"الرياضات الإلكترونية".. هل تكون فرصة للاقتصاد الوطني؟

Untitled-1
تعبيرية

يتوقع خبراء أن تشكل "الرياضات الإلكترونية" في الأردن فرصة للاقتصاد الوطني عموما والشباب الأردني في مجال التوظيف خصوصا في ظل الدور الذي يلعبه هذا القطاع كمحرك للتقنية والاتصالات والترفيه والسياحة.

اضافة اعلان


وهذا القطاع تحديدا ، يعيش حالة من النمو المتسارعة في الأردن مع التطور الذي تشهده التقنيات الحديثة وصناعة الالعاب الإلكترونية وشبكات الاتصالات والاستخدام المتزايد للخلوي والانترنت. 


الخبراء يؤكدون ان ثمة فرصة أمام الأردن للاستفادة من نمو قطاع الرياضات الإلكترونية ليكون مركزا إقليميا على مستوى المنطقة مع تميزه وتفوق شبابه اللذين حققوا العديد من الإنجازات في مسابقات وفعاليات عالمية، مع إطلاق الإستراتيجية الاردنية للالعاب والرياضات الإلكترونية ، وتأسيس اتحاد مؤقت للرياضات الإلكترونية العام الماضي. 


وأوضح الخبراء أنه يمكن الاستفادة اقتصاديا من قطاع الرياضات الإلكترونية عبر اسهامه المباشر وغير المباشر في تحريك ودعم قطاع التقنية وبرمجة الألعاب والاتصالات لتوفير البنية التحتية لهذه الرياضات التي تحتاج إلى سعات وسرعات عالية من الإنترنت، وكذلك دعم صناعة الترفيه، والترويج للأردن، والمناطق السياحية من خلال إقامة الفعاليات والمسابقات والبطولات العالمية فيه لاستقطاب اللاعبين والجماهير العاشقة لهذا النوع من الرياضات التي تستقطب جيل الشباب والصغار الذي يشكل النسبة الأكبر من المجتمع الأردني. 

 

وتعرف الرياضة الإلكترونية بأكثر من تعريف ومن بينها أنها "عبارة عن لعبة أو منافسة أو نشاط يحتاج إلى جهد بدني ومهارة يتم لعبها أو القيام بها عبر الإنترنت وفقا للقواعد من أجل المتعة أو كوظيفة، إذ تعتمد الرياضات الإلكترونية بشكل كبير على الجهد البدني والمهارة التقنية والإستراتيجية العالية بالإضافة إلى القدرة على الإبداع والابتكار والتفكير خارج الصندوق للفوز في المنافسات المختلفة". 


غير أن تعريفا آخر يشير إلى أن الرياضة الإلكتروينة هي " لعبة فيديو يتم لعبها كمسابقة يشاهدها الناس للمتعة".


وثمة تعريف أيضا يشير إلى أن الرياضة الإلكترونية لا تحتاج إلى جهد بدني بل تحتاج إلى التركيز ومقاومة الضغط النفسي ومقاومة الإجهاد من خلال ممارسة ألعاب الفيديو التي يتابعها الجمهور عبر الإنترنت.


ويرى وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة أن " الرياضات بشكل عام تأثرت أيضا بالتقدم التقني الهائل الذي يشهده العالم لا سيما في مجال الاتصالات والإنترنت وتطبيقاتها، فهي ليست بمعزل عن العالم الرقمي والتحول الرقمي الذي تشهده معظم القطاعات الاقتصادية". 


وقال الهناندة "الرياضة دخلت العالم الرقمي وهناك العديد من الألعاب والرياضات التي تلعب عبر المنصات الافتراضية والرقمية لدرجة أصبحت فيه قطاعا واعدا ناميا يتوسع يوما بعد يوم ويستقطب أعدادا كبيرة من المستخدمين من اللاعبين أو المشجعين لهذه الرياضات".


وأكد أن نسبا عالية من مستخدمي الهواتف الذكية اليوم هم من اللاعبين في مجال الألعاب أو الرياضات الإلكترونية. 


وقال "الأردن بدأ مبكرا بالاهتمام بصناعة الألعاب الإلكترونية ومن ثم انتقل للاهتمام بالرياضات الإلكترونية وهو من أوائل الدول التي انشأت لجنة خاصة بالرياضات الإلكترونية ومن ثم تحولت إلى اتحاد للرياضات الإلكترونية، كما أن أول شركة في الرياضات الإلكترونية في المنطقة هي أردنية ومن أوائل الشباب الذين حازوا بطولات عالمية هم أردنيون".


