بيت كامل ووداد قعوار: فضاءات جميلة يزينها أثاث عربي قديم

غيداء حمودة

عمان- ليس بيتا قديما، بل هو بيت صممه المهندس راسم بدران في العام 1989، ليتكون من فضاءات مفتوحة تأتي بمستويات مختلفة، وتحتفظ كل غرفة وزاوية بخصوصيتها، أثرى جماليتها الأثاث العربي الذي اختاره بعناية صاحبا البيت؛ الراحل كامل أمين قعوار، وزوجته وداد قعوار؛ صاحبة متحف "طراز"، والتي تهوى جمع الأزياء التراثية والقطع الأثرية والفخاريات والنحاسيات وغيرها.
يأتي البيت في منطقة الدوار الخامس على مساحة دونمين من الأرض، دونم منهما حديقة، والدونم الآخر هو البناء. ويتكون البيت من ثلاثة طوابق؛ الأول تنتشر فيه غرف الصالون والمعيشة والمطبخ والسفرة، وطابق تأتي فيه مكتبة، بالإضافة إلى طابق مكون من 4 غرف للنوم.
يتميز باب المنزل بتصميمه على نمط البيوت القروية القديمة، التي يأتي فيها شباكان صغيران، يتيحان لأصحاب البيت رؤية الطارق قبل فتح الباب.
عند مدخل البيت تأتي منطقة استقبال، على يمينها خزانة مصنوعة من الخشب والصدف على النمط السوري أبوابها من المرايا يتم استخدامها لملابس الضيوف، وعلى الشمال تصميم لنصف قوس داخل الحائط يأتي إطاره من الخشب والصدف أيضا.
أول ما يقابل الزائر من المدخل جلسة عربية مربعة الشكل على النمط السوري، تأتي على مستوى مختلف عن باقي الأجزاء التي حوله، وتتكون الجلسة من مقاعد خشبية طويلة، يعلو جزأين منها أقواس خشبية كبيرة على الحائط مزركشة ومصنوعة باليد، تنتشر فيها اللوحات. كما يتوسط هذه الجلسة طاولة دائرية من خشب الأرابيسك بالإضافة إلى طاولات صغيرة أخرى من الأرابيسك.
ويأتي سقف هذه الجلسة من الخشب، تزينه تصاميم جميلة من الخشب وتدخل من بين أجزائه أشعة الشمس على هذا القسم من المنزل، وكان قد صممه مختص من سورية واستغرق تصميمه ستة أشهر.
على شمال المدخل تأتي غرفة صالون أخرى، أيضا صمم أثاثها في سورية وتأتي فيها طاولات من خشب الأرابيسك، وتطل من إحدى الجهات على الحديقة.
وبجانب الجلسة السورية الأولى اختار بدران زاوية لتكون "زاوية للموسيقى"؛ حيث تتكون من طاولة دائرية صغيرة ومقاعد خشبية من سورية، بالإضافة إلى خزانة من الخشب صممت خصيصا لتحتوي على اسطوانات فنية وأقراص مدمجة ومسجلات وغيرها.
وتبين وداد قعوار في حديثها إلى "الغد"، أنهم كثيرا ما يستخدمون هذه الزاوية الحميمية.
في غرفة الجلوس، تأتي زاوية عند الشباك على نمط زوايا كانت تصمم في بيوت مدينة بيت لحم، فيأتي شباك واسع، وله باب داخلي تم تصميمه من الخشب في مصر، وجلسة عربية مصممة في الحائط تنتشر عليها وسائد عربية التصميم والتطريز.
وتقول قعوار إن زوجها، وكان مهندس جيولوجيا ويهوى التصاميم الداخلية، كان يرى بيوت بيت لحم قديما، وأشار إلى المهندس راسم بدران لتكون هذه الزواية على نمطها.
أما إلى الداخل، فتأتي غرفة السفرة التي يمتاز سقفها بكونه من مستويين، يأتي مستوى في الزاوية منخفضا عن المستوى الآخر، وتنشر فيه قطع أثرية وفخاريات.
ومع أن الفضاءات مفتوحة على بعضها بعضا في هذا الطابق، إلا أن لكل غرفة خصوصية بحد ذاتها، بدون وجود أبواب بين الغرف.
في كل فضاء أثاث اختير بعناية، فضلا عن زوايا زينتها قطع الأثاث العربية وفخاريات ونحاسيات وغيرها. وكانت السيدة وداد قعوار تجلب العديد من هذه القطع من سورية، حينما كانت تسافر بكثرة إلى هناك، وأحيانا تذهب وتعود في اليوم نفسه.
وكان كامل قعوار يجمع قطع السجاد الإيراني من تجار مختلفين خاصة العراقيين منهم.
أما اللوحات التي تزين الجدران، فهي لفنانين عدة في الأردن والتي كان يشتريها كل من كامل ووداد، منهم مهنا الدرة وكمال بلاطة ونصر عزيز وعمار خماش ووداد الأورفلي وضياء سليمان وسامية الزرو.
على مستوى أعلى من غرفة المعيشة، توجد مكتبة تجمع العديد من الكتب، وفي طابق أعلى منها، توجد 4 غرف للنوم.
أما حديقة المنزل، فكان قد صممها المحل المختص "طه وقشوع" على نمط الحديقة الانجليزية؛ اذ تنتشر النباتات والأزهار بطريقة طبيعة بدون تقسيمات، ويشعر المار من هناك أو حتى الجالس أنه في غابة طبيعية.
وتنتشر أشجار الخشخاش والليمون والصنوبر والزيتون والنخل وشجر الغار في الحديقة، كما تمت زراعة أزهار الجرينيوم والورود وشجرة يابانية أزهارها حمراء اللون.
وتنتشر أيضا في الحديقة الفخاريات والقطع الأثرية والمقاعد الخشبية.
وفي جهة أخرى من الحديقة، زرعت حديقة للأعشاب العربية الخاصة، والتي تم تنفيذها بناء على صديق العائلة المؤلف التاريخي سيسيل حوارني، وتجمع هذه الحديقة بين أعشاب الميرامية والزعتر والبقدونس والمليسة والنعنع والريحان التي تستخدم بكثرة في الطبخ وصنع مشروبات الأعشاب.

اضافة اعلان

[email protected]