مع قرب رمضان.. العطاء يشرع أبوابه ومتطوعون يساعدون عائلات أنهكتها الجائحة

Untitled-1
Untitled-1

تغريد السعايدة

عمان- بخطوات متسارعة، تستعد العشرات من المبادرات الخيرية في الأردن، لكي تكون ضمن قافلة الخير التي ترخي بحملها في شهر الخير والكرم "رمضان المبارك"، ليكون هذا العام "استثنائياً"، بما خلفته الجائحة من آثار "اقتصادية سلبية" على العائلات التي تضاعف فيها عدد المحتاجين للعون والمساعدة.

اضافة اعلان


في كل عام، يزداد نشاط تلك المبادرات الخيرية في شهر رمضان عن باقي أشهر العام، حيث يُقبل المتبرعون على تقديم العون لمن يحتاجه، بحثاً عن الأجر والثواب في رمضان، ويعمد نسبة كبيرة من أصحاب الأيادي البيضاء إلى تقديم تبرعات للجمعيات الخيرية والمبادرات لتقوم بدورها بتوزيع وإيصال المساعدة لمحتاجيها.

ياسمين كفراوي من جميعة "باب الخير" التي تقدم مساعدتها عن طريق مبادرات متنوعة وتبحث عن الأكثر حاجة للمساعدة من العائلات، تبين أن رمضان الماضي شهد حالة من التغيير في طبيعة العمل التطوعي، حين تزامن وجود وباء كورونا في ذلك الوقت، إلا أن الظروف الاقتصادية في هذا العام ستكون أشد قسوة وصعوبة على الكثيرين، وسيكون هنالك إعادة بلورة للعمل الخيري، وأعداد المتطوعين.


وتشير كفراوي الى أن طلاب الجامعات كان لهم دور كبير في تقديم العون والمساعدة في الأعمال التطوعية التي يتم تنظيمها في رمضان، أو لمن يرغب في تقديم المساعدة، إذ تظهر أهمية المسؤولية الاجتماعية في مساعدة الآخرين.

ولكن تبعات كورونا كانت سلبية في هذا الجانب، بسبب ظروف التباعد والحد من التجمعات، عدا عن المتبرعين الذين اختلف الوضع المادي لديهم، وأثر ذلك على الريع الذي كان يقدم للجمعيات الخيرية ومن ثم توزيعه على المحتاجين..

ولا تنكر كفراوي أن العائلات المحتاجة ازدادت أوضاعها المادية "سوءًا"، وهذا يضاعف المسوؤلية الاجتماعية على الجميع، غير أن ظروف الحظر أسهمت بالحد من تحركات العاملين بهذا المجال، ما دفع المتطوعين في جمعية باب الخير إلى التبرع للعائلات بمكونات الوجبات، لعدم وجود مطاعم تقدم الوجبات الجاهزة لهم، كذلك البحث عن "طرق الإحسان" للمعوزين، بطريقة تتناسب مع ظروفهم وتحافظ على مشاعرهم.


الاستعداد لرمضان هذا العام، يتطلب مجهودا مضاعفا بالتزامن مع حاجة العائلات، لذلك تم إطلاق فعاليات "فنانيس"، بحسب كفراوي، والتي تتناسب مع ساعات الحظر التي تم فرضها في الأردن.

كذلك برنامج "فطوركم علينا"، سواء بتقديم وجبات جاهزة من مطبخ إنتاجي، أو إرسال مكونات الإفطار للعائلات، أو السحور، كما سيتم خلال هذه الفترة التحضير مسبقاً لكسوة العيد المعتادة كما في كل عام، ولكن بسبب ما تمر به المملكة من ظروف وإجراءات سيكون هناك ترتيب مختلف لهذا العام يتناسب مع تلك المعطيات.


كما سيتم إطلاق مبادرة "زكاتك كاش" التي يتم من خلالها تقديم مساعدات نقدية فورية، كما تؤكد كفراوي، سواء لكفالات الأيتام، أو ممن يحتاجون لمساعدات طبية أو دفع إيجارات للبيوت، وسداد ديون العائلات في المحلات التجارية والصيدلية.

كما في الاستمرار ببرنامج دعم الطلبة المحتاجين في سداد رسوم الجامعات، وفي رمضان سوف تستمر تلك الحملات وبشكل مضاعف لرغبة الناس في أن يقدموا مساعداتهم أكثر من أي وقت.


