أردوغان: توصلت وبوتين لإتفاق تاريخي حول سورية

سوتشي (روسيا) - أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس التوصل الى "اتفاق تاريخي" حول سورية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ختام لقائهما في سوتشي في روسيا. وقال اردوغان بمؤتمر صحافي "توصلنا مع بوتين الى اتفاق تاريخي حول مكافحة الإرهاب، وحول الحفاظ على سلامة الاراضي السورية والوحدة السياسية لسورية، وعلى عودة اللاجئين". وجاء اللقاء في منتجع سوتشي جنوب روسيا قبل بضع ساعات من انتهاء المهلة التركية لانسحاب المقاتلين الأكراد من أجزاء من سورية بموجب اتفاق برعاية الولايات المتحدة. وأعرب بوتين خلال اللقاء عن اعتقاده أن العلاقات الجيدة بين البلدين "ستسمح بايجاد حل حتى لأصعب القضايا". وشن أردوغان الذي يطالب بمنطقة آمنة عند حدود بلاده، عملية عسكرية بداية تشرين الاول (اكتوبر( في شمال شرق سورية على وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها أنقرة "إرهابية" رغم تحالفها مع الغربيين ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وكان أردوغان صرح قبل توجّهه إلى روسيا أن "عملية (وقف إطلاق النار) تنتهي مساء اليوم (أمس) وإذا لم يتمّ احترام الوعود التي قطعها الأميركيون، ستُستأنف العملية بعزم أكبر". ورفض إردوغان دعوة وجهها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس الى تمديد وقف النار. وقال "لم اتلق اقتراحا مماثلا من ماكرون، فهو يلتقي الارهابيين وقد اختار هذه الوسيلة ليبلغنا اقتراحهم". وفي هذا السياق، استعادت قوات النظام السوري بناء على طلب كردي مناطق كانت بأيدي المقاتلين الاكراد بخلاف رغبة انقرة. وقال احد مستشاري الكرملين يوري اوشاكوف أمس ردا على سؤال عن المحادثات بين بوتين وإردوغان "الامر الاساسي بالنسبة الينا هو تحقيق استقرار دائم لسورية والمنطقة، ونرى ان ذلك ليس ممكنا الا باعادة وحدة أراضي سورية". وفي ذات السياق قال مسؤول أميركي إن المقاتلين الأكراد السوريين أبلغوا بلاده أمس أنهم انسحبوا بالكامل من المنطقة الآمنة التي تريد تركيا إقامتها في شمال سورية، قبل انتهاء العمل بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بين أنقرة وواشنطن. واكد المسؤول مشترطا عدم الكشف عن هويته إن قائد "قوات سورية الديموقراطية" مظلوم عبدي أبلغ نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في رسالة سحب "جميع قوات وحدات حماية الشعب" من المنطقة. ويطالب الرئيس التركي بمنطقة آمنة بطول 444 كلم على الحدود بين البلدين. ولكن بعد عودة القوات السورية الى المنطقة الشمالية الشرقية، تم خفض سقف هذا المطلب لتجنب أي مواجهة مباشرة. وفي مرحلة اولى، يطالب إردوغان بـ"منطقة آمنة" تمتد من مدينة تل ابيض التي سيطرت عليها انقرة في بداية الهجوم حتى بلدة رأس العين التي انسحب منها آخر المقاتلين الاكراد أول من أمس، أي بطول 120 كلم. لكن توسيع هذه المنطقة يستوجب تفاهما مع روسيا. واضافة الى سعيها لابعاد القوات الكردية من حدودها، تريد تركيا ان تنقل الى الاراضي السورية قسما من نحو 3,6 ملايين لاجىء سوري يقيمون على اراضيها. واشار وزير الدفاع التركي خلوصي اكار أول من أمس الى أن "مليوني" سوري سيتم نقلهم.-(أ ف ب)اضافة اعلان