خطة غزة

معاريف
معاريف

افرايم غانور

 

نحو نصف سنة على الحرب، ومن الصعب رؤية كيف الوصول إلى حل معقول في كل ما يتعلق بمتلازمة غزة التي تشكل لإسرائيل وجع رأس منذ قيام الدولة.اضافة اعلان
كل الحلول السحرية تثبت بأن المشكلة والحل أصعب مما يبدو، ما يلزم بتفكير إبداعي، شجاع ومختلف جوهريا عن كل ما عرفناه وشهدناه حتى اليوم. واضح تماما أنه في هذا الوضع سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى البقاء في قطاع غزة مع قوات كبيرة ولزمن طويل، جيش سيضطر لأن يتصدى من جهة لحماس، الذي سيواصل العمل من بين وبرعاية السكان المدنيين، من خلال عشرات الأنفاق التي لم تنكشف بعد. بالمقابل، الجيش إياه سيضطر لأن يتصدى لأعمال سطو وسلب المساعدات الإنسانية الأولية التي تضخ كل يوم للمليوني غزي.
هذا الواقع سيجعل إسرائيل تدفع ثمنا دمويا باهظا. مليونا إنسان يعيشون بلا مأوى أو شروط معيشية أولية كالكهرباء، المياه، الغذاء بالحد الأدنى، العمل، أجهزة صحة وتعليم – هذه صيغة واضحة لمشاكل وأزمات. من المهم التشديد هنا على أن كل مشكلة تنشأ في قطاع غزة هي مشكلة ستضرب أعتابنا.
من هنا من الصعب أن نفهم كيف لا تزال الحكومة الفاشلة تواصل التصرف حيال الواقع المتشكل أمام عيونها بانعدام اهتمام وانتباه. من يريد أن يعيد سكان الغلاف إلى بيوتهم بأمان يجب أن يحرص على إعمار قطاع غزة. وعندما ننظر يمينا ويسارا، الى الحكومة والى القيادة الحالية، واضح أن الخلاص لن يأتي منهم. حكومة العجزة هذه التي لم تكن قادرة على أن تواجه مشاكل أولية لسكان الغلاف والشمال لن تعطي جوابا لمشكلة غزة في وضعها الحالي، وكل شيء سيلقى على كاهل الجيش الإسرائيلي، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى.
لأجل الوصول إلى حل يجب الخروج من الصندوق، تجنيد الأميركيين، المصريين لخطوة فورية غايتها نقل مليوني سكان قطاع غزة الى الضفة واسكانهم هناك في بلدات جديدة تقام بمساعدة دولية الى جانب مناطق صناعية بينما بالتوازي تتقلص الحاضرة اليهودية في الضفة الى ثلاث كتل: غوش عصيون (بما في ذلك الخليل وكريات أربع)؛ غوش ارئيل (بما فيها عمانويل، الكنا، الفي منشه، اورانيت وكدوميم)؛ وغوش غور الأردن. باقي البؤر الاستيطانية غير القانونية والمستوطنات الإسرائيلية التي خارج الكتل تزال لكن السيطرة الأمنية تبقى للجيش الإسرائيلي.
الأمر سيؤدي إلى الاقتلاع من الجذور لحماس من غزة، سيجعل القطاع جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل ويسمح ليس فقط لسكان النقب الغربي بالعودة إلى حياة السكينة بل ويحقق أيضا حلم المتطلعين إلى غوش قطيف. الهدوء والسكينة اللذين سيسودان في الجنوب كنتيجة لهذه الخطوة سيجعلان النقب الغربي توسكانا الإسرائيلية: عسقلان، سدروت، اوفيكيم ونتيفوت ستحظى بالازدهار، وغزة الجديدة يمكنها أن تصبح مركزا سياحيا مع شاطئ بحر رائع.
المليونا غزي الذين ينتقلون إلى الضفة لا يمكنهم أن يدعوا بأنهم يعيشون تحت حصار. ستكون لهم إمكانية الخروج إلى كل العالم؛ سيكونون قريبين من الأماكن المقدسة وقريبين من عائلاتهم في الضفة. الخطوة ستخلق آلية جديدة في الشرق الأوسط وتجسيد الحلم الأميركي في اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية سيلقى زخما مهما.
إسرائيليون كثيرون سيرون في ذلك خطوة هاذية، وأنا أقول لهم إنه في هذا الواقع، الوضع في قطاع غزة هاذ وخطير أكثر. ومحظور أن ننسى أنه قبل أن يوافق الفلسطينيون على هذه الخطوة، حماس بالتأكيد ستعارض. وهذا يقول كل شيء.