"جسمي ملكي".. ركن توعوي يحمي الصغار من "التحرش" ويكسر حاجز الخوف

image
جانب من فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل

أصوات تنبيه تصدر ما إن يضع أحد الأطفال يديه على زر أحمر، مركب على مجسم لصورتي "طفل وطفلة"، لإعلامه بأن هذه المناطق التي قد يلسمها الآخرون تعد "مناطق خاصة"، وذلك ضمن أسلوب بسيط وتوعوي في الوقت ذاته حول "التحرش الجنسي للأطفال".

اضافة اعلان


هذه اللعبة والزاوية التعريفية التوعوية، هي جزء ضمن أركان فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته الخامسة عشرة الحالية، والتي من شأنها أن تسهم في خلق بيئة تعريفية للطفل، بما يتعلق بحياته الخاصة والمحاذير التي يجب أن يتنبه لها في حياته، خاصة عندما يكون بعيدا عن عائلته وأبويه.


منسقة المبادرات والأنشطة في إدارة سلامة الطفل مريم العبدولي، تحدثت لـ"الغد" عن هذه الفعالية التي تعد إحدى المبادرات التي تعنى بالطفولة، على وجه التحديد، وتم الاستفادة من فعاليات مهرجان الشارقة القرائي الذي يستقبل آلاف الأطفال، بأن يكون لديهم فرصة أن يتعرفوا على المخاطر حولهم وكيفية حماية أنفسهم بشكل ذاتي.


وتوضح العبدولي أن خطوات بسيطة يمكن أن نشرحها للطفل، من خلال عبارات "اللمسة الجيدة، واللمسة غير الجيدة، وعبارة السر الجيد والسر غير الجيد"، ويمكن للطفل أن يكون قادرا على التمييز بين العبارات واللمسات الموجهة له، وكسر حاجز الخوف أو الخجل من الحديث عما يحدث له وأن يشارك والديه أي مشاعر مريبة قد يشعر بها ممن حوله.


وتعتقد العبدولي أن الأهل كذلك بحاجة إلى أن يتعلموا كيفية التواصل مع أبنائهم في هذا المجال، وأن يكون لديهم القدرة على إيصال المعلومة الصحيحة لهم والطريقة المناسبة للإجابة عن أسئلتهم الخاصة التي يمكن أن يوجهوها للأطفال بين الحين والآخر، خاصة وأن تفاعلهم مع السوشال ميديا بات مؤثراً، ويزيد من وعيهم وانفتاحهم على الكم الكبير من المعلومات التي تتعلق بحياتهم.


واستطاع الأطفال في زيارتهم لركن "جسمي ملكي" في المهرجان، ومن خلال المتطوعين والعاملين في الركن، الاستماع لشرح توعوي يقيهم من أي محاولات للتحرش، حيث بينت العبدولي أنهم لمسوا وجود "خجل في السؤال والطرح من الأهل أكثر من الأطفال أحيانا"، وهذا يعني حاجة المجتمع بشكل عام لأن يهتم بتوعية الأطفال سواء في المدارس أو الجمعيات، وغيرها من المؤسسات، وأن يتشجع الطفل على نقل المعلومة لأقرانه.


وتعتقد العبدولي أن هذه القضية عامة وتتعلق بمختلف الشعوب والمجتمعات، ولذلك لا بد من طرحها بشكل واضح وصريح بهدف حماية أطفالنا، خاصة حينما يكون التحرش واردا حتى في العالم الافتراضي، في ظل وجود نسبة كبيرة جداً منهم في هذا العالم، وأحياناً عدم وجود مراقبة مناسبة لهم.


وفي سياق متصل، قدمت القاصة المصرية، عفت بركات، خلال مشاركتها في المهرجان، رحلة ممتعة مع عدد من القصص التي نالت إعجاب الطلاب وتفاعلوا معها، وذلك خلال "لقاء مع الطلاب" عقد في الملتقى الثقافي ضمن الفعاليات، وسعت من خلال سردها لقصص متنوعة من تأليفها؛ إلى غرس قيم الثقة في النفس والاعتماد على الذات والإيمان بقدراتهم على الإبداع والإنجاز رغم صغر سنهم، حيث استمتع الأطفال بأحداثها وتعلموا من دروسها القيمة، وقد أظهروا اهتماما بمحتوى القصص وما حملته من رسائل تعزز قيم التفاؤل والتحدي والإبداع.


وأتاحت بركات للصغار فرصة سرد قصصهم المفضلة والتفاعل فيما بينهم بالحديث عن شخصياتهم، في خطوة مهمة نحو تعزيز حب القراءة وتنمية المهارات اللغوية لدى الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة، وهو ما يسهم في بناء أسس تعليمية قوية وتشجيع الطلاب على الاستمرار في رحلتهم العلمية بثقة. 
وركز اللقاء على القصص كأداة قوية تعزز مهارات الطفل في العديد من الجوانب الشخصية، والاجتماعية، والعقلية، وتسهم في بناء أسس تعليمية قوية وشاملة.


وتتواصل فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار "كُن بطل قصّتك" حتى يوم غد، حيث يقدم أنشطة ولقاءات وورش عمل متنوعة تستهدف مختلف الفئات العمرية بغرض تنمية مهارات اللغة، وتعزيز التفكير النقدي، والمهارات الاجتماعية وكذلك مهارات التعلم الذاتي.

 

اقرأ أيضاً: 

"حي بن يقضان" فعالية تحاكي الأدب العربي في ركن "بيت الحكمة"

انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل "كن بطل قصتك" (صور)

في "الشارقة القرائي".. عالم يحاكي رسوم الكتب والتراث الحضاري