الأجهزة "الذكية" وسوء الاستخدام.. خطر يهدد عالم الطفولة

1689351326494286700
الأجهزة "الذكية" وسوء الاستخدام.. خطر يهدد عالم الطفولة

أكد خبراء تربويون ونفسيون واجتماعيون ان الساعات التي يقضيها الاطفال الصغار باستخدام الهاتف على هذه المواقع مع تنوعها وتنوع محتوياتها يشكل ضررا جسيما عليهم.

اضافة اعلان


وأشاروا في تصريحات منفصلة لـ"الغد" إلى أن الهدف ليس المنع التام للطفل من استخدام هذه التقنيات بل توعيته باستخدامها كمناهل للتعلم والثقافة، مع توفير التدريب اللازم على مهارة إدارة الوقت والضبط الذاتي، داعين المدارس إلى العمل على إنشاء برامج توعوية وارشادية وأسرية تهدف الى علاج هذه الظاهرة.


وقالوا إن ظاهرة الادمان على الالعاب الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أثرت على عادات النوم لدى الاطفال، وعلى علاقاتهم الاجتماعية، وكذلك على التواصل والتماسك الأسري.


وحثوا على التقليل من استخدم تلك الألعاب وإشغال صغار السن بالنشاطات الرياضية (النوادي بمختلف أنواعها)، والانشطة التربوية والابتكار والاعمال التطوعية، بغية تنظيم الحياة اليومية للأطفال، للحفاظ على صحتهم والتقليل من التشتت الذهني والخمول والكسل بسبب عدم الحركة، مؤكدين في المقابل أن تلك الأجهزة باتت واقعا لا غنى عنه لمواكبة التطور والانفتاح.


وفي السياق، أشار الخبير التربوي الدكتور علي الدهامشة إلى أننا اليوم "ندخل عصر السرعة الرقمية والديجيتال والتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، وهي أمور أصبحت ضرورة"، لافتا الى ان هذه المواقع أصبحت مصدرا أساسيا للمعلومة.


وتابع الدهامشة: "أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة مع جائحة كورونا منصات تعليمية معتمدة لكن مع غياب التنظيم والرقابة الأسرية".


وبين أن الساعات التي يقضيها الاطفال على الهاتف على هذه المواقع مع تنوعها وتنوع محتوياتها تشكل ضررا جسيما عليهم.


واضاف بأن هذه المواقع تجارية بحتة تستقطب الفئات الطلابية بمواد اعلانية قد تكون غير رسمية او لهدف ربحي، مشددا على ضرورة وجود جهات رقابية وقوانين تضبط عملها.


وأكد أن "هدفنا ليس المنع التام للطفل من استخدام هذه التقنيات وإنما توعيته باستخدامها كمناهل للتعلم والثقافة، مع ضرورة التدريب على مهارة ادارة الوقت والضبط الذاتي"، داعيا المدارس إلى العمل على إنشاء برامج توعوية وارشادية وأسرية تهدف الى علاج هذه الظاهرة.


وأضاف أن هذه الظاهرة أثرت على النظام الغذائي للصغار الذين أصبحوا يتناولون وجباتهم بمفردهم بمعزل عن الأسرة، كما ساهمت ايضا بزيادة معدلات السمنة لديهم بسبب تنوع الطعام وعدم انتظام الوجبات، فضلا عن الاضطراب في عادات الأكل.


ونوه بأن ظاهرة الادمان على الالعاب الالكترونية ومواقع التواصل أثرت على عادات النوم لدى الاطفال، بشكل كبير جدا، وعلى العلاقات الاجتماعية والتواصل والتماسك الأسري.


ودعا المدارس إلى توفير برامج علاجية من خلال المرشد التربوي في المدرسة، بحيث يقوم اولا بالكشف عن هذه المشكلة وإعداد برامج ارشادية للعلاج.


وأكد دور الاعلام الاساسي والضروري باعتباره شريكا حقيقيا في معالجة هذه المشكلة، من خلال التوجه نحو التوعية بأهم المؤشرات في هذه المشكلة.


وأشار الى أن الإدمان على الالعاب الالكترونية وتطبيقاتها نتجت عنه مشاكل صحية، حيث زادت حالات ضعف النظر.
من جانبه، أشار استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش، الى أنه "ووفقا لإحصائيات رسمية، فإن كل مواطن اردني يمتلك موبايلا او أيباد، والأمر لا يقتصر على جنس معين، ذكرا ام انثى أم طفلا، وبالتالي فإن معظم فئات المجتمع مندمجة في العالم الالكتروني، ومواكبة للتطورات التي تفرض نفسها على متطلبات الحياة اليومية".


