مائتا يوم على العدوان.. والاحتلال يواصل حصد أرواح الضحايا المدنيين

توتر بالقدس المحتلة.. المتطرفون يحاولون انتهاك "الأقصى" طيلة عيدهم المزعوم

مستوطنون يستبيحون باحات المسجد الأقصى-(وكالات)
مستوطنون يستبيحون باحات المسجد الأقصى-(وكالات)
عمان - يسود التوتر والاحتقان مدينة القدس المحتلة مع تهديدات الجماعات المتطرفة بتصعيد اعتداءاتهم ضد المسجد الأقصى المبارك طيلة أيام "عيد الفصح" اليهودي، المزعوم، المستمر لأسبوع تقريبا، أسوة بقيادة المتطرف "يهودا غليك" اقتحام المستوطنين الواسع أمس لباحاته، وسط تصدي الفلسطينيين للدفاع عن "الأقصى" وحمايته.اضافة اعلان
ويتزامن تصعيد الاحتلال الخطير بالضفة الغربية مع مضي مائتي يوم من حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة؛ في ظل دعوة القوى والفصائل الفلسطينية للاحتشاد الواسع بالمسجد الأقصى والرباط فيه لمواجهة اقتحامات المستوطنين، الذين يسعون لإدخال "القرابين" وذبحها داخل "الأقصى"، بعدما أدوا ما يسمى "السجود الملحمي" أمس بحماية قوات الاحتلال التي عززت إجراءاتها العسكرية ونشرت قواتها بكثافة في أنحاء القدس المحتلة وبمحيط المسجد، مع عرقلة وصول الفلسطينيين إليه.
وتواصل ما يسمى "منظمات الهيكل"، المزعوم، دعوة أنصارها المتطرفين لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، ومحاولة تقديم "قرابين" عيد الفصح اليهودي، المزعوم، بما ينذر بمزيد من الصدام مع الفلسطينيين وبتفجر الأوضاع في المنطقة.
وتلبية للدعوات المتطرفة؛ قاد المتطرف "غليك"، وهو عضو "كنيست" صهيوني سابق، اقتحام مئات المستوطنين المتطرفين، أمس، باحات المسجد الأقصى، من جهة "باب المغاربة"، بحماية قوات الاحتلال، وذلك في أول أيام "عيد الفصح" اليهودي المزعوم، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.
وأفادت "الأوقاف الإسلامية" بأن المستوطنين قدوموا شروحات عن "الهيكل المزعوم" وأدوا طقوسا تلمودية في أماكن مختلفة في ساحات المسجد الأقصى، لافتة إلى أن مجموعات من المستوطنين ارتدوا ملابس بيضاء " الكهنوت" الخاصة بالأعياد الدينية اليهودية، خلال الاقتحام.
وأوضحت أن مستوطنين أدوا "سجودا ملحميا" بعد اقتحامهم ساحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، خارج باب السلسلة أحد أبواب المسجد. 
في حين فرضت قوات الاحتلال تضييقات على المصلين، ومنعتهم من التواجد في محيط المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، وأجبرت عددا من الشبان الفلسطينيين على الخروج منه، بالتزامن مع اقتحام المستوطنين.
كما فرضت قوات الاحتلال تشديدات على بوابات المسجد الأقصى، وأجبرت المصلين الوافدين إلى المسجد على تسليم هوياتهم الشخصية عند البوابات، واستبدالها بورقة تحمل اسم الباب الذي دخلوا منه، بالتزامن مع اقتحام المستوطنين.
فيما منعت قوات الاحتلال مرابطات مبعدات عن المسجد الأقصى من التواجد عند مداخل بوابات المسجد، بالتزامن مع خروج المستوطنين منه.
وفي غضون ذلك؛ يواصل الاحتلال عدوانه الهمجي لليوم 200 ضد قطاع غزة، وسط القلق العميق الذي يسود مئات الآلاف من النازحين في محافظة رفح، جنوبا، أمام ارتفاع وتيرة تهديدات جيش الاحتلال باجتياح المدينة.
