حسين العمري: أتطلع إلى مجتمع بلا قات

حسين العمري: أتطلع إلى مجتمع بلا قات
حسين العمري: أتطلع إلى مجتمع بلا قات

مؤرخ يمني يرى أن الكتابة في التاريخ لا تفصله عن ممارسة السياسة

 

   حاوره : د مهند مبيضين

اضافة اعلان

  عمان- الغد- حسين بن عبدالله العمري اليمني، عالم، مؤرخ، ولد في العام1944 وهو عضو مجلس الشورى اليمني والوزير السابق والاكاديمي، ورئيس تحرير مجلة "الثوابت" اليمنية، إضافة لمهامه اليمنية كعضو في المجلس التفيذي لمنظمة اليونسكو. ألف الكثير عن تاريخ القرن الثامن عشر، وحقق كماً من الكتب والدراسات وبخاصة اعمال الامام الشوكاني، وله في التحقيق عن حوليات جحاف ومسودات الامراء العبيدين. تطول اعماله لتصل إلى 22 عملا رصينا بين التحقيق والتأليف والترجمة وكتب باللغة الانجليزية مؤلفين، وله العديد من البحوث المحكمة.

"الغد" التقت العمري وكان هذا الحوار الذي تطرق فيه الى تجربته وتطلعاته الادبية والسياسية.

- ما هو حجم التدين في المجتمع اليمني؟

مجتمعنا متدين ومتسامح في طبيعته، والمسألة ليست في الحالة الحزبية والسياسية فأنت لا تجد من يؤيد التوجه الاسلامي من ناحية سياسية، الناس متدينون عبر 1400 سنة من عمر الإسلام.

-هل يمكن استثمار القبيلة وقوتها في الحد من التطرف؟

القبائل في اليمن غير متعصبة دينيا، وليس لديها هوى سياسي بطابع ديني، والقبيلة هي حاضنة اجتماعية وسياسية تقوم بدورها الايجابي.

- كيف تقيم مسالة الاندماج بين المجمتع اليمني المتعدد المذاهب؟

المذهب الاكثر اتشارا في الشمال هو الزيدية، وهناك أهل السنة وهم شوافع، وعبر المسيرة الطويلة لم يحدث أي صراع بين المذهبين، كان هناك تنافس علمي واجتهاد وتجديد. وما يحدث من اعمال تطرف خارج عن نطاقهما.

-كيف تقيمون وضع المرأة وواقعها في اليمن؟

 وضع المرأة في تقدم مستمر، إذ صارت وزيرة وسفيرة وليس لدينا تمييز فهناك مساعدة الامين العام للامم المتحدة أمة العليم السوسوة وهناك قاضيات ووزيرات وعضو في المحكمة العليا والمرأة مشاركة في التعليم بشكل فاعل.

- من خلال معاصرتكم للتجربة الحزبية وكمؤرخ أين تكمن مشكلة الاحزاب في اليمن؟

مشكلتها كمثل باقي الاحزاب العربية التي قامت دون واقع، مثلا حزب الاصلاح هو مؤلف من عدة احزاب لا يجمعها جامع ولم يستطع المفكرون منهم ان يتلاءموا مع بعض. فالحزب الاشتراكي لم يستطع تخطي الماضي الذي غدا تراثا، والبعث العربي حاله مثل قواعده الفكرية في الشام والعراق، والناصريون من دون رصيد في الشارع، والسؤال مع من تعارض؟ السلطة لا تخلق معارضة بل من واجب الحكومة تشجيع الاحزاب.

-إلى اي مدى ابعدتك السياسة عن التاريخ الذي هو تخصصك؟

ابدا لم تأخذني السياسة عن معرفتي وتخصصي، كان نتاجي العلمي في مجال التاربخ اكثر وان في المنصب السياسي وانا متفرغ لعملي واهتمامي الاكاديمي في دراسة التاريخ، وآخر عمل اصدرته كان عن مسودات املاك خمسة أئمة من اليمن، حاولت فيه تفسير اختفاء الأئمة وضياع اموالهم مع آخر إمام وهو المهدي علي.

-هل في اليمن حاجة لمؤرخ دولة؟

اعرف قصدك من هذا السؤال، لكن دعني أؤكد هنا ان اختصاصي يبعدني عن هذا الوصف انا أؤرخ في مجال بعيد عن التاريخ المعاصر والسياسة. لكن هذا لا يعني أن الكتابة في التاريخ تفصلني عن ممارسة عملي السياسي.

-هل حدث وأن طلبت الدولة منك ان تكتب شيئا لها؟

في الحقيقة نشرت كتابي "المنار واليمن" وهو دراسة في مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ رشيد رضا وكان آخر اعدادها يضم نص اتفاق الطائف بين السعودية واليمن، انا كتبت في هذا الموضوع وظن البعض ان هذا الكتاب يخدم القضية اليمنية مع السعودية، لكن هذا لم يكن في ذهني ابدا، كان عندي هاجس البحث فقط.

-كيف تبدأ يومك؟

بعد صلاة الفجر لا انام، اقرأ، ثم اذهب لعملي، وفي ايام محددة أجلس في البيت واذهب لمجالس القات الخاصة.

-لماذا مجالس القات؟

لأنه من دونها ينقطع الانسان عن المجتمع.

-هل لديك مجلس للقات؟

عندي مجلسي وقاتي لنفسي ان اقيل ويسمى المجلس "مقيل" ونجمعه "مقايل" وهي اجتماع الناس على القات.

-كيف تدعو لمكافحة القات وانت تقيل؟

هي ظاهرة غير عادية رغم سلبياتها.

-ماذا يفعل القات؟

هو منعش وينتج عنه تركيز عال، لكن عيوبه كبيرة بيد ان مجلسه منفتح ويدخله الكل من الرئيس لاصغر الناس، والرئيس يلتقي في الناس او خاصته في مقيله مرة بالاسبوع. وللقات أثر ايجابي فهو يحد من العدوانية خاصة عندما يحتد النقاش، هو مجال للدعة والمحبة والنقاش المفيد والشاعرية.

-من تحب من شعراء اليمن البردوني ام المقالح؟

الاثنين وغيرهما، المرحوم البردوني صاحب قصيدة جميلة، ومن الاحياء  المقالح في جمال وعذوبة مفردته وهناك احمد عواض الذي له ديوان اسمه "يكفي انا بحاجة للبكاء".

-ماذا عن تجربتكم في الاعلام وممارسته؟

تجربتي هي مع مجلة الثوابت التي أرأس تحريرها انها تمثل المؤتمر الشعبي العام، وانا فيها منذ التأسيس، والآن أرأس تحريرها واحاول توجيهها ثقافيا.

-ماذا عن تجربتكم في العمل مع اليونسكو؟

انا عضو في المجلس التنفيذي منذ ثلاث سنوات، نحن العرب اربعة اشخاص ودورنا هو استشاري لكنه مفيد وبعطي خبرة في العمل يالمؤسسات الدولية ومن خلاله نحاول خدمة الثقافة العربية.

-كيف يحب الدكتور العمري ان يرى صنعاء؟ وجبة اصلاح أم امرأة جميلة خالية من مكياج القات، أم مقهى حداثي مسيس؟

احب ان تحافظ على طرازها العمراني الفريد، وانا دعوت الى الحفاظ عليها، وهي فريدة في نموذجها، واحب ان تتميز بهويتها، واما مدينة بلا قات فهذه دعوة يتبناها الكاتب احمد جابر صاحب مؤسسة العفيف للثقافة وشعارها يمن بلا قات وانا أويده واشاطره الأماني.