رفض الصفقة المقترحة سيكون جريمة

أسرى محررون بعد صفقة مع الاحتلال يحيون مسقبليهم-(وكالات)
أسرى محررون بعد صفقة مع الاحتلال يحيون مسقبليهم-(وكالات)

رفيف دروكر

 

 طلب حماس الأكثر إشكالية هو هوية السجناء "الهامين" الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة. إسرائيل لا يمكن أن توافق على ذلك وفي حماس يعرفون ذلك. هم يذكرون المفاوضات حول صفقة جلعاد شليط، في حينه تم طرح صفقة مشابهة وتم استبدالها بتحديد مشترك من الطرفين لمن سيتم إطلاق سراحه. حماس قامت بإرسال قائمة وإسرائيل شطبت وأعادتها، حماس صممت وإسرائيل ترددت، وهذا تفجر أكثر من مرة بالضبط حول هذا الأمر.اضافة اعلان
  مصدر غربي مقرب من الوسطاء في الصفقة قال في محادثة معي بأن حماس لا توجد لها أي نية للمطالبة في هذه المرحلة بالسجناء المهمين جدا، مهندسي الانتفاضة الثانية والمقاتلين ممن قتلوا عشرات الإسرائيليين. وذكر أسمائهم من قبل حماس هو مثل الإعلان بأنه لا توجد لها أي رغبة في التوصل إلى الاتفاق. وعلى فرض أن هذه الأسماء لن يتم طرحها فإن المسألة تعتبر محلولة. الثمن سيكون مؤلما، وإنجاز حماس سيكون كبيرا جدا، لكن الجدوى لإسرائيل ستكون أكبر. من المهم هنا الإسراع. لا يوجد وقت لأشهر من المساومة على الأسماء، مطلوب آلية سريعة وناجعة.
الطلب الثاني الذي يصعب على إسرائيل الموافقة عليه هو عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع. إسرائيل وافقت على عودة النساء والأطفال والرجال الذين ليسوا في سن القتال. حماس معنية بعودة الجميع. في إسرائيل هناك من يطرح ذلك كهزيمة في الحرب: سكان بلدات الغلاف لن يعودوا، وحماس ستسيطر على القطاع من جديد. هذا عرض مبالغ فيه. إسرائيل توجد لها مصلحة في الوضع الذي سيغادر فيه السكان رفح ويعودون إلى بيوتهم لأسباب واضحة؛ أيضا يمكن إيجاد آلية رقابة على العائدين؛ هذه الآلية لن تكون كاملة، وفي الأصل إسرائيل لا يمكنها أن تؤدي إلى وضع فيه شمال القطاع سيبقى غير مأهول. الموضوع هو فقط التوقيت الدقيق للعودة.
 في نقاشات كابنت الحرب اعتاد يوآف غالنت على لدغ رئيس الحكومة بالقول إنه بدون قرار من الكابنت كان سيرفع ثمن المخطوفين. في الصفقة السابقة كان عشرة مخطوفين يعادلون يوم هدنة. الآن يوم هدنة مقابل مخطوف واحد. ولكن الآن الهدنة ليس بالضرورة ستكون في غير صالح إسرائيل. الجيش الإسرائيلي يحتاج إليها كي يستعد لاستئناف عملياته وترتيب الوضع في الشمال. أيضا الثمن العددي للسجناء الأمنيين الذين سيتم إطلاق سراحهم هو ثمن معقول. إسرائيل اعتقلت حوالي 4 آلاف سجين أمني منذ 7 أكتوبر. إطلاق سراح 800 – 900 (باستثناء السجناء الهامين) سيساعد ايتمار بن غفير على الاستيقاظ من الفشل الكبير في منصبه كوزير الأمن الوطني، الذي لا ينجح حتى في توفير ما يكفي من الأماكن في السجن لمن تم اعتقالهم.
 مصادر رفيعة مشاركة في المفاوضات حول الصفقة، ليس بالتحديد من الجانب السياسي، قالت في محادثات مغلقة بأنه إذا حاول رئيس الحكومة تفويت صفقة جيدا فإنهم سيسمعون صوتهم. هذا ليس وعد لا أهمية له. بنيامين نتنياهو يدرك أن هامش مناورته محدود. بيانات لوسائل الإعلام على صيغة "طلبات حماس غير معقولة" هي موقف استهلالي شرعي للمفاوضات، لكن رمي الصفقة في القمامة سيكون جريمة، ليس أقل من ذلك. في إفشال الصفقة السابقة ساهمت بشكل كبير تصريحات نتنياهو وغالنت، تقريبا كل يوم، التي أشارت إلى استئناف القتال. ربما كان لذلك ثمنا باهظا. حماس عقدت الصفقة السابقة من خلال الافتراض بأنه سينتج عن وقف إطلاق النار المؤقت وقف ثابت. التصريحات الدائمة لرئيس الحكومة ووزير الدفاع أوضحت لهم أنه من الأفضل إبقاء المخطوفين لديهم لجولة المفاوضات القادمة.
حماس قدمت تنازل في ردها على خطة باريس. لم يعد هناك طلب وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للجيش الاسرائيلي من اليوم الأول للصفقة. مع ذلك، ادخلت الى الرد اجزاء استهدفت تحويل الستة اسابيع من الهدنة الى وقف دائم لاطلاق النار. إسرائيل غير مضطرة للموافقة على ذلك، لكن أيضا لا حاجة إلى الإعلان يوميا بأن هذا أمر مؤقت، حتى لو كان هذا سيخفض لنتنياهو نصف مقعد في الاستطلاع القادم.