وما تزال آلة القتل الصهيونية مستمرة بارتكاب المجازر الوحشية وتدمير الأبنية السكنية والمدنية والبنية التحتية، مخلفة أكثر من مائة ألف شهيد وجريح و7 آلاف مفقود، ودمار غير مسبوق ونظام صحي منهار وزهاء المليوني نازح، وسط عجز المجتمع الدولي عن وقف عدوان الاحتلال بحق غزة.
وتشير إحصائيات غير نهائية لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة، إلى أن عدوان الاحتلال أسفر عن استشهاد 34183 فلسطينيا، بينهم أكثر من 9752 امرأة و14778 طفلا و485 من الطواقم الطبية و170 صحفيا، و67 من طواقم الدفاع المدني، كما استشهد 30 طفلا نتيجة المجاعة، وذلك في 3.025 مجزرة ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
كما أصيب 77143 فلسطينيا، وفقد تحت أنقاض المباني المدمرة أكثر من 7 آلاف آخرين، كما أن 72 % من الضحايا هم من الأطفال والنساء.
ومنذ بدء العدوان دمر الاحتلال جراء إلقائه 75 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة نحو 380 ألف وحدة سكنية كليا أو جزئيا، كما دمر 412 مدرسة وجامعة بشكل كلي أو جزئي، إضافة إلى تدمير 556 مسجدا بشكل كلي أو جزئي، و3 كنائس، فيما تقدر الخسائر الأولية للعدوان المتواصل نحو 30 مليار دولار.
وتسبب العدوان في إخراج 32 مستشفى عن الخدمة، و53 مركزا صحيا، واستهداف 160 مؤسسة صحية، و126 مركبة إسعاف، إضافة إلى استهداف 206 مواقع أثرية وتراثية.
وقالت إن هناك نحو 11 ألف جريح بحاجة إلى السفر من أجل العلاج وإجراء العمليات، إضافة إلى أن هناك 10 آلاف مريض بالسرطان يواجهون الموت وهم بحاجة إلى العلاج، وأكثر من مليون فلسطيني مصاب بأمراض معدية نتيجة النزوح، ونحو 8 آلاف حالة عدوى بالتهابات الكبد الوبائي الفيروسي.
وإلى جانب عدوانها المتواصل؛ اعتقلت قوات الاحتلال نحو 5 آلاف فلسطيني من قطاع غزة، بينهم 310 من الكوادر الصحية، و20 صحفيا ممن عرفت أسماؤهم.
ولفت نادي الأسير الفلسطيني إلى أن مستوى الجرائم المرعبة التي تتكشف تصاعديا ضد معتقلي غزة في معسكرات الاحتلال، وتحديدا معسكر "سديه تيمان"، مؤشر على أنها تشكل الحد الأدنى من مستوى الجرائم المتواصلة بحقهم، في ظل استمرار جريمة الإخفاء القسري منذ بداية العدوان والإبادة الجماعية.
وأضاف أن معسكر "سديه تيمان" شكل، بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عنوانا بارزا لعمليات التعذيب غير المسبوقة بكثافتها، خاصة أن معظم الجرائم التي كشف عنها، ارتبطت باسمه، وكان آخرها ما كشف عنه إعلام الاحتلال عن تفاصيل مروعة وجرائم طبية يتعرض لها المعتقلون المرضى والجرحى في إحدى المنشآت التابعة له.
وأضاف أنه رغم القرارات الأممية التي تعتبر ملزمة وفق ميثاق الأمم المتحدة، إلا أن الكيان المحتل كعادته يضرب بعرض الحائط القرارات الدولية كافة، ويتعامل مع العالم كأنه فوق القانون، ويستمر جيشه في حربه وارتكاب المجازر الوحشية في مختلف أنحاء قطاع غزة.
فمنذ بدء العدوان على غزة، استخدمت واشنطن حق النقض "الفيتو" ضد ثلاثة مشاريع قرارات، كان اثنان منها يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار.