توزيعات رمضان: بذور الخير تزهر بعطاء الصغار

Untitled-1
تعبيرية

مع اقتراب حلول رمضان المبارك، يتضاعف شعور العائلات بالبهجة والفرحة. وينتظر الصغار هذا الشهر بفارغ الصبر، حيث يُتيح لهم فرصةً التعبير عن مشاعرهم الدينية وسعادتهم بطرق مختلفة.

اضافة اعلان


وتشكل "توزيعات رمضان" رمزًا للألفة والتشاركية بين الأطفال والطلبة بالمدارس، وعبر تبادل الهدايا الرمزية، يُعبّرون عن فرحتهم تجاه بعضهم البعض، وتُصبح هذه الهدايا البسيطة رمزًا للمحبة وإظهارا للمشاعر الإيجابية.

 

منذ سنوات طويلة، باتت "التوزيعات الرمضانية" تقليدًا يضفي على رمضان المبارك أجواء مميزة، وهناك عائلات تتعمد إشراك أطفالها بهذه الفرحة وتذكيرهم بأهمية هذا الشهر، من خلال تبادل تلك قطع تذكارية بسيطة مع زملائهم في المدرسة.


نسبة من الأمهات، يقمن بشراء هذه التوزيعات، خاصة وأن أسعارها مقبولة، بينما هناك من يقوم بتحضيريها بالبيت بمشاركة الأطفال، كنوع من إضفاء الفرحة واستعداد لرمضان، والحديث عن قيمته الدينية والروحانية والاجتماعية في ذات الوقت.


دعاء علان، ولكونها ربة بيت ولديها وقت كاف لمشاركة أطفالها هذه الفرحة كما تقول، تعمدت أن تشتري بعض المواد الخاص، وصناعة أشكال صغيرة من فوانيس وأهلة رمضان أو نجوم صغيرة، وتجهيزها على هيئة "حقائب صغيرة" ووضع بعض التمور بداخلها أو الحلوى، ليقوم أطفالها بتوزيعها على زملائهم في المدرسة قُبيل حلول رمضان بأيام قليلة.


تقول دعاء أنها في كل عام تحاول أن تجد طريقة لأطفالها لاستقبال رمضان بذات الفرحة لاستقبال العيد، وذلك من خلال فعاليات عائلية بسيطة، كما التحضير لمائدة الطعام، وزينة رمضان، والزيارات التي تسبق الشهر الكريم. وفي هذا العام كان اختيارها لعمل توزيعات رمضانية بسيطة لزملاء أبنائها في الروضة والمدرسة، جزءا من فعالياتهم "المبهجة" لاستقبال هذا الشهر.


أما إيمان أبو بكر، فقد اختارت أن تبتاع مجموعة كبيرة من توزيعات الأطفال لرمضان لهذا العام، ليس فقط لتوزيعها على زملائهم في المدرسة، وإنما لمشاركتها لجميع أطفال العائلة من الأقارب أو الجيران، ليكون جزءا من فرحتهم وشعورهم بأهمية الشهر الفضيل واستقباله بأفضل حال.


وتقول إيمان أن هناك العديد من المتاجر في الأسواق أو الإلكترونية توفر أشكالا وأصنافا مختلفة من توزيعات رمضان المخصصة للأطفال فقط، والتي يمكن من خلالها اختيار الشكل أو "الثيم" الذي يفضله الطفل ليكون مشاركا في اختيار تلك التوزيعات، لتعبر عن فرحته بحلول شهر رمضان المبارك، وخاصة تلك التوزيعات التي يمكن أن تحوي عبارات وأدعية رمضانية، وبأشكال تحاكي شهر رمضان، سواء الأهلة والفوانيس والمساجد الصغيرة، أو حتى قطع الحلوى التي يمكن تشكيلها بحسب رغبة الطفل أو عائلته.