وأضاف: "يبدو كأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت متطلبا رئيسيا في حياة المواطن لا يستطيع التخلي عنها، وصارت ركيزة أساسية للتواصل مع افراد المجتمع".


وقال إن لهذه الأجهزة سلبيات تتمثل بانشغال الناس، وعدم فتح مجال للحديث او التواصل بشكل مباشر، كما خلقت نوعا من الإدمان عليها، بالإضافة إلى ان الألعاب الإلكترونية تؤدي إلى هدر الوقت، لكونها تدخل السرور في شخصية مستخدمها ما يؤدي الى زيادة افراز هرمون السعادة، وتعبئة الفراغ الناتج عند عدم التواصل بشكل مباشر.


وتابع: "من هذه الناحية تعد تلك الأجهزة سببا لإدمان فئة الاطفال وصغار السن، نظرا لتوفر وقت فراغ أكبر لديهم، ما يسبب صعوبة التواصل بين أفراد الأسرة".


وشدد على ضرورة  التقليل من استخدام تلك الأجهزة، وإشغال صغار السن بالنشاطات الرياضية والتربوية والابتكار والاعمال التطوعية، لتنظيم حياتهم، بغية الحفاظ على صحة الاطفال والتقليل من التشتت الذهني والخمول والكسل، بسبب قلة الحركة، وفي المقابل تعد تلك الأجهزة واقعا لا غنى عنه لمواكبة التطور والانفتاح.


بدوره، قال الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة: "تربويا هذا موضوع مهم للغاية، لأنه يشكل عاملا سلبيا على الاطفال، حيث يقضي الاطفال اوقاتا طويلة بمشاهدة برامج وتطبيقات والعاب غير موجهة". 


وأضاف النوايسة: "المشكلة أنه ليست لدينا ضوابط  لمراقبة المحتوى الذي يقدم الى هؤلاء الاطفال، والأسر فقدت سيطرة الرقابة على الأبناء، وغالبا ما تواجه تحديا كبيرا في ذلك".


وأوضح أن ما يقدم للاطفال ما هو الا خليط ذو مؤثرات سلبية ذات انعكاس كبير جدا على سلوكيات الاطفال، مشيرا الى ان الإدمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يسبب العزلة، والفردية، وبالتالي يتناقض مع مبادئ الحياة الاجتماعية المفروض ان يعيشها الأطفال.


وحذر من أن هذه المؤثرات وازدياد العزلة تترك تأثيراتها على سلوك الطفل، وبالتالي على ممارساته لاسيما في ألعاب التحديات التي يكون ضررها الاجتماعي كبيرا جدا على الطفل، اذ يمكن لأن يلجأ إلى تقمص شخصيات في مواقع التواصل ويحاول محاكاتها. 


وقال النوايسة: "اليوم نرى ان الاطفال اكثر انجذابا الى نماذج سلبية او ما يعرف بالمؤثرين في الواقع، علما أنهم ليسوا مؤثرين إيجابيين بل سلبيين في توجيه وتشكيل سلوك الطفل والتفاعل مع محيطه". 


ودعا الأسر إلى أن تكون على درجه عالية من الوعي، وان تراقب أبناءها اثناء استخدام الهواتف الخلوية، ومحاولة ضبط المحتوى الذي يشاهده الطفل، والتركيز على المحتوى الإيجابي.


وأضاف: "في بعض الأحيان لا تستطيع الأسر ضبط أطفالها، وبالتالي نحن بحاجة الى تدخل من المؤسسات الرسمية، عبر صياغة تشريعات من شأنها الحد من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للأطفال، فضلا عن تعاون مؤسسات المجتمع المدني المعنية بحماية الطفل وتقديم التوعي والدعم له. 


وشدد على ضرورة ان يكون لدينا نظام يوفر محتوى يتلاءم مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، ومع الحاجات النفسية والاجتماعية للطفل، بحيث يكون محتوى هادفا منسجما مع الفئة العمرية والخصائص النمائية للطفل.


وقال النوايسة إن ثمة بحثا توصل الى أن هناك تغيرات دماغية تحدث لمدمني الإنترنت مشابهة لتلك التي تحدث للمدمنين على المخدرات والكحوليات.

 

ولفت الى ان خبراء اجروا مسحا طبيا لأدمغة 17 شابا من مدمني الإنترنت ووجدوا اختلالات في بعض الوظائف الدماغية لديهم.


ولفت الى ان إدمان الإنترنت يتحدد بعدد من الاضطرابات الإكلينيكية التي تجعل مستخدم الإنترنت فاقدا للسيطرة على نفسه.

 

اقرأ المزيد : 

دراسة: للأجهزة الذكية عواقب وخيمة على الصحة