الأمن الغذائي الأردني

ازداد اهتمام وتركيز جلالة الملك عبدالله بن الحسين على الأمن الغذائي للشعب الأردني بشكل خاص ولشعوب معظم دول العالم بعد انتشار جائحة كورونا والتهديد الكبير المتوقع على الإنتاج الغذائي ومصادر الغذاء في العالم جراء الجائحة، ويؤكد في كل المناسبات وآخرها لقاء القمة الثلاثية الأردنية المصرية العراقية في عمان يوم اول من امس، على التحسب للمخاطر التي تهدد وتواجه الأمن الغذائي في العام المقبل 2021 وحتمية التعاون والعمل الإقليمي والدولي لمواجهة هذا التحدي، وان يأخذ هذا الموضوع أولوية قصوى على المستوى المحلي للحكومة الأردنية ومؤسسات الدولة الاخرى المعنية.اضافة اعلان
التهديدات تطال مصادر انتاج الغذاء ونوعيته وتدفق المستلزمات والمواد الغذائية للأسواق والنقل والتخزين والتوزيع لتبقى هذه المواد في تناول المستهلكين في كل الأوقات ويتحقق بذلك الأمن الغذائي الشامل لكل المواطنين. ومن المخاطر المتوقعة أيضا بالأمن الغذائي الأردني سوء التخزين وفساد الكثير من المواد الغذائية وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري، الامر الذي يؤدي الى إصابات جراء تسمم المواطنين المستهلكين لهذه المواد الفاسدة، كما حصل عدة مرات في مناطق مختلفة من المملكة.
وتزداد المخاطر خلال العام القادم حسب كل التوقعات على توفر الغذاء ليس فقط في الأردن بل في معظم الدول حيث يعاني من فقره مئات الملايين من البشر في العالم قبل كورونا، ومن المتوقع زيادات كبيرة في هذه الملايين بالمجتمعات، وربما تشمل دولا لأول مرة فتك بها فيروس كورونا .
الدولة الأردنية لا شك أنها تهتم بشعبها وتعمل على تأمين احتياجاته الأسرية والغذائية وعلى أعلى المستويات، وتأخذ أولوية كبيرة بتوجيهات من القيادة العليا في الدولة، وبيانات الحكومة الاخيرة وزيارات الملك المتكررة لصوامع الحبوب ومصانع غذائية إضافات مطمئنة حول توفر القمح بصفته اهم عناصر ومكونات الأمن الغذائي للأردنيين لسنة قادمة تقريبا بالإضافة إلى مصنفات غذائية أساسية اخرى.
لكن تبقى المخاطر متوقعة جدا وتشكل تحديا قويا للدولة وتهدد غذاء الاردنيين وحياتهم في العام 2021 ويشكل تراجع الإنتاج الزراعي المحلي احد معضلاتها بسبب سوء السياسات الزراعية التي تنتهجها الحكومة، وكذلك سوء وعدم جودة الإنتاج في كثير من الأحيان التي تؤدي الى خسارة المزارع والمستهلك، وخسارة أسواق خارجية من الحصة السوقية للمنتجات الأردنية.
ومن شبه المؤكد انه في العام 2021 ستستمر صعوبات المجتمع الدولي وحركة التجارة العالمية في الاستيراد والتصدير بشكل عام والغذاء بشكل خاص بسبب توقف او تراجع حركة النقل والشحن بين معظم دول العالم جراء الوباء الذي تشير منظمة الصحة العالمية إلى انه سيستمر متفاعلا لسنتين قادمتين.
إن الحكومة الأردنية الحالية التي تعد أيامها الاخيرة بسبب الاستحقاق الدستوري وانتخابات مجلس النواب التاسع عشر، مدعوة لخدمة جميع الأردنيين والمقيمين، وتشخيص المخاطر والمهددات على الامن الغذائي الأردني ووضع الحلول بشكل مؤسسي واستراتيجي لمواجهتها والتغلب عليها من قبل أي حكومة أردنية تخلف الحكومة الحالية.