التغير المناخي.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي

عاملات في إحدى مزارع المفرق - (تصوير: ساهر قدارة)
عاملات في إحدى مزارع المفرق - (تصوير: ساهر قدارة)

ما تزال تعاني النساء في المملكة جملة من التحديات، تعيق تمكينها من التكيف مع التغيرات المناخية، بخاصة  العاملات في القطاع الزراعي، وفق خبراء.

اضافة اعلان


ومن بين التحديات التي أشارت إليها نساء مشاركات في “مؤتمر المرأة في العمل المناخي” أمس “شح مصادر المياه المخصصة للزراعة، وارتفاع درجات الحرارة وتكرار موجات الجفاف، ونقص وسائل التنقل الآمنة”.


وهذه التحديات ما تزال لا تجد طريقها لحلول ناجعة في سياسات الحكومات المتعلقة بالتعامل مع تغير المناخ، وفق ما أشار إليه خبراء في المؤتمر، الذي تنظمه مؤسسة القيم البيئية للتنمية المستدامة، وجمعية منتدى الاتحادات الفيدرالية، وبدعم من الحكومة الكندية. 


يأتي ذلك في وقت تمثل فيه مشاركة المرأة في القوى العاملة في الأردن، عام 2022 نحو 14.3 %، ما يتركها ذات قدرة اقتصادية أقل تكيفا مع تغير المُناخ، وفق مدير مشروع المرأة في العمل المناخي في المؤسسة القيم وأمين عام وزارة البيئة الأسبق أحمد القطارنة.


وأكد، خلال افتتاح فعاليات المنتدى، على”أهمية مساهمات المرأة الشاسعة والمتنوعة في التصدي لتغير المُناخ، والذي يعكس مدى أهمية المساواة بين الجنسين، والتمكين لهن لتحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات المُناخية”.


ولفت الى أن “التغير المُناخي يؤثر على الزراعة وموارد المياه، ومعرفة وخبرة النساء في ممارسات الزراعة المستدامة ضرورية للتكيف مع التغيرات، وللحفاظ على المياه، وتحسين الأمان الغذائي”.


وعلى الرغم من “تسليط الضوء على الزخم المتزايد لمشاركة النساء في مشاريع الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، تقوم المبادرات التي تقودها المرأة بدفع اعتماد تقنيات الطاقة النظيفة”.


وشدد على أن “مساهمة المرأة في مجال التعليم والبحث حول المُناخ أمراً ملحوظا، ومعززةً بذلك بناء القدرات وتعزيز الممارسات المستدامة”. 


ولا بد من الاعتراف، بحد قوله “بأن هنالك تحديات مستمرة مثل العادات الثقافية، والوصول المحدود للموارد، والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، وعقبات أمام مشاركة وقيادة النساء الكاملة في مبادرات التغير المُناخي”.


من جهته قال مساعد الأمين العام في وزارة الزراعة م. بكر بركات، أن التغيرات المُناخية أثرت بشكل كبير على حياة الناس في مختلف أنحاء العالم ومنها الأردن، نتيجة تفاقم التحديات التي يواجهها المجتمع بسبب ذلك التغير، ومنهم السيدات العاملات في قطاع الزراعة.


ولفت الى أن، المرأة في هذا القطاع “نتيجة تباين الظروف الُمناخية، وتأثيراتها المباشرة على الزراعة في المملكة، ومنها تذبذب إنتاج المحاصيل لارتفاع درجات الحرارة، وتقلبات الطقس”، يؤدي إلى خسائر في دخل الأسر الزراعية، كما ان التغيرات في أنماط الأمطار يمكن أن تؤدي الى فترات جفاف طويلة ومتواصلة، والذي يؤثر على الجدول الزمني للعمل الزراعي”.


ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن “قلة المياه بسبب التغير المُناخي يؤثر على الزراعة ويدفع بالمرأة الى تعرضها للمزيد من الضغوطات للحصول على الموارد المائية لري المحاصيل، أو استخدامها في المنزل، مما رفع من عبء العمل عليها”، بحسبه.


وشدد على أن “وزارة الزراعة تلعب دوراً حيوياً في تعزيز دور المرأة العاملة في قطاع الزراعة، عبر التدريب الفني والإداري، والمهني وتمويل المشاريع الصغيرة”.


يشار إلى أن قطاع الزراعة يوظف 52 % من النساء اللواتي يعشن في مناطق الريف، فيما يمثل هذا القطاع 5.6 % من الناتج المحلي الإجمالي للأردن، وفق احصائيات وزارة الزراعة.


ولفت الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية منتدى الاتحادات الفيدرالية روبك تشاتوبادياي، الى أن “هناك مشاريع صعبة يتم إدارتها بشكل إستراتيجي في الأردن والمغرب وتونس لتمكين المرأة، مع التركيز بشكل خاص على الدور القيادي في عدة مجالات مثل العمل المناخي”.


وشدد على أن “المنتدى يطمح يسعى لإبقاء العمل المناخي ضمن العناصر المحورية والشاملة في الخطاب السياسي الأوسع للحكومة”.


ويسعى المنتدى، بحسبه الى “إظهار الجهود لتسليط الضوء على الدور المميز الذي تلعبه المرأة في إدارة القضايا المتعلقة بالتغيير المناخي”.

 

اقرأ المزيد : 

كيف تؤثر تبعات التغير المناخي على صحتنا النفسية؟