زعرب ينسج مفردات بصرية في معرض "إكسير الذاكرة"

جانب من لوحات الفنان هاني زعرب-(من المصدر)
جانب من لوحات الفنان هاني زعرب-(من المصدر)

 برعاية الأميرة وجدان الهاشمي ينظم المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة وبالتعاون مع ARTZOTIC معرضا فنيا بعنوان "إكسير الذاكرة" للفنان الفلسطيني هاني زعرب، وذلك الساعة السادسة من مساء يوم الأحد الموافق الواحد والعشرين من الشهر الحالي، في المتحف الوطني مبنى2.

اضافة اعلان


في "إكسير الذاكرة"، يقدم هاني زعرب استجوابا عميقا لروح الذاكرة التي لا تقهر، على خلفية سردية فلسطينية مؤثرة. باستخدامه القطران، وغيرها من المواد المشحونة بدلالات الشدة والمرونة معا، ينسج الفنان مفردات بصرية تغوص عميقا في تعقيدات حماية ذاكرته واسترجاعها.


تدعونا هذه الأعمال الاستبطانية والتأملية الى تجاوز حدود الزمان والمكان، والدخول إلى الذاكرة باعتبارها كيانا ديناميكيا يمنح شكلا للهوية، ويواجه المحو التاريخي.


يخوض عمل الفنان في التفاعل المعقد بين الذاكرة الشخصية والجمعية، كاشفا مدى وكيفية تشابك السردية الفردية داخل النسيج التاريخي الأوسع، ومن ثم يعمل كقناة وصل لهذه القصص المترابطة، مقترحا حوارا يصل الماضي بالحاضر، والذاتي بالكوني.


يدعو المعرض متلقيه للتأمل في دور القوة في تشكيل السرديات التاريخية، وبذلك يسلط الضوء على التوتر ما بين الأصوات المهيمنة وتلك المهمشة.


يحثنا فن هاني زعرب على التفكير في الذكريات، سواء التي يحتفظ بها، أو تلك التي تحال إلى الظل، ما يدفعنا إلى استكشاف سياسات الذاكرة وقابلية تعرضها إلى التلاعب.


الفنان هنا ملتزم بجعل عمله "إكسير الذاكرة" لنا جميعا، كما هو له شخصيا. ومعرضه هذا دعوة إلى التفكر في مرونة الذاكرة وهشاشتها في مواجهة الأحداث، وفي قوتها الدائمة أيضا كمرجع للهوية والصمود.  


ويقول الفنان المولود في مخيم رفح عام 1976 عن معرضه: "شكلت مجموعة هذا المعرض محاولة حسية لاختبار الغوص في الطبقات الذهنية والمادية للحدود الواقعة بين حالة الذاكرة والتذكر، بكل هشاشتها وشفافيتها، حيث لم أكن أعرف حينها بأننا وبعد وقت قليل، سوف نعيش وبكثافة مستمرة حالة التذكر الجماعية هذه، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، بكل ما تحمله من وجع وأمل".