من جانبه، أكد نائب رئيس اتحاد الرياضات الإلكترونية الأردني حازم البواب أن فرص هذا القطاع كبيرة مع التحول العالمي الذي نشهده نحو الرقمنة. 


وقال البواب "فرص الدخول في هذه الصناعة اليوم والتحول إلى لاعب محترف أو مدرب أو مستثمر في هذا القطاع هو فرصة ذهبية للأردن لان الاهتمام والدعم العالمي لهذه الرياضات هو الآن في تصاعد مستمر". 


ويرى البواب أن الأردن يعتبر اليوم من أوائل الدول العربية التي اهتمت في مجال الرياضيات الالكترونية حيث تم تأسيس لجنة مؤقتة لرعاية شؤون الرياضات الإلكترونية عام 2019 في اللجنة الاولمبية برئاسة سمو الأمير عمر فيصل إلى أن تحولت لاتحاد مؤقت سنة 2023.


وأشار إلى أن وزارة الريادة والاقتصاد الرقمي وبالتعاون مع الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية قد أطلقا العام الماضي إستراتيجية وطنية للرياضات والألعاب الإلكترونية في أواخر عام 2023. 


وبين ان الإستراتيجية تهدف بالعموميات إلى توفير بيئة مواتية لتطوير وتعزيز صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن بالإضافة إلى تشجيع المنافسة والاستثمار في هذا القطاع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال توفير 3000 فرصة عمل للشباب الأردني واستقطاب 5 شركات عالمية للاستثمار في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في الأردن. 


وعن رأيه فيما إذا كان الشباب الأردني مؤهل لهذه الصناعة قال البواب إن الشباب الأردني من الأفضل في العالم في مجال الرياضات الإلكترونية من حيث اللاعبين المحترفين دولياً ويقومون باللعب في الأندية العالمية للرياضات الإلكترونية وبالإضافة للحُكام والمدربين والإداريين الأردنيين الذين يتواجدون اليوم بقوة في الأندية والمنظمات العربية والعالمية المتخصصة بهذه الصناعة. 


وأكد أن لاعبين ومحترفين أردنيين في الرياضات الإلكترونية قد اثبتوا تواجد ونجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية ومنهم على سبيل المثال اللاعب عامر البرقاوي الذي يعتبر عراب لعبة DOTA في العالم وفاز بالعديد من البطولات العالمية منذ عام 2017، واللاعب سيف الدين دبابنة الذي حقق المركز الأول وبطل العالم في لعبة أي فوتبول في البطولة العالمية للرياضات الإلكترونية التي اقيمت في الرياض أواخر عام 2023 وايضاً اللاعب امجد الشلبي الذي كان أول عربي وأردني يفوز في بطولة EVO التي اقيمت في لاس فيجاس منتصف 2023.


تحديات صناعة الرياضات الإلكترونية إلى ذلك أكد البواب انه رغم الفرص الكبيرة لهذه الصناعة إلا انها تواجه العديد من التحديات في الأردن اليوم " أكثرها تحديات مادية وتوعوية".


وقال البواب إن اللاعب يتكلف ماديا لاقتناء جهاز حاسوب مخصص لممارسة الألعاب الإلكترونية.


وأشار إلى تحدي نقص الوعي عند الأهالي والمجتمع بأهمية هذه الرياضة فالعديد منهم ما زالوا يرون هذه الرياضة مضيعة للوقت وذهابا للعقل والوعي.


وأكد أهمية العمل والتوعية للأفراد والمجتمع والمؤسسات المعنية لتمييز اللاعبين الهواة عن المحترفين والاستفادة من المحترفين في تحقيق نتائج وإنجازات للأردن في مجال الرياضات الإلكترونية.


وكان الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية قد انضم سابقا إلى الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية وهي الجهة الدولية المسؤولة عن تنظيم القطاع وفعالياته على المستوى العالمي، كما أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم بداية العام الحالي إطلاق فعاليات المنتخب الأردني لكرة القدم الإلكترونية - إي فوتبول. 


ومن جانبه أكد الشريك الإداري والتقني لمختبر الألعاب الإلكترونية الأردني نور خريس النمو الهائل الذي تشهده صناعة الرياضات الإلكترونية في العالم والمنطقة مع توقعات إيجابية على المدى الطويل لتوسع قاعدة لاعبيها وجمهورها والاعتراف بها من قبل المنظمات المعنية، فضلا عن توقعات زيادة الاستثمار فيها .


