الفأر الذي زأر

شعار صحيفة يديعوت أحرونوت-(الغد)
شعار صحيفة يديعوت أحرونوت-(الغد)

 بقلم: بن – درور يميني

 

نتنياهو محق. قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة في الدعوة لوقف النار هو عار. هذه ليست دعوة لإحلال السلام، هذه ليست دعوة لوقف سفك الدماء. هذه دعوة تمنح تسويغا لحماس لمواصلة سيطرتها في قطاع غزة. هذا قرار دعم الجسم الدولي الأهم لمنظمة حماس. هذا ليس شيئا أن أحدا اعتقد للحظة بأن هيئات الأمم المتحدة نزيهة أو محبة للسلام أو معارضة للعنف. العكس هو الصحيح. في كل هذه الهيئات توجد أغلبية تلقائية لدول ظلامية. إسرائيل هي الدولة مع عدد التمديدات الأكبر، أكثر من كل دول العالم معا، في هذه المؤسسات مزدوجة الأخلاق.اضافة اعلان
لكن في مجلس الأمن في الأمم المتحدة، الهيئة الأهم بين المؤسسات الدولية، التي بقراراتها يوجد معنى تصريحي ليس فقط تصريحيا بل وعمليا في ظروف معينة – يوجد أيضا كوابح. للأعضاء الخمسة الدائمين يوجد حق فيتو. هذا الحق أيضا تستغله بين الحين والآخر دول ظلامية، الصين وروسيا مثلما رأينا فقط قبل بضعة أيام، في ضوء مشروع قرار الولايات المتحدة لوقف النار والذي تضمن أيضا مطالبة بإعادة المخطوفين. عندما تستغل الولايات المتحدة حق الفيتو، فانها تفعل ذلك دوما تقريبا لأن هذا محق. وهي تفعل هذا لأنه هو السبيل الوحيد لمكافحة الأغلبية الظلامية.
قبل أكثر من شهر بقليل فقط، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو على مشروع قرار تقدمت به الجزائر والذي دعا لوقف النار دون تحرير المخطوفين. غني عن البيان أن هذا كان قرارا لخدمة حماس ومن أجل حماس. 13 دولة أيدوه. دول غربية أيضا. بريطانيا فقط أمتنعت. وهذا لا يقلل من مستوى العار. مرت أسابيع قليلة وأجرت الولايات المتحدة انعطافة. هي لم تستخدم الفيتو. وهذا فقط يرفع مستوى العار.
إذن ما الذي تغير؟ الأزمة المتعمقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. أو للدقة الازمة بين الولايات المتحدة وبين نتنياهو. ولأن هذا ليس مهما أذا كان نتنياهو محقا موضعيا. وهو محق. المهم أكثر هو ان نتنياهو، بطريقة تثير الكثير جدا من التساؤلات، بذل في الأسابيع الأخيرة كل جهد مستطاع كي يعمق الخلاف مع الولايات المتحدة. كل مبادرة أميركية اصطدمت ليس فقط بالرفض بل وأيضا بنبرة مغيظة وموبخة. هذا لا يعني أن الولايات المتحدة كانت محقة في كل طلب لها. لكن الولايات المتحدة هي سند دعم. الولايات المتحدة بعثت بقطار جوي. كل اقتصاد الذخيرة الإسرائيلي سينهار بدون توريد جارٍ من الولايات المتحدة. وحتى لو كانت الولايات المتحدة ساذجة بعض الشيء في الموضوع الفلسطيني، فإنها تريد مصلحة إسرائيل. تريد الصفقة الكبرى التي تتضمن تطبيع إسرائيل مع السعودية. تريد جبهة تضم الدول العربية المعتدلة وإسرائيل ضد محور الشر الإيراني. وماذا يقول نتنياهو: لا. لا. لا. هو يخيفنا بـ "دولة فلسطينية". يحاول أن يخلق الانطباع بأن هذا يحصل إذا لم يحم إسرائيل. وكل خطواته تعمق فقط الضرر لإسرائيل. كيف بالضبط يعتزم تعزيز الدفاع عن إسرائيل، وقدرتها على القتال، دون مساعدة أميركية. فمن يخادع؟
أمس تسامى نتنياهو على نفسه. هدد الولايات المتحدة من أنها إذا لم تستخدم الفيتو – فانه لن يسمح لوفد التنسيق، برئاسة رون ديرمر وتساحي هنغبي بالإقلاع إلى الولايات المتحدة. الفأر الذي زأر. فمن هو يهدد. إسرائيل هي ليست جمهورية موز. هي فقط، حقا فقط، متعلقة تماما بالولايات المتحدة. لكن الولايات المتحدة ليست جمهورية موز لإسرائيل. نتنياهو تشوش قليلا. في هذه الأثناء إسرائيل هي التي تحتاج إلى الولايات المتحدة كي تعمل في رفح. وبالأساس أي إسرائيل أقوى؟ تلك التي توجد في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة أم تلك التي تنسق معها، في موضوع رفح أيضا؟.