كيف تتعامل مع الآثار الجسدية الناجمة عن الحزن؟

ترجمة حلا محمود مصطفى عمان – يعتقد كثير من الناس أن الحزن مجرد حالة عاطفية فقط، لكن الحزن الطبيعي هو في الواقع استجابة قوية ومتعددة الأوجه، وغالبًا لا يمكن السيطرة عليها، حيث يمر بها البشر بعد حدث مؤلم أو صادم شخصيًا مثل وفاة أحد الأحباء. الحزن يمكن أن يؤثر ليس فقط عاطفيا، ولكن أيضا جسديا وعقليا وحتى روحيا. عندما تشعر بالحزن، قد تشعر به عقليًا وجسديًا. خلال هذا الوقت، قد تواجه مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية التي تعد جزءًا من استجابة الحزن. تناقش هذه المقالة بعض الأعراض الجسدية للحزن وتصف بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها للتأقلم، وفق ما نشر على موقع (verywellmind.com).

مشاكل الجهاز الهضمي وتغيرات الوزن

غالبًا ما ترتبط باضطراب عادات الأكل العادية أو الروتينية، حيث المشاكل الهضمية المؤقتة مثل الإمساك أو الإسهال أو آلام المعدة أو الشعور بالغثيان. التغيرات في الوزن أيضا ممكن يؤدي الى زيادة أو نقصان. يمكن أن يلعب عدم ممارسة الرياضة وقلة العناية الشخصية والإفراط في تناول الطعام والوجبات السريعة دورًا في تغيير الوزن.

الألم أو عدم الراحة أو المرض

يمكن للدماغ أن يطلق استجابات جسدية حقيقية للأشياء الحقيقية أو المتخيلة التي ندركها. يمكن أن تؤدي تجربة الحزن إلى شعور حقيقي بالألم أو الانزعاج في أجسادنا، مثل الصداع، الصداع النصفي، آلام القلب، ثقل الأطراف، آلام الرقبة أو الظهر أو المفاصل الهيكلية أو آلام العضلات بشكل عام وسكتة قلبية. يمكن أن يقلل الحزن أو يثبط نظام المناعة لديك، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بنزلة برد أو الإصابة بالأنفلونزا. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الأشخاص المصابون بحالة صحية مزمنة من تفاقم في أعراضها والتهابات جسدية.

مشاكل النوم

يمكن أن تؤدي مشكلة النوم ليلاً أو الأرق التام إلى حرمان الشخص الحزين من الفوائد العلاجية الضرورية التي يوفرها النوم الجيد ليلاً. يمكن أن يؤثر قلة النوم على المظهر، مثل التسبب في انتفاخ الوجه والعينين والتأثير على الوظيفة المعرفية والاستجابة، وضغط الدم. في حين أن النوم وظيفة أساسية يومية للإنسان، فإن النوم لساعات طويلة أو طوال اليوم يمكن أن يستنزف طاقتك ويتركك تشعر بالخمول.

صعوبة في الأنشطة اليومية

يمكن أن تجعل الأعراض الجسدية الشائعة الأخرى للحزن من الصعب التعامل مع الأنشطة اليومية. على سبيل المثال، قد تواجه أعراض التعب أو العصبية التي تجعل إدارة المهام العادية أمرًا صعبًا. الحزن هو عمل شاق، وكما ذكرنا سابقًا، يؤثر سلبًا على أجسامنا لأسباب عديدة، بما في ذلك عادات الأكل السيئة وأنماط النوم المتقطعة، وانخفاض مستويات الطاقة والشعور بالتعب أو ضعف العضلات. غالبًا ما يتجلى الشعور بالتوتر أو القلق بطرق جسدية، مثل النقر بأصابعك والمشي بسرعة ذهابًا وإيابًا. عدم القدرة على الجلوس والاسترخاء في مكان واحد، التعرق في الأطراف والشعور بالوخز أو التنميل أيضا. بالإضافة إلى الآثار الجسدية التي قد تواجهها عند الحزن تعرضهم لجفاف الفم وحساسية الضوضاء والارتعاش أو الشعور بالرعشة وضيق في الحلق أو الصدر وضيق في التنفس وزيادة أعراض الحساسية.

التعامل مع الحزن

لا توجد طريقة للتخلص من الآثار الجسدية التي قد تتعرض لها، إلا أنه استجابة طبيعية وضرورية لشيء ما، وسيشهد معظم الناس انخفاضًا في الآثار الجسدية التي يسببها الحزن مع مرور الوقت. بالنسبة لبعض الأعراض، مثل اضطراب المعدة، قد تكون الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مفيدة. تناول هذه الأدوية دائمًا وفقًا للإرشادات الموضحة على الملصق. إذا لم تهدأ أي من الآثار الجسدية التي تعاني منها بمرور الوقت أو تشعر أنها لا تطاق، يجب عليك استشارة طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية خاصة في حالة الألم أو عدم الراحة الجسدية، أو مشاكل الجهاز الهضمي أو المرض أو الأنفلونزا، وإذا تفاقمت مشكلة صحية مزمنة لديك.

بعض طرق للعناية بنفسك أثناء فترة الحزن:

حافظ على رطوبتك اشرب الكثير من الماء طوال اليوم

ممارسة الرياضة

إذا كنت تمارس الرياضة بانتظام فحاول مواصلة هذا الروتين قدر الإمكان. وإذا كنت تعيش أسلوب حياة يعتمد على الخمول، ففكر في تخصيص بعض الوقت لممارسة الرياضة كل يوم، مثل تنزه على الأقدام، أو ركوب دراجتك، أو مطالبة صديق بالتجول معك في المنتزه المحلي أو مركز التسوق. حتى التمارين اليومية المعتدلة يمكن أن تساعدك على النوم بشكل أفضل، وتخلص من تصلب العضلات أو عدم الراحة، ويمكن أن ترفع معنوياتك في كثير من الأحيان وتحسين مظهرك.

تناول أطعمة مغذية ومفيدة

غالبًا ما يجد الحزين صعوبة في تناول وجبة حتى لو شعروا بالرغبة في تناول الطعام. في مثل هذه الأوقات، ضع في اعتبارك تناول عدة وجبات أصغر خلال اليوم إذا كان جدولك الزمني يتعارض مع روتين الإفطار والغداء والعشاء المعتاد. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتكون الأطعمة التي تتناولها من عناصر صحية ومغذية بدلاً من الوجبات السريعة أو أي شيء تشتريه من آلة البيع.

راحة

في حين أن الحزن عادة يعطل أنماط نومنا الطبيعية، فإن الحصول على قسط مناسب من الراحة أمر مهم. حاول قدر المستطاع تطوير روتين منتظم لوقت النوم وتقليل عوامل التشتيت مثل التليفزيون أو iPad أو الكمبيوتر اللوحي أو الهاتف الخلوي وحافظ على غرفة نومك مظلمة. بالإضافة إلى ذلك، حاول تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين لمدة ثلاث ساعات على الأقل قبل النوم.

الخطط وتنفيذها

يمكن أن يساعد وضع الخطط للمستقبل والبقاء مشغولًا أيضًا في تخفيف الألم الجسدي الناتج عن الحزن. يمكن أن يمنحك وجود أشياء للقيام بها في المستقبل شيئًا تتطلع إليه. يمكن أن يساعدك البقاء مشغولاً في الوقت الحالي على إبعاد ذهنك عن انزعاجك وحزنك. اقرأ المزيد:  كبت المشاعر يؤدي إلى أمراض جسدية ونفسية احذر الحزن والغضب والمفاجآت المدويةاضافة اعلان