وأشار خريس إلى أن أهمية العناية بهذا القطاع وتطويره مستقبلا يمكن ان يسهم اقتصاديا وفي استقطاب الاستثمار والتوظيف، وتحفيز قطاع الألعاب الإلكترونية دعما للرياضات الإلكترونية، وتحريك قطاع التقنية والاتصالات لتوفير بنية تحتيتة مميزة لهذه الرياضات فضلا عن تحريك سوق الترفيه والرعايات والإعلانات للفعاليات الخاصة بها ودعم محترفي الأردن في هذا المجال، فضلا عن الترويج للأردن ومناطقه السياحية من خلال الفعاليات الإقليمية والعالمية التي يمكن تنظيمها في المملكة مستقبلا.


وقال خريس "الدراسات العالمية تشير إلى أنه من المتوقع أن يصل سوق الألعاب العالمي، بما في ذلك الرياضات الإلكترونية، إلى 200 مليار دولار العام الحالي، لتزيد قيمتها بثلاثة أضعاف مقارنة بقيمة صناعة الموسيقى العالمية".


وبين أن الأرقام تتوقع أن يتجاوز جمهور الرياضات الإلكترونية العالمي نصف مليار شخص العام الحالي أكثرهم من جيل الشباب، كما يتوقع أن يحقق هذا القطاع إيرادات تصل إلى 1.5 مليار دولار هذا العام وحده. 


وفي سياق متصل أكد خريس أن ثمة متطلبات وإجراءات يجب القيام بها لتطوير قطاع الرياضات الإلكترونية في المملكة وبالتعاون بين جميع الأطراف المعنية.


وقال إنه من المهم اليوم العمل على محور (توفير بيئة داعمة للرياضات الإلكترونية ) من خلال عمل الجهات ذات العلاقة على انشاء مساحات مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات لممارسة الرياضات الإلكترونية، والعمل على محور (رفع الوعي بأهمية الرياضات الإلكترونية) حيث يجب العمل على نشر مفهوم الرياضات الإلكترونية في المجتمع الأردني وتحسين الصورة العامة لها والتوعية بالفوائد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعود على اللاعبين والمجتمع عند ممارستها من خلال إطلاق الحملات الاعلانية والترويجية مستهدفة الأطفال والشباب في المدارس والجامعات.


وأكد خريس أهمية العمل على محور(بناء القدرات وتنمية المهارات) في الرياضات الإلكترونية من خلال انشاء مراكز تدريب متخصصة مجهزة بأحدث التقنيات والمعدات للتدريب على مهارات لعب الألعاب الإلكترونية وإطلاق برامج تدريبية ومعسكرات وتدريبات متقدمة للاعبين والمدربين والمحترفين من المواهب الأردنية الشابة. 


وقال إنه يجب العمل على محور (التسويق والترويج) للرياضات الإلكترونية والمواهب الشابة الأردنية محليا وعربيا وعالميا، وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات والمسابقات المتخصصة في هذا المجال، والاحتفاء بقصص النجاح الأردنية. 


وقال اللاعب الأردني في مجال الرياضات الإلكترونية عبد الحكيم الدراوشة إن "قطاع الرياضات الإلكترونية هو في تطور مستمر وسيلقي الكثير من الفرص مستقبلا وخصوصا مع الجهود التي يبذلها اتحاد الرياضات الإلكترونية في الأردن وبتعاونه مع أطراف منظومة هذا القطاع".  وقال  "هذه الرياضة هي " مصدر رزقي الاساسي اليوم"، وقد استطعت ان أطور نفسي فيها على مدار السنوات العشر الماضية حتى أصبحت لاعبا في المنتخب الاردني للرياضات الالكترونية".


وأكد أن ما يحتاجه اللاعبون المحترفون في هذه الرياضات هو الدعم والتشجيع، لافتا إلى أهمية انشاء الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية والذي أسهم في تطوير وتشكيل مجتمع لهذ القطاع وتوجيه الأنظار إلى هذا القطاع النامي.


وبين الدراوشة أن لاعبي الرياضات الإلكترونية هم مثل باقي لاعبي الرياضات الأخرى بحاجة إلى مجموعة من المهارات البدنية العالية ومنها التآزر العضلي العصبي والتحكم الدقيق للاصابع واليدين لتحقيق الأداء الأمثل في اللعب، والتآزر بين اليدين والعين والقدرة العالية على التركيز على اللعبة وتنفيذ الأوامر بدقة وفعالية، وسرعة رد الفعل والاستجابة السريعة لأي تغيير في اللعبة. 

 

اقرأ المزيد : 

هل يمكن جني المال من ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية؟