دينا المحتسب، إحدى السيدات اللواتي يعملن في مجال تجهيز مستلزمات وتوزيعات المناسبات، وفي هذه الفترة تقوم بإعداد أشكال وأصناف مختلفة من توزيعات رمضان للأطفال، وتقوم بالترويج لها وبيعها من خلال حسابها الخاص على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.


تقول المحتسب لـ "الغد" إن التوزيعات التي يطلبها الزبائن تعتمد في غالبية الأوقات على المواسم والمناسبات التي تتطلب ذلك، ومن بينها الآن توزيعات رمضان على اختلافها، وجزء منها للأطفال، يقومون بتبادلها أو توزيعها مع أصدقائهم في الصف المدرسي، على الرغم من أن هناك إقبالا "معتدلا" لهذا العام، كون هناك بعض الأهالي يقومون بتجهيزها بأنفسهم أحياناً ولا يقبلون على شرائها.


ولكن، هناك أولياء أمور يقومون بطلب كميات متفاوتة، بحسب الحاجة، من هذه التوزيعات لأطفالهم، وفق تصاميم خاصة، وتقوم المحتسب بتجهيزها، ومنهم من يطلب طباعة اسم الطفل على الشكل المطلوب، حتى تبقى ذكرى مناسبة من أطفالهم لزملائهم.


بيد أن المحتسب تقول إن هذا العام قد يكون أقل نسبة وبشكل متواضع في الطلب على التوزيعات، على اختلافها، ومن ضمنها توزيعات رمضان، وتعلل ذلك بقولها أن "أحداث الحرب الدائرة في غزة ألقت بظلالها على جميع تفاصيل المناسبات التي حدثت منذ بدء الحرب، ولم يعد هنالك إقبال على التوزيعات كما كان سابقا ولكن ما يزال مستمرا بعض الشيء خاصة فيما يتعلق بالاحتفاء بحلول رمضان.


وما أن يأتي الطفل إلى صفه المدرسي أو الروضة حتى يشعر بالحماس في توزيع ما أحضره لزملائه من هدايا بسيطة بمناسبة شهر رمضان المبارك، وتعم الفرحة والنشاط في الصف، خاصة حين يكون هناك أكثر من طالب يقوم بذلك، ويكون فيها نوع من التبادل للهدايا الممزوج بالفرح والسعادة.


وتقول المربية والمعلمة في إحدى صفوف الروضة في إحدى المدارس الكبرى لارا النجار، أن هناك نهجا تتبعه المعلمة في هذه المناسبات وتحرص فيه على أن تستغل تلك الفعاليات للطلبة، ومنها توزيع الهدايا الرمضانية بينهم، والحديث والتعريف بأركان الإسلام، ويكون ذلك بوقت سابق، ويتم التركيز على أهميه ركن الصيام، حيث قامت بالشرح عنه للأطفال وماهية الصوم وفضله وأجره، وماذا عليهم القيام به في هذا الشهر رغم أنهم صغار في السن، وبدا عليهم الحماس الشديد والتفاعل الكبير، وكل طفل يحضر توزيعات يقوم هو بنفسه بتوزيعها على زملائه حتى يكون هناك تواصل وألفة بينهم.


وعن التوزيعات الرمضانية، تؤكد النجار أنها بالفعل تدخل البهجه والسرور على نفوس الأطفال بشكل كبير، وتبدو عليها السعادة، وتستغل النجار ذلك في تحويل هذه الفعالية إلى الجانب التعليمي أثناء توزيع الطلاب لها، بحيث تحدثهم عن أهمية فعل الخير للآخرين، ومساعدة البعض، وأهمية تقديم العون للمحتاجين، وعن أهمية وأثر الهدية في النفوس، وأن "من يهديك هدية فهو شخص يحبك وهذه من تعاليم النبي عليه السلام.. تهادُوا تحابّوا".

 

اقرأ أيضاً: 

رمضان يمنح سيدات فرصة جيدة لتسويق منتجاتهن وإعالة أسرهن