"القائمة العربية" تعلن أنها ستوصي بغانتس لتشكيل الحكومة الاسرائيلية

القدس- فيما أعلن عضو القائمة العربية المشتركة التي حلت ثالثا في انتخابات الكنيست الاسرائيلي اسامة السعدي، أمس إن القائمة بصدد اقرار توصية للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بتكليف رئيس حزب "أبيض أزرق" بيني غانتس بتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، أعلن رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان في تصريحات صحفية أنه لن يؤيد بنيامين نتانياهو ولا بيني غانتس لترؤس الائتلاف الحكومي المقبل.اضافة اعلان
وذكر السعدي في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين"، ان "الاتصالات والمشاورات مستمرة للخروج بتوصية القائمة خلال الساعات القليلة المقبلة، لافتا الى انه سيتم تقديم تقارير واوراق تشمل جميع مطالب الجماهير العربية في الداخل على راسها التخطيط والبناء والميزانيات والعدل الاجتماعي والعنف".
تتزامن تلك التصريحات مع عزم ريفلين اجراء مناقشات حاسمة مع الأحزاب السياسية لمعرفة توصياتهم حول الشخصية التي ينبغي تكليفها تشكيل الحكومة المقبلة، بعد انتخابات تشريعية شهدت تقاربا كبيرا في النتائج بين نتانياهو وغانتس ووضعت رئيس الوزراء المنتهية ولايته في مأزق سياسي.
إلى ذلك دعا ريفلين مساء أمس لتشكيل حكومة "مستقرة" تضم كلا من نتنياهو وغانتس، وقال "انا مقتنع بأنه يجب تشكيل حكومة مستقرة تضم الحزبين الكبيرين".
وبدأ ريفلين مساء أمس اجتماعات منفصلة مع جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان ليستمع إلى توصياتهم بشأن اختيار رئيس الوزراء المقبل.
وأيا كان الخيار، ليس من المؤكد أن ينجح الشخص المكلف في تشكيل ائتلاف حكومي، وصدرت دعوات عديدة إلى قيام حكومة وحدة وطنية وتجاوز هذا المأزق.
وتم تحديد مواعيد اجتماعات ريفلين مع كل من الأحزاب بالترتيب وفق عدد الأصوات التي حصل عليها، ومن المفترض أن تكون أول تلك الاجتماعات بدأت مساء أمس مع التحالف الوسطي أزرق أبيض بزعامة رئيس هيئة الأركان الاسبق بيني غانتس والذي حل في المرتبة الأولى في انتخابات الثلاثاء بفوزه بـ33 مقعدا من أصل 120 في البرلمان، يلقيه الليكود اليميني بزعامة نتانياهو والذي حل بعد أزرق أبيض بفارق مقعدين، ومن ثم القائمة المشتركة (العربية) وبعدها حزب"إسرائيل بيتنا" القومي الذي فاز بثمانية مقاعد.
ومن المقرر ان تعلن اللجنة الانتخابية الإسرائيلية النتائج النهائية لانتخابات الكنيست يوم الاربعاء المقبل.
ولطالما أحجمت الأحزاب العربية في إسرائيل عن تأييد أي شخص لرئاسة الوزراء، وتعتبر هذه المرة إستثناء كجزء من جهودها الرامية إلى الإطاحة نتنياهو.
ولن يكون الرئيس الإسرائيلي مجبرا على اختيار السياسي الذي سيحصل على غالبية التوصيات لتشكيل الائتلاف الحكومي، لكن عليه أن يختار من يعتقد أن لديه فرصة أفضل لإنجاز المهمة.
وكانت تكهنات أشارت إلى إمكانية أن يجتمع الرئيس بكل من نتانياهو وغانتس ويطلب منهما البحث عن خيارات لتشكيل حكومة وحدة.
لكن نتنياهو اعترف الأسبوع الماضي بعد نتائج الانتخابات المخيبة لآماله بأنه غير قادر على تشكيل ائتلاف يميني ودعا غانتس إلى الانضمام إليه لتشكيل حكومة وحدة.
وكان زعيم التحالف الوسطي دعا مرارا إلى تشكيل حكومة وحدة لكنه وبعد دعوة نتنياهو أوضح موقفه وقال إنه يجب أن يكون رئيسا للوزراء لأن حزبه كان الأكبر.
وأثارت هذه المواجهة بينهما احتمال إجراء انتخابات ثالثة خلال عام.
وفشل نتنياهو بعد انتخابات نيسان (أبريل) في تشكيل ائتلاف حكومي وفضل الذهاب نحو إجراء انتخابات ثانية في غضون خمسة أشهر.
وقال مدير مكتب ريفلين، هاريل توبي لراديو الجيش الإسرائيلي أمس إن الرئيس "سيشارك وسيبذل قصارى جهده لمنع جولة ثالثة من الانتخابات".
وتعود آخر مرة قامت فيها الأحزاب العربية بمثل هذه الخطوة إلى العام 1992 عندما دعمت إسحق رابين الذي وقع لاحقا اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين.
وأثار الخطاب السياسي لنتياهو غضب الكثير من فلسطينيي 48 خاصة وأنه ترافق مع خطوات بحقهم اعتبروها عنصرية، ويُنظر إلى ذلك على أنه أحد العوامل التي ساهمت في زيادة إقبال فلسطينيي 48 على صناديق الاقتراع وظهور القائمة المتركة بشكل قوي.
لكن الأحزاب العربية ربطت تأييدها لأي شخص بمجموعة من المطالب التي على رئيس الوزراء المقبل أخذها بعين الاعتبار، وتتمحور هذه المطالب حول التعامل مع جرائم القتل والعنف في المجتمع العربي في إسرائيل واستئناف جهود السلام الجادة مع الفلسطينيين. وستشكل نهاية حقبة نتنياهو لحظة استثنائية في تاريخ السياسة الإسرائيلية، وسيواجه تهما محتملة بالفساد في الأسابيع المقبلة بناء على جلسة استماع في أوائل تشرين الأول (أكتوبر).
وكان بيني غانتس أبدى في الماضي رفضه العمل في حكومة رئيسها متهم، ولو أنه لم يكرر ذلك في الأيام الأخيرة.-(وكالات)