السياسة الخارجية: تنويع بالشراكات الدبلوماسية وكسب تأييد للقضية الفلسطينية

زايد الدخيل- حقق الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، تطورا كميا ونوعيا في المجال الدبلوماسي، وكسب تأييدا دوليا للقضية الفلسطينية، برز عبر الاتجاه نحو تنويع الشراكات الدبلوماسية التي اتخذت أبعادا متعددة، ما منح المملكة مساحة كبيرة للعمل الدبلوماسي، لينعكس ذلك على القضية المركزية "فلسطين".

اضافة اعلان

الأردن وبقيادة جلالته واصل اتصالاته مع العالم، مستهدفا عبرها بلورة موقف دولي، يحول دون تنفيذ إسرائيل مخططاتها التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وتغيير الواقع على الأرض فيما يخص القدس والمسجد الأقصى المبارك، موجها رسالة حازمة لإسرائيل، لمنع تنفيذ أي مخطط أو محاولات للالتفاف على كامل قدسية الحرم الشريف، خاصة أن الجهود الأردنية أعطت بعدا عربيا دوليا لقضية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.

ورغم ما شهده شهر رمضان الماضي من تصعيد واعتداءات إسرائيلية سافرة، بحق المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، إلا أن الأردن بقيادة الملك، بذل جهودا واضحة ومكثفة، على أكثر من صعيد، في المحافل الإقليمية والدولية، لوقف تلك الاعتداءات، وصد المخططات الإسرائيلية، الساعية للاعتداء على هذه الهوية العربية الإسلامية، ومحاولات تغيير واقع المدينة العربي والإسلامي.

ورغم العواصف والمخاطر التي أحاطت وتحيط بالمدينة ومقدساتها، فقد عمل وقدم جلالته الكثير برعايته لإدارة الأوقاف الإسلامية، وممتلكات المسلمين والممتلكات الوقفية الإسلامية، وحرص حرصا أكيدا على أن تبقى المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية تحت الرعاية الهاشمية، وإشراف الأردن المباشر، حتى لا تمتد إليها أيادي المحتلين الغاصبين.

دوليا، تتمتع المملكة بعلاقات تحالف استراتيجية مع الولايات المتحدة، وكذلك مع الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، كما أن للأردن علاقات متوازنة مع كل من روسيا والصين واليابان، إضافة إلى علاقات متعددة مع دول أخرى في كل من آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.

وبشكل عام، يسجل للسياسة الأردنية الخارجية أنها خطت طريق التوازن في العلاقات مع المحيط العربي والدولي، وهذا دليل على أن الانفتاح الأردني بدأ يتحرك إلى التوازن في العلاقات وعدم التقوقع في إطار محور واحد، وهذا يدل أيضا على أن مسار السياسة الخارجية يُرسم بدقة وموضوعية وبما تقتضيه المصالح الأردنية العليا.
ن

تائج نجاح السياسة الخارجية الأردنية انعكست على الأرض، إذ تمكنت المملكة بقيادة جلاله الملك من نسج علاقات دولية ودبلوماسية عالمية متوازنة ومعتدلة دون تطرف أو تعنت في المواقف مع كل دول العالم، وحضور عالمي وعالي المستوى في كل المحافل الدولية والعربية والإسلامية، واحترام الالتزامات الدولية على المحاور كافة والدوائر العربية والإسلامية والدولية، واستقرار معادلة المواءمة بين الأمن والديمقراطية، فضلا عن التوازن في العلاقات مع المحيط العربي والدولي.

وتهدف السياسة الخارجية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى خدمة المصالح الأردنية من خلال شبكة من العلاقات الاستراتيجية المتميزة مع الدول العربية والدول الصديقة، التي رسمها جلالته، والأردن يرى مصالحه الوطنية جزءا من الأمن والاستقرار الإقليمي.

ويستند الأردن دائما، في خطاباته ومواقفه، إلى إيجاد حلول سياسية تستند إلى الحوار والمرجعيات الدولية المعتمدة، وتستهدف إنهاء الأزمات ووقف التدهور والتدخلات الخارجية وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يلبي طموحات شعوب المنطقة بالنمو والازدهار.

والمملكة في علاقاتها الخارجية، تتميز بأنها متوازنة مع دول العالم كافة، تقوم على الاعتدال والوسطية وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وهي علاقات رسمها جلالة الملك من خلال شبكة قوية ومتينة، عززتها مواقف المملكة المتوازنة والحيادية تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وتميزت السياسة الخارجية الأردنية، خلال المراحل السابقة، بالالتزام بالجانب القيمي إلى جانب الواقعية في التفكير والتخطيط، وباستقلالية القرار مع القدرة على إعادة إنتاج الدور الأردني في المنطقة.

اقرأ أيضا

السياسة الخارجية: استثمار عوامل القوة لتجاوز الخيارات الصعبة