"صوت الجيل".. تجليات إبداعية تثري المشهد الثقافي المحلي

"صوت الجيل".. تجليات إبداعية تثري المشهد الثقافي المحلي
"صوت الجيل".. تجليات إبداعية تثري المشهد الثقافي المحلي

صدر عن وزارة الثقافة العدد التاسع عشر من مجلة صوت الجيل، المعنية بالإبداع الشبابي وكشف النقاب عن عدد كبير من شباب وشابات المملكة الموهوبين والمبدعين، إضافة إلى إبراز مواد شبابية، تعبر عن آمال وتطلعات الجيل الجديد.

اضافة اعلان


في "عتبة العدد"، كتب الروائي والشاعر جلال برجس رئيس تحرير المجلة عن "شعرية الرواية" وأشار فيها، إلى ظهور العديد من الروايات العربية التي نصبت فيها اللغة بطلة تبقى حاضرة بدينامايكيتها ومرونتها في فضاء النص الروائي، حيث يتبدى للقارئ الاعتناء الشديد بتلك اللغة التي تحمل على كاهلها مزاجا شعريا أوقع العديد من القراء والمهتمين بخطأ في التصنيف، بحيث وصفت تلك الروايات بانتهاجها نهجًا شعريًا، وأنها تحتوي على صور شعرية، وإحالات وتكثيف.


وأكد برجس، أن هناك فرقا واضحًا بين الصورة الفنية، وبين الصورة الشعرية؛ إذ إن لكل منهما علاقة مختلفة بالنص التي تولد وتتحرك فيه، ولو أنهما تتمازجان أحيانًأ، وأطلق العديد منهم أيضًا على تلك الروايات تسميات ليست مناسبة، بحيث رأوا أن الرواية الفلانية رواية شعرية، من دون الانتباه إلى أن هناك فرقا بين النص الشعري، والنص المشعرن، لأن الأول ابن القصيدة بكل نسقها التكثيفي، والصادم، والإحالي، والدلالي.


وأكد أيضا، أن الرواية فن له طريق غير طريق الشعر، وكلاهما طالهما التطور، فقد خضعت مثلها مثل سائر الفنون لتغيرات أوجدها تيار الحداثة. وختم جلال برجس العتبة بقوله: "يمكنني القول كروائي قادم من الشعر، إنني أميل لتلك الرواية التي تعتني بالأفق واللغة المبنيين على نفس شعري، من دون إهمال العناصر الأخرى للرواية".


وقال الشاعر علي شنينات في البوابة الرقمية تحت عنوان: (الشعرية الرقمية): "لدينا لغة ولدينا شعر، ولكن علينا أن ندرس شاعرية الخوارزميات لنتمكن من الكشف عن المنصات والبنى التحتية في مرحلة بناء المعنى في بيئة الكمبيوتر، لأن العدسة الشعرية ستجعل المبرمجين أكثر وعيا بالتأثيرات المادية التي تحدثها نقوشهم الرمزية في النهاية".


وأشار شنينات، إلى توقف المعنيين عند 2000 من التجارب الروائية العالمية التي تم فحصها بهذه الطريقة، والتي أدت لاستنتاج أن الروايات المكتوبة خلال العصر الفيكتوري هي أكثر الآداب عاطفة.


واشتملت(مصفوفة العدد) على ملف عن(أدب الشباب في البلقاء) أعده د.محمود عواد الدباس، والذي يشتمل على ذكر للعديد من الشخصيات الأدبية التي ولدت في البلقاء أو التي كتبت عن مدنها وقراها، ومنها: (نمر بن عدوان، وعرار، وحسني فريز، وسليمان المشيني، ومحمد العطيات، وعلي الفزاع، وحيدر محمود، سليمان عويس، وغيرهم)، واشتمل الملف أيضا، على توثيق لذاكرة البلقاء وتاريخها؛ تعليميا وسياسيا والعادات والتقاليد وأسلوب الحياة.


وشارك مع د.محمود الدباس في الإعداد من شابات البلقاء كل من:(سمر العدوان، رنا غريزات، ميسون العواملة، ابتسام المناصير، رنا حداد، رانيا دوجان).


وحاورت الكاتبة أسماء العمري الأديب الدكتور نائل العدوان في زاوية (ملتقى الأجيال)، والذي قال خلال محاورته ردا على سؤال عن النصيحة التي سيقدمها للأجيال الناشئة: "لم أر في نفسي بعد أنني أستطيع نُصح الأجيال الصغيرة في القضايا الأدبية، لأنني أرى أن الكتابة طارئ يحدث للإنسان ويدفعه للتدوين، وكذلك باقي الأجناس الفنية كالرسم والموسيقا وغيرها، ولكن الشيء الوحيد الذي سأنصح به هو المواظبة على القراءة منذ الطفولة".

 

وفي الفصل الخاص بالأعمال الإبداعية الشبابية الذي يحمل عنوان(ورد بلدي)، وردت المواد الآتية: رحى الأحلام (رولا العمري)، مشاعرك مداد لريشتك (صقر الحمايدة)، أخي الذي يُصلح ما يشتته الرحيل (بشرى علي)، أمطار فبرواري (عمرو شرف)، روح قبالة مفازات عالية (إكرام العطاري)، توقيعات(حلا القبيلات)، أشدّ وقعا (معتصم النداف)، عيني أنا بعينها (سالم المحادين)، نشيج الياسمين (خلود الإبراهيم)، يوم الاعتراف بالهزيمة (حنين إبداح)، ابنتي وأعرِفُها (هدى الأحمد)
وفي زاوية (خرائط البوح)، قالت إكرام العطاري تحت عنوان: روح قبالة مفازات عالية:

 

"أبحث اليوم عن ذاتي التي تاهت ردحاً من الزمن، أعيد ترميمها بالكتابة، وأنثر في قلوب طالباتي أملاً وعزيمة، فأنفي من المعجم كل مستحيل، فقد تكبو الخطوات، وقد تتوه الروح، لكنها تعاود الانبعاث كما الفينيق، لتستمر الحياة بوحًا وكتابة".


يتضح من هذه الزوايا والمواد التي تضمنتها المجلة والأدباء الذين نشروا فيها، قدرة وزارة الثقافة، وهيئة تحرير المجلة، على الإحاطة بالمشهد الثقافي الشبابي في المملكة، وإبراز كل ما فيه من تجليات إبداعية، ومن تنوع يـُثري المشهد الثقافي المحلي، ويساهم في الحراك الثقافي العربي والإنساني بثقة واقتدار.