دراسة: الألم الجسدي والشعور العميق بالرفض الاجتماعي يتشابهان دماغيا

المناطق الدماغية التي تحس بالألم هي نفسها المرتبطة بالرفض الاجتماعي وفق دراسة حديثة-(أرشيفية)
المناطق الدماغية التي تحس بالألم هي نفسها المرتبطة بالرفض الاجتماعي وفق دراسة حديثة-(أرشيفية)

عمان- أظهرت دراسة حديثة نشرها موقعا www.sciencedaily.com وwww.medicalnewstoday.com أن الألم الحسي (الجسدي) والشعور العميق بالرفض الاجتماعي يتشابهان دماغيا، فقد اتضح أن المناطق الدماغية نفسها التي تنشط استجابة لألم التجارب الحسية تنشط أيضا خلال التجارب التي تؤدي إلى الشعور العميق بالرفض الاجتماعي.اضافة اعلان
ويعرف الرفض الاجتماعي، حسب موقع www.wisegeek.com بأنه قيام فرد أو مجموعة من الأفراد باستبعاد شخص ما عمدا عن المواقف والعلاقات الاجتماعية، وبينت العديد من الدراسات ما لهذا الرفض من تأثير سلبي على نفسية الشخص؛ حيث إنه قد يصبح عدوانيا أو انسحابيا، فالإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي، الأمر الذي يجعل الرفض الاجتماعي مؤلما في معظم الأحيان.
رغم أن أي شخص معرض للرفض الاجتماعي في وقت ما من حياته، إلا أن التعرض المتكرر له قد يؤذي الشخص، بالإضافة إلى أن الأشخاص الحساسين ومن يهمهم أمر علاقة ما يتعرضون للأذى من رفضهم أكثر من غيرهم.
ويتخذ الرفض الاجتماعي أشكالا متعددة، من ضمنها المضايقات والتنمر والتجاهل وإبعاد الشخص عن ممارسة نشاطات الفرد أو المجموعة الرافضة له.
وقد ذكر إيثان كروس، وهو اختصاصي في علم النفس الاجتماعي في جامعة ميتشيغان الأميركية، أن نتائج هذه الدراسة تعطي معنى جديدا لفكرة أن الرفض الاجتماعي مؤلم بالمعنى الحرفي. وأضاف أنه كان من المفترض أنه في حالة انسكاب فنجان ساخن من القهوة على الشخص، على سبيل المثال، في الوقت الذي كان يفكر خلاله بالشعور السيئ بالرفض الذي اعتراه بعد الانفصال عن شخص عزيز، فهو سيشعر بشعورين مختلفين من الألم، إلا أن نتائج هذا البحث تشير إلى أن الشعورين متشابهان أكثر مما كان متوقعا.
وأقيمت الدراسة المذكورة بمشاركة 40 شخصا تعرضوا لانفصال غير مرغوب به عن شخص عزيز عليهم خلال الأشهر الـ 6 الماضية، وذكر هؤلاء الأشخاص أن تذكر تجربة الانفصال يشعرهم بشعور عميق من الرفض الاجتماعي، وقد طلب من هؤلاء المشاركين القيام بمهمتين، المهمة الأولى كانت متعلقة بشعورهم بالرفض الاجتماعي، والأخرى متعلقة بإحساسهم بالألم الجسدي.
وخلال المهمة الأولى، قام المشاركون إما برؤية صورة الشخص الذي انفصلوا عنه واسترجاع مشاعرهم خلال تلك التجربة، أو برؤية صورة لأحد أصدقائهم واسترجاع ذكريات حديثة طيبة قضوها مع ذلك الصديق.
أما خلال مهمة الإحساس بالألم الجسدي، فقد شبكت سواعد المشاركين بأدوات للتنشيط الحراري، وفي بعض الأوقات، قامت هذه الأدوات بتوصيل تحفيز مؤلم، ولكنه محتمل، مشابه لمسك كوب ساخن جدا من القهوة، وفي حالات أخرى، قامت بتوصيل تحفيز دافئ وغير مؤلم.
ويذكر أن المشاركين قاموا بأداء جميع مهامهم خلال تعرضهم للفحص بمسح الرنين المغناطيسي الوظيفي، ومن ثم قام الباحثون بإجراء سلسلة من التحليلات لما حصلوا عليه من مسوحات بالرنين المغناطيسي الوظيفي، والتي ركزت على الدماغ ككل، بالإضافة إلى أماكن محددة أخرى أشارت دراسات سابقة إلى صلتها بالألم الجسدي، كما وقاموا بمقارنة النتائج التي حصلوا عليها من خلال التحليلات مع بيانات من أكثر من 500 دراسة سابقة بالرنين المغناطيسي الوظيفي تعلقت بالألمين؛ الجسدي والنفسي، فضلا عن وظائف أخرى تعلقت بالذاكرة والانتباه وغير ذلك.
وذكر الباحث كروس أنه ظهر أن جلب مشاعر الرفض الاجتماعي ينشط مناطق دماغية متعلقة بالشعور بالألم الحسي، مضيفا أن هذه النتائج تتطابق مع الفكرة القائلة إن التعرض للرفض الاجتماعي يمثل تجربة عاطفية ترتبط بالألم الحسي.
ويأمل الباحثون الذين قاموا بإجراء هذه الدراسة أن تعطي نتائجها نظرة جديدة عن الكيفية التي يفضي الرفض الاجتماعي، أو فقدان علاقة اجتماعية، من خلالها إلى الإصابة بالأعراض والاضطرابات الجسدية.
وقدم موقع health.yahoo.net، النصائح التالية للتعايش مع تجربة الرفض الاجتماعي أو تجنبها قبل حدوثها:
• لا تأخذ الأمور بشكل شخصي، فهناك أشخاص غير صالحين لإنشاء علاقات اجتماعية مناسبة لك، وهذا لا يعني أنهم يرفضونك كشخص، فاعلم أنك قد لا تستطيع أن تكون على علاقة قوية مع الجميع، ولكن هناك أشخاصا تستطيع أن تكون على علاقة قوية معهم.
• عزز من ثقتك بنفسك واحترامك لها، فمن أفضل الأساليب التي تحميك من ألم الرفض الاجتماعي هي قيامك بتعزيز تقبلك لذاتك.
• حافظ على صحتك الجسدية؛ حيث أشارت دراسة إلى أن هناك عنصرا جسديا في ألم الرفض الاجتماعي.
ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني كاتبة تقارير طبية
[email protected]