مدرسة الحيوان

«أي تماثل بين مدرسة الإنسان وهذه المدرسة، هو محض مصادفة ولكنها مقصودة تماماً». 


في يوم من الأيام صار للحيوانات مدرسة، وقد تألفت مناهجها من مواد الركض، والتسلق، والطيران، والسباحة. كما فُرضت هذه المواد على جميع التلاميذ في المدرسة.

اضافة اعلان


كان البط جيداً جداً في السباحة. كان أداؤه فيها أحسن فعلاً من أداء معلمه، لكنه كان على الحافة في الطيران، وميئوساً منه في الركض، ولأن علامته متدنية جدا في هذه المادة طلبت منه إدارة المدرسة التأخر بعد الدوام المدرسي لأخذ حصص تقوية وتعمق فيها، مما جعله يتخلى عن حصص السباحة لاستيعاب مادة الركض.

 

وقد بقي يتدرب على ذلك إلى أن أصبح متوسطاً في السباحة. غير أنه لما كانت درجة متوسط مقبولة لغايات الترفيع، لم يهتم أحد بمستقبل البط.


أما النسر فقد كان تلميذاً مشكِلاً فعلاً، مما عرّضه لعقوباتٍ شديدة، فقد كان يتفوق على جميع زملائه في الوصول إلى قمة الشجرة، ولكنه كان يفعل ذلك بطريقته الخاصة لا بطريقة المعلم.


أما الأرنب وبعد أن كان ترتيبه الأول في الركض، فقد أصيب بانهيار عصبي جعله يتسرب من المدرسة، لأنه ظل يرسب في مادة السباحة. ويكمل فيها دون جدوى.
لقد أحب السنجاب مادة التسلق كثيراً ، وكان يأخذ الدرجة الأولى على الصف فيها، لولا أن معلم الطيران أجبره على البدء بدروس الطيران من الأرض إلى أعلى الشجرة بدلاً من العكس، مما أدى إلى حدوث تصلب فألمٍ شديد في مفاصله من كثرة التمرين، وجعله يحصل على علامة (ج) في التسلق و (د) في الركض.


أما الخلد فقد اضطر إلى وضع طفله عند حيوان الغرير لتعليمه عندما رفضت السلطات المدرسية إضافة موضوع الحفر إلى المنهاج المدرسي.


وفي نهاية العام الدراسي ألقت سمكة أنقليس غير عادية كانت تستطيع أن تسبح جيداً، وأن تركض جيداً، وأن تطير جيداً، كلمة الخريجين في حفل التخرج.


*******************


ترى رسالة صدرت عن جامعة هارفارد (2014) بعنوان: زنازين وأجراس (Cells and Bells) أن أكثرية أبنية المدارس الأميركية مصممة كزنازين وأجراس، فالتلاميذ والتلميذات فيها يحتلون زنازين يسمونها صفوفاً مدرسية، يستمر احتلالها إلى حين تقرع الأجراس». وللعلم لا يوجد في مدارس أميركا صفوف ثابتة للتلاميذ والتلميذات، بل صفوف خاصة بالمواد الدراسية ينتقل التلاميذ إليها، من صف إلى آخر، وكما هو معمول به في الأردن في الجامعات الناقلة له عن أميركا.


وتضيف الرسالة أن الأبنية المدرسية القديمة تمنع فعلاً توصيل التعليم إلى المتعلمين والمتعلمات، بينما الأبنية المدرسية الجديدة مصممة جيداً لوضع التلميذ في التربية والتعليم. ومع أن البناء ليس سوى جزء أو متغير واحد من عملية التغيير، إلا أنه يصبح نظاماً قوياً مرئياً بطريقة جديدة في التوصيل؛ أي توصيل التعليم إلى المتعلمين والمتعلمات.


أما المركز القومي الأميركي للتربية والاقتصاد فيرى أن نظام المساءلة في المدارس ليس غير فعال فقط، بل ضار أيضاً، وأنه يجب تحويل هذا النظام إلى نظام جديد يؤدي إلى تحسين التعليم والتعلّم بالنظر إلى المعلمين والمعلمات كممتهنين للتعليم (Professionals) وأن أنظمة المساءلة يجب أن تنتقل من النموذج المبني على الياقات الزرقاء في التعليم (وكأن المعلمين والمعلمات عمال) حيث المساءلة فيه عمودية، إلى النموذج المهني (Professional) حيث المساءلة أفقية أي بين الأقران.


ويضيف: إن وجود قادة تربويين في المدارس عنصر أساسي في الأنظمة التربوية الناجحة هدفه جذب أفضل خريجي الجامعات للعمل في سلك التربية والتعليم والاحتفاظ بهم، جنباً إلى وضع إضافة المسؤولية إليهم والاستقلال الذاتي لهم، وعلاوة مجزية مادياً لكل خطوة يرتقونها على سلّم القيادة والتعليم.


ويطالب المركز بتخصيص %25 على الأقل من وقت المعلمين والمعلمات للحديث والنقاش فيما بينهم في تطوير المنهاج، وأساليب التعليم، وتخطيط الدروس.


يقضي المعلمون والمعلمات في أميركا 80 % من الوقت المدرسي أمام التلاميذ والتلميذات مقابل 60 % يقضيها المعلمون والمعلمات في البلدان الأفضل تعليماً كاليابان وبلدان اسكندنافيا، كما يقضون في أميركا من ثلاث إلى خمس ساعات في الأسبوع في تخطيط الدروس مقابل 15 ساعة يقضيها المعلمون والمعلمات في تلك البلدان.([1])

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا