هل تتوازن الأنشطة المائية وحماية الشعاب المرجانية بالعقبة؟

احد الأشخاص اثناء رحلة غوص لمشاهدة الشعاب المرجانية بالعقبة-(من المصدر)
احد الأشخاص اثناء رحلة غوص لمشاهدة الشعاب المرجانية بالعقبة-(من المصدر)

العقبة- فيما يشهد خليج العقبة تزايد أنشطة الغوص المائية، تزداد الحاجة إلى برامج توازن بين هذه الأنشطة وحماية الشعاب المرجانية النادرة على مستوى العالم، والحفاظ على التنوع البيولوجي البحري. 

اضافة اعلان

 

  وأصبح لمواقع الغوص حماية مستدامة من أخطار الآثار البيئية السلبية للأنشطة المائية بعد استحداث فريق متخصص أطلق عليه "الزعانف الخضراء"، ضمن برنامج عالمي تشرف عليه المنظمة الدولية للسياحة المستدامة للغوص بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة. 


ويتوافد لمواقع الغوص بالعقبة آلاف الأشخاص من مختلف أنحاء العالم، بهدف مشاهدة القطع العسكرية في أعماق البحر، بالإضافة إلى المرجان الطبيعي والنادر والذي قل مثيله على مستوى العالم.


ووفق القائمين على البرنامج، فإن فريق "الزعانف الخضراء" سيشكل علامة فارقة في جهود الحفاظ على البيئة البحرية.


وبرنامج "الزعانف الخضراء" البحرية، هو برنامج يهدف إلى حماية البيئة البحرية والمحيطات، ويستهدف صناعة الغوص ومشغلي الأنشطة السياحية المائية للتحسين المستدام والحد من التأثيرات السلبية على الشعاب المرجانية والبيئة البحرية، ويتضمن البرنامج توعية وتدريب الغواصين والمشغلين حول الممارسات البيئية المستدامة والحفاظ على الشعاب المرجانية والتنوع البيولوجي البحري.


ويهدف البرنامج إلى تحقيق التوازن بين الاستمتاع بالنشاطات المائية وحماية الشعاب المرجانية والبيئة البحرية، ويعتبر تعاونًا عالميًا لتعزيز السياحة المستدامة والحفاظ على المحيطات والبحار.


وقال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز إن ذلك يتماشى مع خطة الاستدامة طويلة الأجل وكذلك مع إنشاء محمية العقبة البحرية، وهي مصممة لتعزيز ممارسات الغوص المستدامة، وتهدف إلى حماية الشِّعاب المرجانية العريقة والأصيلة والأنظمة البيئية البحرية في منطقة البحر الأحمر والحفاظ عليها.


وتوفر "الزعانف الخضراء" نهجًا مبتكرًا للتخفيف من الآثار البيئية التي تسببها صناعة السياحة سريعة النمو من خلال العمل عن كثب مع صناعة الغوص، كما وتعمل الزعانف الخضراء على تمكين مراكز الغوص ومشغليها من تبنّي ممارسات صديقة للبيئة أثناء تثقيف وإشراك السُّياح ليصبحوا من عشاق الحياة البحرية المسؤولين.


ويُعدّ إطلاق مُبادرة الزعانف الخضراء في العقبة شهادة على التزام الأردن المستمر بحماية موارده الطبيعية وتعزيز السياحة المستدامة.


وبين الفايز أن نهج "الزعانف الخضراء" في العقبة سيشمل مراكز الغوص المحلية ومشغّلي مراكز رياضة الغوص من خلال نظام اعتماد يعزز أفضل الممارسات البيئية، وسيخضع المشاركون من مشغّلي هذه المراكز لعمليات تقييم وتلقي التدريب وتنفيذ تدابير معيّنة للحد من آثار مُمارساتهم على البيئية، مثل الإدارة المسؤولة للمخلفات وتقنيات الإرساء المناسبة للقوارب وغيرها، وتعزيز المسؤولية في سلوك الغوص.


ويتمثل أحد الجوانب الحيوية لمُبادرة "الزعانف الخضراء"  في تعزيز الوعي بين السياح والزُّوار، من خلال استخدام المواد الإعلامية والأنشطة الجذابة، وسيتم تشجيع السائحين على اتخاذ خيارات مسؤولة أثناء استكشاف عالم العقبة الخلاب تحت الماء. 


وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة عالم الشعاب المرجانية  كلوي هارفي إن الأردن عضو في شبكة الدول التي تبنت مبادرة الزعانف الخضراء لدعم وتطوير صناعة السياحة البحرية المستدامة والسياحة جزء مهم للغاية من اقتصاد العقبة، مؤكدة أن الحياة البحرية الموجودة داخل هذه المياه تعد من الأصول والدّواعم الرئيسة للاقتصاد، مبينة أن الحقيقة المحزنة هي أن الشعاب المرجانية مهددة عالميًا ويمكن أن تختفي من حياتنا. 


وكانت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة قد بدأت الأسبوع الماضي بتدريب المُقَيّمين في مدينة العقبة بهدف تدريب مُقّيِّم مُبادرة الزعانف الخضراء الى تزويد متخصّصي الغوص المحليين بالمهارات والمعرفة اللازمة لتقييم وتوجيه مُشغّلي مراكز الغوص نحو ممارسات صديقة للبيئة، مما يعزز التزام المنطقة بالحفاظ على البيئة البحرية، ويُعتبر خطوة مهمة إلى الأمام في جهود الأردن لحماية الأنظمة البيئية البحرية مع تعزيز السياحة المسؤولة.

 

اقرأ أيضا:

التغير المناخي يهدد الشعاب المرجانية لخطر الانقراض في العقبة