هل يتحول "القفص الذهبي" لـ "سياج" يحكم المتزوجين؟

الزواج
الزواج

تغريد السعايدة

عمان- "يا حرام متزوج، مضغوط، محبوس جوا قفص.. خلصت حياته.. راحت عليه"، تلك بعض من مصطلحات كثيرة، تطال الحياة الزوجية، وكأنها حينما تبدأ تكون معها النهاية.

اضافة اعلان

يقول المثل الإيطالي "القفص الذهبي لا يُطعم العصفور"، ولعل هذا المثل يشبهه كثيرون بمؤسسة الزواج.

وكأنّ هذا القفص الجميل هو شكل من أشكال "التقييد" الذي يأخذ بالزوجين إلى حياة تفرض عليهم متطلبات اجتماعية وأسرية جديدة، تختلف عن حياة ما قبل الزواج.

يرى العديد من أفراد المجتمع أن الزواج هو "قفص" يحيط بالشريكين ويحرمهم الاستمتاع من باقي تفاصيل يومهم.

خصوصا مع متطلبات الأبناء أو أحد طرفي الأسرة، إلى الحد الذي أصبحت تلك الصورة النمطية ترسم الزوج أو الزوجة بأنه "متذمر"، كثير الشكوى من الآخر، ويقتنص الفرصة للخروج من هذا القفص الذهبي.

للمقبلين على الزواج.. نصائح من غير “المؤهلين” حينما تتسبب بـ”خراب البيوت”

في وصف "القفص"

في وصفها لمصطلح "القفص الذهبي" تقول رائدة "اسم مستعار" إنها تتخيله قفصا ولكن غير ذهبي، على حد تعبيرها، إذ ترى أن حياتها انقلبت رأساً على عقب.

ولم تعد قادرة على الاستمتاع بتفاصيل حياتها الجميلة عما كانت قبل الزواج، ولكن قد تكون تلك فكرتها هي فقط، كما تقول، كونها تعاني من ظروف اجتماعية صعبة.

إذ إن باقي أشقائها يعيشون حياة زوجية طبيعية، ولكن عندما يكون أحد طرفي العلاقة لا يعي ماهية الحياة الزوجية، تصبح فعلا الصورة النمطية، حقيقية واقعية.

7 أسباب لتسلل الكراهية إلى الزواج

رائدة تشاهد الكثير من الصور ومقاطع الفيديو التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتُمثل طبيعة الحياة التي جعلت من الزوجة المرحة، زوجة معقدة تأخذها هموم الأولاد من حياتها الخاصة.

فيما صورة أخرى تمثل الزوج بأن حياته أمست مع زوجته "غير مستساغة"، ويبحث دائماً عن البديل.

لذلك تعتقد أن النظرة النمطية لا تتكون لديها وحدها وإنما عند الغالبية من الناس، حتى الذين يعيشون حياة طبيعية، ولكنهم يتناولون الموضوع من باب "المزح والتندر".

الاستشاري الأسري والعلاقات الزوجية أحمد عبد الله يرى أن الصورة تختلف من شخص لآخر.

إذ ترى بعض الأفكار السائدة حالياً أن "الزوجة هي من تقيدها الحياة وليس الزوج كما كان يُعتقد في السابق، وأن الزواج يحبسها ويحد من حريتها.

 خاصة وأنها وافقت فقط بهدف الارتباط رغم أن هذا الزوج سوف يتحكم في حياتها وتفاصيلها"، على حد أصحاب هذه النظرية، وكذلك ينطبق الأمر على الزوج.

صورة نمطية 

هذه الصورة النمطية السلبية وكيفية تأثيرها على المجتمع وهل تكون مبررا لبعض الشباب بالعزوف عن الزواج؛؟

يرى عبدالله أن تصوير الزوج بأنه دائما تواق لفكرة الانفصال أو أنه تكون له حياة خاصة بعيدا عن زوجته وتفاصيل البيت، هي إسقاط يكون في غير مكانه.

وكأن الزواج "قيد" للطرفين، هذه الصورة النمطية في عقل المجتمع تتجه نحو التعميم.

ووفق عبدالله، فإن هذا الميل للانغماس في الصور النمطية هو الخدعة النفسية التي يمارسها كثيرون، كي يبرروا إخفاقاتهم في موضوع الزواج.

أو لتبرير عدم أخذ المسؤوليات على محمل الجد، أو الممارسات الخارجة عن إطار الفطرة السليمة، فالقول بأن الزواج مقيد للحرية ينطبق عليه التفسيرات الثلاث..

تلك التفسيرات تتمثل بحسب عبدالله بـ "من يقولون أنه محدد للحرية لأنهم لا يريدون تحمل مسؤولية الزواج أو لأنهم غير مقتنعين به كمنظومة متكاملة.

لذلك فإن الخلاص من هذه الصورة النمطية هو بناء "فلاتر" خاصة يسهم فيها الشخص والإعلام الحريص وغير الانتقائي ومن لا يجعلون قصصهم الشخصية معايير للمجتمع ككل.

الصورة النمطية هي أداة تنعكس على التفكير والحالة النفسية التي يُقبل بها الشخص على الزواج سواء أكان شابا أو فتاة.

إذ يرى الأخصائي النفسي الدكتور موسى مطارنة أن الزواج حالة اجتماعية تُشكل تكوين المجتمع وأساسه، ومؤسسة اجتماعية قائمة على التكامل والتماثل والتعاون والكفاءة من عدة جوانب،.

لذا من الأولى أن يقوم على رباط مقدس وتفاهم وانسجام.

كما يرى مطارنة أن تحمل المسؤولية في بناء أسرة وتكوينها ورعاية الأطفال وبناء شخصياتهم ليكونوا قدوة لهم في الحياة السليمة.

 وهو أمر كذلك يحتاج إلى توعية بأهمية مؤسسة الزواج، حقوقها وواجباتها.

لذا، فإن الصورة السلبية التي يتم إلقاؤها على الحياة الزوجية ووصمها بأنها "سجن" أو غيره من المعتقدات الخاطئة، تعبر عن غياب التفاهم الإنساني القائم في الزواج، كما يراه مطارنة.

وهذه إشكالية تعكس غياب الدافع أو المحبة والتفاهيم ما بين الشريكين ومتطلباتهم وحياتهم.

الأفراد وليس المؤسسة

وهنا، يؤكد مطارنة أن المشكلة ليست في الزواج بل في الأشخاص، والمبررات السلبية هي انعكاس للأشخاص وليس الزواج بحد ذاته، لأن هناك صورة إيجابية وطبيعية جدا للزواج والعلاقات.

لذلك ينبغي تعلم المغالطات في مفاهيم الزواج للتخلص من الصورة النمطية الخاطئة، مع ضرورة تحمل الطرفين لتكاليف تلك المؤسسة والانسجام.

ومن أسباب تلك النمطية عن الزواج، تتعدد، ويمكن أن تكون بسبب الاختيارات الخاطئة وعدم الإلمام بمفاهيم الزواج الواضحة.

 فضلا عن وعدم التناغم وغياب التكافؤ، والتي يؤكد مطارنة أنها تنعكس سلباً على نفسيات الأطراف في الزواج.

بدليل ما يحدث من تفكك أسري أو طلاق صامت وتصحر عاطفي، نتيجة الاختيارات الخاطئة وعدم تفهم الزواج أو الإعداد له بشكل جيد من قِبل الزوجين.