هجرة معاكسة

أميركا التي تعرفونها والتي يحب كثير من الناس في العالم زيارتها أو الإقامة أو الدراسة أو العيش فيها، لم تعد أميركا التي نعرفها فقد تغيرت كلياً بالمثلية والجنس المتعدد المنتشر بالعمليات الجراحية أو بالحقن بالهرمونات المطلوبة للتحول من جنس إلى جنس ما، من الأشكال المسبقة منه الملخصة بالأحرف الأولى منه وهي (LGBTQIA+) إنها مشغولة في هذا التحول الذي ما ترك مجتمعاً أو مدرسة أو محكمة فيها إلا ودخلها وأوقع الإشكالات والمشكلات فيها.

اضافة اعلان

 

ومن ذلك – مثلاً – أن مجلس بلدية دلاس في ولاية تكساس أوجب على جميع العاملين فيها استقبال واحترام المثليين والمتحولين الجنسيين وقبول وصفهم لأنفسهم به. 


لقد قامت إحدى الأمهات باستئناف دعوى شكت فيها ضد إشراك طفلتها في الحضانة (عمرها أربع سنوات) في مسيرة المتحولين بعدما رفضت المحكمة السابقة شكواها. 


وفي مدرسة أخرى في ولاية تكساس نفسها تم تصوير تلميذة بهاتف زميل لها حين أجبرت على أداء فعل جنسي مع طفل آخر بحضور المعلم. وبعد الشكوى ادعت إدارة المدرسة أن ذلك لم يحدث، وأن كل ما حدث مجرد أفعال جنسية بين طفل وطفلة لمدة 34 ثانية.


وفي مدرسة أخرى عمّ الغضب على المعلمين والمعلمات والتلاميذ والتلميذات والمدير لقيام تلميذ مسلم (14 سنة) بإبداء تحفظه على عرض فيديو ناطق في الصف يعرض أطفالاً واحداً وراء الآخر حسب جنسه الخاص، لأنه يخالف معتقده. صار زملاؤه يتحرشون به ويعيرونه لدفعه إلى ترك المدرسة. أما المعلم فقد قال له: أنت لا تملك أي سلطة أو قدرة على رفض التعليم عن المثليين والجنس المتعدد، وقد طالب هذا المعلم الأطفال بالعودة إلى بيوتهم وتحدي والديهم لتغيير معتقداتهم لقبول الأيديولوجيا المثلية والتعددية الجنسية الجديدة. 


تتشدق أميركا وأوروبا بالحرية، وتدعي تقديس حرية التعبير للترويج لهذا التحول، مع أنهما كما مرّ يمنعان هذه الحرية على من يختلف معهما بالمثلية والتحول الجنسي. لقد أحلوا أيديولوجية الجنس الجديدة محل الديانة المسيحية التي تحرمها.


إن مئات الآلاف من الأطفال في المدارس الأميركية والأوروبية وبخاصة البريطانية والألمانية يُجبرون على امتصاص هذه الأيديولوجية الجنسية. ويطلب منهم عدم إخبار والديهم بماذا يعلمونهم في المدرسة عنها. كيلا يفقدوا حرية التعبير فيها إذا خالفهم والدوهم فيها. 


لقد وصل الأمر بمعظم الأميركيين الراشدين إلى مطالبتهم بتوقيع قوانين ضد التمييز ضد المثليين والمتحولين جنسياً في التعليم والسكن. لقد وصموا في كاليفورنيا تلميذة من ذوات الاحتياجات الخاصة بالمتعصبة وغير المتسامحة والمصابة بالمس جنسياً لرفضها التعلم عن السحاقيات وخلع ملابسها أمام المعلم وأمام الصف. وعندما احتجت الأسرة على هذا الاضطهاد ادعت إدارة المدرسة أنها حققت في الموضوع، وأن الطفلة كذبت وأن المعلم على حق. 


إن الأمثلة على هذا الفحش لا تنتهي، فدعونا ننتقل إلى البيت الأبيض وعند الرئيس بايدن الذي استضاف فيه مجموعة من المثليين والمتحولين، ورفع علمهم الملون إلى جانب العلم الأميركي: وقفت واحدة من الحضور فقالت: "إنه لمن دواعي الشرف أيها الرئيس أن تصبح حقوق المتحولين حقوقاً إنسانية".


لقد وصف الرئيس جميع الحضور من هؤلاء المثليين والمتحولين بأنهم الأشجع والمصدر الأعظم للإيمان والمثال لأميركا وللعالم كله". 


أما الرئيسة الأولى جيل بايدن فقالت في الحفل: خارج بوابات هذا البيت هناك من يرغبون في إرجاع بلدنا إلى الوراء، ومن ثم لا بد من خوض عدة معارك شجاعة، ولكننا لسنا هنا اليوم لنكون أقوياء فقط. لسنا هنا لنكون شجعان فقط،فحضوركم هنا في هذه المناسبة فعل من أفعال الشجاعة". ثم ثنى الرئيس على ذلك قائلاً: إنكم الأكثر شجاعة وإيحاء الذين عرفتهم. وأضاف: "تعرفون أننا نتحرك إلى الأمام عندما نتحرك معاً. مع فرحكم بكبريائكم المضيئة للطريق".

 

الآن هجرة معاكسة من مختلف الأديان وبخاصة المسلمة بدأت بالعودة إلى بلدانها إنقاذاً لأطفالهم من هذه المحنة الداهمة التي امتدت إلى بريطانيا وألمانيا، وفي طريقها إلى الامتداد إلى الجميع. 


لقد كان موضوع الشذوذ الجنسي بيولوجياً أو اجتماعياً، وكان موضوعاً فردياً خاصاً ونادراً جداً. لم يكن الناس يهتمون به أو يتدخلون فيه، لكن أميركا جعلته موضوعاً أيديولوجياً وقانونياً وسياسياً وبزنسياً. 


أعتقد أن سياسة أميركا الخارجية ستتبنى هذا الاتجاه وستضغط على غيرها لتبنيه أو يواجه العقاب، أو إيقاف المساعدات. ولذلك تبلع الدول والجمعيات التي تتلقى المساعدات من أميركا السكين وهي تطالع أدبيات الجنس الأميركية الجديدة في لقاءاتها واجتماعاتها. وسوف تمرره إلى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ليكون أحد شروط الإقراض. فيا قارات آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية اتحدوا وقفوا في وجه هذا الانحطاط الأميركي الأخلاقي. 

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا