الموجة الثالثة: "البشير" و"حمزة" خارج خدمة كورونا

مستشفى ميداني مخصص لاستقبال مصابي كورونا في عمان-(أرشيفية)
مستشفى ميداني مخصص لاستقبال مصابي كورونا في عمان-(أرشيفية)
محمود الطراونة عمان - مع ملامح دخول المملكة موجة ثالثة من كورونا، تشكك تصريحات وأخرى تؤكد مسألتين على قدر عال من الأهمية في مسألة هجمات "كورونا" المتتالية، ومدى تحقق الصيف الآمن والعودة للتعليم الوجاهي، بالتزامن مع عدم السماح لتصاعد أعداد الاصابات بكورونا من تعطيل استقبال المستشفيات الحكومية للامراض الاخرى، كما حدث في بداية الجائحة. ففي الوقت الذي ادلى وزير الصحة فراس هواري بتصريحات سابقة شككت بعودة التعليم الوجاهي، عاد ثانية من جديد لينسف ما قاله في تصريحات لاحقة. ويؤكد في المقابل الامين العام المساعد لوزارة الصحة للشؤون الفنية ومديريات الصحة نائل العدوان، ان المستشفيات الميدانية "على أهبة الاستعداد لاستقبال اي اصابات وبكامل طاقتها الاستيعابية حال ارتفاع معدل الاصابات بكورونا". واشار العدوان الى ان الوزارة زودت المستشفيات الميدانية بحاجتها الكاملة من الكوادر الصحية والطبية والمستلزمات ولن يصار الى استخدام مستشفيات البشير او حمزة لنقل الاصابات إليها باستثناء بعض المستشفيات الطرفية، التي لا تتوفر فيها مستشفيات ميدانية، مشيرا الى أنه "تم تجميد التعاون مع المستشفيات الخاصة التي خصصت لحالات كورونا وسيتم معاودة العمل في حال ارتفاع معدل الاصابات". وكان الهواري، قال في آخر تصريح له إن "العودة للتعليم الوجاهي في المدارس مؤكدة وهدف استراتيجي، وأن الوزارة انجزت 83 % من خطة العودة للمدارس"، لافتا الى ان ما يطبق على الأرض من إجراءات يضمن عودة مختلفة للمدارس واستمراريتها. وأشار الى أن الأرقام والمعطيات تؤكد دخول الأردن موجة ثالثة، "لكنها ستكون مسطحة، وأن السيناريو الأسوأ فيها تسجيل 2500 إصابة يوميا"، لكنه استدرك بالقول "لا نعلم كيف ستكون حدة وقوة هذه الموجة". وأوضح أن أكثر من 80 % من الإصابات المسجلة في عمان هي من المتحور الهندي، لكن الوضع الوبائي مستقر ولا يوجد ما يدعو لفرض إجراءات جديدة خلال عيد الأضحى، مضيفا أن "الحكومة لا تريد تضييع الإنجازات التي تحققت ومستمرة بخطتها في فتح القطاعات". من جانبه حذر رئيس الوزراء بشر الخصاونة، من تداعيات تصاعد منحنى نسب وأعداد الإصابات والوفيات والإدخالات للمستشفيات بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن التصاعد في نسب الإصابات يستوجب التنبه والاحتياط حتى لا نبتعد عن هدفنا الاستراتيجي للاستمرار بالعبور إلى صيف آمن تفتح فيه القطاعات كاملة بحلول شهر أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال خلال ترؤسه اجتماعا للجنة الإطارية العليا للتعامل مع تداعيات جائحة كورونا أمس، إن الحكومة ماضية في خططها والتزاماتها بعودة التعليم الوجاهي في المدارس خلال أيلول (سبتمبر) المقبل والجامعات مع بداية تشرين الأول (اكتوبر) وضمن الاشتراطات الصحية العامة. ووجه رئيس الوزراء الوزارات والمؤسسات المعنية لتعزيز آليات الرقابة والتفتيش للتعامل بحزم مع مظاهر عدم الالتزام بإجراءات السلامة العامة وأوامر الدفاع وفرض عقوبات رادعة بحق المخالفين. وشدد الخصاونة، بهذا الصدد، على أنه لا تهاون أو تساهل بإجراءات الرقابة على المخالفات الصحية "وهي ليست حملة آنية وإنما حالة رقابية مستدامة تضمن ردعا كافيا بحق الأشخاص والمنشآت التي لا تلتزم باشتراطات الصحة والسلامة العامة والتي يؤدي عدم التزامها إلى عودة انتشار الوباء وإنتاج ضغط على القطاعات الصحية. وقال، "لا نمتلك هوامش للذهاب باتجاه تقييدات على الحركة الاقتصادية"، مؤكدا أن خط الدفاع المركزي يتمثل بالإجراءات الوقائية وأخذ المطاعيم. ووجه رئيس الوزراء بتزويده بتقرير عن أوضاع المستشفيات والمرافق الصحية ومدى جاهزيتها للتعامل مع أي مستجدات تتعلق بالحالة الوبائية. من جهته، قال استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة، محمد حسن الطراونة، إن البيانات تشير إلى ارتفاع عدد الدخولات إلى المستشفيات وزيادة عدد الاصابات بمتحور "دلتا"، الأمر الذي يُنذر بأننا على أعتاب موجة ثالثة من انتشار فيروس كورونا. وأضاف، جميع المؤشرات تستدعي القلق، سواء ما يتعلق منها بنسب الفحوصات الايجابية وأعداد الاصابات بالمتحورات، مبيّنا أن أعداد الاصابة بالمتحوّرات أكبر مما هو مُعلن رسميا، ذلك أن الفحوصات الاعتيادية لا تميّز بين المتحوّر الهندي وغيره، كما أن العالم كلّه يتجه نحو موجة جديدة. ولفت إلى أن متحور دلتا يجتاح العالم، و"الأوضاع تشبه ما جرى في الموجة السابقة؛ العالم كان يستعد للإغلاق ونحن نفتح القطاعات"، داعيا المواطنين للالتزام بالتباعد وارتداء الكمامات والتوجه نحو التطعيم لتخفيف حدة تأثير الموجة على الأرواح. وكان خبير الفيروسات عزمي محافظة اكد لـ "الغد" ان نسبة الإصابات بالمتحور الهندي تتجاوز 90 % غير ان احتمالات موجة ثالثة قاسية غير متوقعة لارتفاع نسبة متلقي المطاعيم وايضا لارتفاع اعداد من اصيبوا بالفيروس والذين تتجاوز نسبتهم 60 % من السكان. ويتوقع الخبراء ان الموجة الثالثة وإن اشتدت ذروتها فستكون اقل قسوة من سابقاتها بسبب الجاهزية العالية للقطاع الصحي والاستفادة من التجربة فضلا عن ارتفاع معدلات التطعيم ومعدلات الاصابة بين السكان.اضافة اعلان