"الأعياد اليهودية" تفاقم سوء معيشة المقدسيين وتشل الحياة العامة

قوات الاحتلال أثناء إخلائها باحات "الأقصى" تمهيدا لاقتحام المستوطنين - (وكالات)
قوات الاحتلال أثناء إخلائها باحات "الأقصى" تمهيدا لاقتحام المستوطنين - (وكالات)

تفاقم "الأعياد اليهودية" المزعومة، في مواسمها المتوالية، من سوء معيشة المقدسيين وتنغص عليهم حياتهم ومصادر رزقهم، عند إغلاق المنشآت التجارية وتعطيل الحركة العامة في القدس المحتلة وعزل أحيائها وتحويلها لثكنة عسكرية، لتأمين اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك وانتهاك باحاته بحماية قوات الاحتلال.

اضافة اعلان


وتشهد القدس المحتلة في فترة "الأعياد اليهودية"، الممتدة حتى الشهر المقبل، شللا للحركة العامة وإغلاقا حد الحصار المحكم الذي يفرضه الاحتلال على أرجاء المدنية، وذلك بإغلاق الطرق ومداخل الأحياء والبلدة القديمة، وعزلها، ومنع المقدسيين من مزاولة حياتهم الاعتيادية، مما يشكل ضررا فادحا لوضعهم الاقتصادي البائس. 


وتتعطل حياة المقدسيين بسبب الإغلاقات الكاملة في أحياء المدينة وشوارعها، كما تغلق مدارس القدس أبوابها أمام الطلبة، أسوة بالمحال التجارية، فيما تتوقف حركة تنقل الفلسطينيين بحرية، في ظل قيام الاحتلال بتعزيز إجراءاته الأمنية المشددة في القدس المحتلة طيلة فترة "الأعياد اليهودية"، المزعومة، تلبية لدعوات الجماعات المتطرفة.


وبسبب تطويق الاحتلال الأمني للمدينة؛ تتحول أحياء القدس وشوارعها إلى مناطق معزولة عن بعضها البعض، نظير الحواجز العسكرية والمكعبات الأسمنتية التي وضعها والسواتر الحديدية الني نصبها في المدينة، فضلا عن إغلاق الطرقات المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية، والطرقات المؤدية إلى غربي القدس، وكذلك مفارق في بيت حنينا وشعفاط شمال المدينة.


وتسبب إغلاق الشوارع بعرقلة حركة المقدسيين في القدس المحتلة، إذ وضعت قوات الاحتلال مكعبات أسمنتية وأشرطة حمراء في محيط بلدة جبل المكبر، وأغلقت أحد مداخل حي واد الربابة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وفرضت حصارا على حي الشيخ جراح، وحي المصرارة المؤدي لباب العامود.


وطبقا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فإن شرطة الاحتلال رفعت من حالة التأهب استعدادا للأعياد اليهودية، وتحديدا "يوم الغفران" و"عيد العرش"، وذلك إزاء الخشية من تنفيذ عمليات. فلسطينية ضد أهداف إسرائيلية ردا على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.


وتستهدف سلطات الاحتلال من إجراءاتها العدوانية بحق القدس المحتلة إلى إبعاد الفلسطينيين عن مسار اقتحام المستوطنين "للأقصى"، وسط دعوات فلسطينية حثيثة للتصدي لاقتحامات المتطرفين للمسجد وإفشال مخططهم وعرقلة احتفالاتهم الاستفزازية، بالحشد والصلاة داخل باحاته، وإعمار المسجد والرباط فيه، رغم القيود والإغلاقات التي يفرضها جيش الاحتلال في مدينة القدس المحتلة.


واستأنف مئات المستوطنين المتطرفين اقتحام المسجد الأقصى، أمس، على شكل مجموعات متتالية، من جهة "باب المغاربة"، بحماية قوات الاحتلال.


وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، إن مجموعات كبيرة من المستوطنين المتطرفين اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، واستمعوا إلى شروحات حول "الهيكل"، المزعوم، بمناسبة ما يسمى "الأعياء اليهودية" وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال. 


وكثفت شرطة الاحتلال من تواجد عناصرها ووحداتها الخاصة في محيط المسجد الأقصى، وأحياء القدس المحتلة، لا سيما المصلى القبلي، وحاصرت المصلين والمرابطين، لحماية المستوطنين المقتحمين لساحاته، تلبية لدعوات الجماعات اليهودية المتطرفة لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى.


وفرضت قوات الاحتلال القيود المشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، واحتجزت هويات بعضهم عند البوابات الخارجية، واعتدت على المصلين ولاحقتهم لإبعادهم عن مسار اقتحامات المستوطنين، واعتقلت عددا منهم، فيما رد المعتكفون والمرابطون على اقتحامات المستوطنين واعتداءات جنود الاحتلال بأداء الصلاة في باحات المسجد.


وتواصل ما يسمى "جماعات الهيكل" المزعوم حشد المستوطنين لتنفيذ مزيد من الاقتحامات للمسجد الأقصى، خلال الأعياد اليهودية التي بدأت يوم الأحد الماضي وتمتد حتى منتصف الشهر المقبل، ويتخللها أداء طقوس تلمودية وتوراتية ونفخ البوق وارتداء زي الكهنة، ضمن حرب الاحتلال على "الأقصى" والقدس المحتلة. 


ويلي عيد "رأس السنة العبرية" ما يسمى بـ"أيام التوبة" الذي ينتهك فيها المستوطنون "الأقصى" بالثياب البيضاء التوراتية، وصولا إلى عيد الغفران" التوراتي، في 25 أيلول (سبتمبر) الحالي، و"عيد العرش"، حيث يتعرض المسجد خلالها إلى سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيا ومكانيا. 


ويرى الفلسطينيون أن سلطات الاحتلال توظف أعيادها ومناسباتها المزعومة لمساعي تهويد القدس المحتلة وتكريس ضمها وفصلها عن محيطها الفلسطيني، لحسم مستقبلها بقوة الاحتلال وإخراجها من دائرة المفاوضات، عبر إدخال تغييرات ضخمة على واقعها ومحاولة طمس هويتها ومعالمها.


من جانبه، أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، وجوب الرباط في المسجد الأقصى المبارك وإعماره للدفاع عنه وحمايته ضد انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه.


وقال الشيخ صبري إن الاحتلال حول مدينة القدس والمسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، ويهدف لتهويد المدينة والسيطرة على المسجد من خلال ممارساته التعسفية، منددا بممارسات الاحتلال الإجرامية في المسجد الأقصى.


وأشار إلى أن وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى تزداد خلال "الأعياد اليهودية" المزعومة، مبينا أن الاحتلال يحرم المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى في حين يسمح للمستوطنين بانتهاك قدسيته خلال الأعياد اليهودية. 

 

اقرأ المزيد : 

بذريعة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يفرض إغلاقا على الضفة ومعابر غزة