مبادرة "ترميم الإنسانية"، بدأ فريقها من الآن الاستعداد لشهر رمضان، وذلك من خلال تجهيز كميات من "طرود الخير" التي يتم توزيعها على العائلات المحتاجة، مؤكدين أن "الصدقة تدفع البلاء في ظل هذه الظروف التي يعيشها المجتمع" وبالتزامن مع شهر رمضان.

وسيقوم المتطوعون بتوزيع تلك الطرود المحددة بالكمية والنوعية على المحتاجين في القرى النائية في المحافظات، وتحديد جزء منها كذلك للأيتام.

وتدعو المبادرة كل من يرغب بتقديم المساعدة والتبرع للتواصل معها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والقائمين عليها بشكل مباشر، وسيتم توثيق كل تلك التبرعات بطريقة قانونية ورسمية.


جمعية "ذرة خير" الخيرية، أعلنت كذلك عبر صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن العمل الآن قائم استعدادا للأعمال الخيرية المخصصة لشهر رمضان تحديداً، تحت شعار "غذي روحك بالصدقات"، ويقوم الفريق المخصص بالمبادرات فيها بالدعوة إلى المساعدة في موسم بذار الخير في الشهر الفضيل.


وستقوم الجميعة بتحضير برامج مساعدات عدة أهمها "طرد الإحسان"، وهو أول البرامج، وعبارة عن طرد يحتوي على مواد غذائية تكفي لمدة ثلاثة أسابيع سيتم توزيعها للعائلات قبل رمضان وفي الأسبوع الأول من رمضان.

وحملة "فطورك علينا" تم اقتباسه من مشروعهم السابق "طبختكم علينا"، وسيتم إيصال الإفطار الى منازل العائلات، إضافة إلى حملة "لبستك انت نقيها" وهذا آخر برامج هذا الشهر الكريم وأجملها، وهو قيام الأطفال باختيار ملابس العيد بنفسهم بإشراف وتبرع من الجمعية.

أستاذ الفقه والدراسات الإسلامية الدكتور منذر زيتون، يؤكد أن على المجتمع إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، خاصة في مثل هذه الظروف التي تعثر فيها العمل وتكثر فيها الحاجة.

وينبغي على الجميع أن يثبتوا أنهم على قلب رجل وحد، فالرسول (عليه الصلاة والسلام) وصف المسلمين بأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الأعضاء، والأصل أن "نشعر ببعضنا بعضا ونبادر لخدمة الآخرين، سواء في ظل ظروف كورونا أو غيرها".


وعن رمضان، يبين زيتون "أننا الآن على أبواب شهر فضيل وكريم، وهو شهر التواصل والتراحم والأصل أن الناس يقومون بجبر بعضهم بعضا.

ولكن حقيقة حتى يكون العمل منتجا لا بد أن يكون منظما، ويتولاه أناس معروفون ومن أهل الأحياء ذاتها، كما في ائتلاف المساجد، وغيرها من الجهات المضمونة والموثوقة، وأن يقوموا بتجميع تلك العوائد المالية التي يتبرع بها الناس، وتنظيم توزيعها على المحتاجين في تلك الأماكن".


وكمجتمع مسلم، يؤكد زيتون حديث النبي عليه السلام أنه "ما نقص مال من صدقة"، ولها ثواب عظيم ومضاعف، وخصوصاً في شهر رمضان.


ويلفت الى أن على ممن تجب عليهم الزكاة أن يبادروا بدفع زكاتهم الآن لمساعدة الآخرين، فإذا كانت الصدقة مطلوبة، فإن الزكاة أمر واجب على من تستحق عليه، ولها دور كبير في مساندة المحتاجين في ظل هذه الظروف الاقتصادية التي يعانيها الجميع، ولو التزمت نسبة كبيرة منهم بدفع زكاة الأموال لما كانت هناك هذه الأعداد من المحتاجين.


ومن القضايا التي نوه إليها زيتون، وجوب الالتفات إلى "المقربين" من العائلات المحتاجة، وهو أمر غاية في الأهمية، وهم أولى بالمعروف.

ويتمنى لو أن كل عائلة أو عشيرة، مثلا قامت بجمع تبرعات بطريقة ما، وتقديمها كمساعدات للعائلات المحتاجة من الأقارب، وبطريقة محببة، وهذا من شأنه أن يزيد من أواصر التواصل الاجتماعي والمحبة بين الناس، ومضاعفة الأجر والثواب، وخاصة في هذه الأيام المباركة في شهر رمضان.