقصى" والقدس المحتلة.


بينما ما تزال أجواء التوتر والاحتقان الشديدين تخيم على القدس المحتلة في ظل تعزيز الاحتلال لإجراءاته الأمنية بالمدينة عقب إصابة جندي إسرائيلي بجروح جراء عملية دهس نفذها شاب فلسطيني أصيب بدوره برصاص قوات الاحتلال قبل اعتقاله، عند حاجز قلنديا العسكري، شمال المدينة.


وفي هذا السياق؛ أكد الناطق باسم حركة "حماس" عن مدينة القدس، محمد حمادة، أن عملية الدهس في حاجز قلنديا في القدس المحتلة رسالة تحذير للاحتلال الذي يتوعد مستوطنيه بتدنيس جديد للمسجد الأقصى المبارك. 


وقال حمادة، في تصريح أمس، إن جرائم الاحتلال المتواصلة من تهويد للقدس وبطش بالمصلين في المسجد الأقصى لن ترهب الشعب الفلسطيني أو تكسر عزيمته وإصراره على النضال والمقاومة دفاعا عن حقوقه المشروعة. 


وأضاف أن الشعب الفلسطيني المرابط سيحمي المسجد الأقصى ويدافع عنه بكل ما يملك، داعيا كل أبناء الشعب الفلسطيني في امتداد فلسطين المحتلة لإدامة الاشتباك مع الاحتلال وقطع الطرق على مستوطنيه حتى يرحل عن الأرض الفلسطينية. 


في غضون ذلك؛ استولت سلطات الاحتلال على 350 دونما من الأراضي الفلسطينية الواقعة شمال القدس وغرب رام الله، لا سيما في قرى قطنة والقبيبة وبيت عنان شمال غرب القدس، وبلدة بيت لقيا غرب رام الله، وفق رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان.


وقال شعبان، في تصريح أمس، أن الاحتلال استولى على هذه الأرض عام 2004، بحجة استخدامها لأغراض عسكرية، فيما يمنع الفلسطينيين من الوصول إليها أو استخدامها، في إطار تعزيز سياسات الفصل العنصري، وتوسيع المشروع الاستيطاني.


وأكد أن سيطرة الاحتلال على أراضي الفلسطينيين تشكل انتهاكا خطيرا لأبسط قواعد القانون الدولي، والقرارات الدولية، التي جرمت الاستيطان، والسيطرة على الأراضي الفلسطينية.


وأوضح بأن سلطات الاحتلال أصدرت، منذ عام 2014، حوالي 85 أمرا عسكريا للسيطرة لأغراض عسكرية على مساحة 1822 دونما من أراضي الفلسطينيين، قضت معظمها بإقامة أو توسعة نقاط، ومواقع عسكرية، أو بغرض شق طرق يسلكها جيش الاحتلال، بهدف الاستمرار في السيطرة عليها.


وحذر شعبان من خطورة تجيير سلطات الاحتلال لمنظومة القوانين السارية في الأراضي الفلسطينية قبيل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 لصالحها، ولصالح مشروعها الاستيطاني المدعوم من قوى اليمين الإسرائيلي المتطرف الحاكم، مطالبا الفلسطينيين بمتابعة هذا النوع من القضايا من خلال هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، من أجل إبطالها وفضح الوجه الحقيقي للاحتلال.


من جانبها؛ أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الاعتداء الذي ارتكبه مستوطنون ضد وفد دبلوماسي أوروبي خلال جولته في تجمع وادي السيق البدوي المهدد بالتهجير القسري شرق رام الله.


وحملت "الخارجية الفلسطينية"، في تصريح لها أمس، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاعتداء، مطالبة بمواقف أوروبية ودولية أكثر حزما لإجبار سلطات الاحتلال على تفكيك مليشيات المستوطنين، ومحاسبة كل من يتبناها ويمولها ويدعمها.


وأشارت إلى أن هذا الاعتداء يعكس أيضا العقلية العنصرية المتطرفة التي تسيطر على سلوك المستوطنين وهجماتهم، دون أي اعتبار للقانون الدولي، وهو استخفاف بالمواقف الأوروبية المناهضة للاستيطان، وامتداد لعمليات التطهير العرقي ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.

 

اقرأ المزيد : 

الاحتلال يشن حربا على التعليم الفلسطيني وخطة لهدم 53 مدرسة بالضفة