شهيدان فلسطينيان ومواجهات في الضفة والقطاع

من مكان عملية الطعن
من مكان عملية الطعن

برهوم جرايسي

القدس المحتلة- انضم الجمعة إلى قائمة شهداء هبة السكاكين الفلسطينية شهيدان، أحدهما لحق بأخيه الشهيد بعد خمسة أيام، فيما شهدت الضفة وقطاع غزة مواجهات أسفرت عن عشرات الإصابات، فيما اصيب المئات في مسيرات الجمعة الأسبوعية المناهضة للاحتلال بحالات الاختناق. وقالت مصادر إسرائيلية الجمعة، إن الطاقم الوزاري المقلص للشؤون الأمنية والسياسية، قد بحث على مدى يومين سيناريو حل السلطة الوطنية الفلسطينية.اضافة اعلان
وفي بيت أمّر شمال مدينة الخليل، أطلق جنود الاحتلال نيرانهم على الشاب عمر عرفات عيسى الزعاقيق (19 عاما)، بزعم أنه دهس بسيارته خمسة جنود احتلال، أصيبوا بإصابات متفاوتة، بين بسيطة ومتوسطة. ومنعت قوات الاحتلال الاقتراب من جثمان الشهيد، واحتجزته ونقلته إلى جهة غير معلومة.
وفي شرقي القدس، عند مستوطنة "كفار أدوميم"، أطلق أحد المستوطنين النيران على الشاب فادي محمد الخطيب (28 سنة)، بادعاء أنه دهس جنديي احتلال أصيبا بإصابات متوسطة، والشهيد الخطيب، هو شقيق الشهيد شادي الخطيب الذي ارتقى في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، وهما من سكان بلدة بير نبالا شمال القدس. وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ مطلع الشهر الماضي، تشرين الأول (اكتوبر) إلى 104 شهداء، بينهم 22 طفلاً وطفلة، و4 سيدات.
وتعرض فلسطيني الجمعة من بلدة صوريف قرب الخليل الجمعة، إلى طعنات مستوطن إرهابي، خلال هجوم على الفلسطيني شارك فيه عدد من عناصر المستوطنين الإرهابيين، مستخدمين الآلات الحادة، محاولين اختطافه، إلا أنه تمكن من الفرار، إلى أن انتهى الأمر بنقله إلى مستشفى بيت جالا لتلقي العلاج.
وشهدت الضفة الجمعة، سلسلة من المواجهات، ومن أبرزها، في مسيرة قرية بلعين الأسبوعية، إذ أصيب فيها العشرات بحالة الاختناق الشديد جراء وابل القنابل الغازية التي أطلقها جنود الاحتلال، كما أصيب المصور الصحفي حمدي أبو رحمة برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في فخذه.
كما أصيب متظاهران بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال المواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم. واعتقلت قوات الاحتلال فتيين خلال مواجهات في مدينة بيت ساحور.
وأصيب متظاهران بعد ظهر الجمعة، بعيارات نارية في الأطراف السفلية خلال قمع الاحتلال مسيرة شعبية خرجت ضد الاستيطان في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية. كما اندلعت مواجهات مع الاحتلال في حي النقار غرب مدينة قلقيلية، استخدم خلاله الاحتلال العيارات المعدنية وقنابل الغاز ما أدى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق.
وشهد قطاع غزة مواجهات مع قوات الاحتلال في عدة نقاط عند "الشريط الحدودي"، أسفرت عما يزيد على 13 إصابة بالرصاص "المطاطي"، عدا إصابة العشرات بحالة الاختناق. وأوضحت المصادر الفلسطينية أن 6 متظاهرين أصيبوا بالرصاص من بينهم حالة خطيرة بالصدر، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال شرق مدينة غزة. أما وسط القطاع، فقد، أصيب 4 مواطنين برصاص قوات الاحتلال خلال المواجهات شرق مخيم البريج، فيما أصيب مواطنان بالرصاص الحي في شمال القطاع، إضافة إلى العشرات بالاختناق.
كما أصيب شاب برصاصة في الرجل خلال المواجهات العنيفة مع قوات الاحتلال في منطقة الفراحين شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
من جهة أخرى، فقد قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الجمعة، إن الطاقم الوزاري الإسرائيلي المقلص للشؤون الأمنية والسياسية، بحث في جلستين مطولتين، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، سيناريو حل السلطة الوطنية الفلسطينية، بمبادرة فلسطينية، أو على أثر ضغوط سياسية أو عسكرية. وأن ثلاثة وزراء اعتبروا هذا السيناريو يعود لمصلحة إسرائيل، الأمر الذي خالفه قادة الأجهزة العسكرية والاستخباراتية.
ونقلت الصحيفة عن ثلاث مسؤولين وموظفين، شاركوا أو اطلعوا على حيثيات الاجتماع الطويل، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عقد الاجتماع في أعقاب فشل زيارة كيري إلى البلاد، بعد لقاءيه نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وايضا على خلفية معلومات وصلت إلى إسرائيل، حول نية الفلسطينيين اتخاذ خطوات جديدة ضد إسرائيل في الساحة الدولية كنتيجة لفشل مساعي كيري في بلورة رزمة خطوات إسرائيلية لتهدئة الوضع. وحسب تلك المعلومات، فان القيادة الفلسطينية تبحث في إمكانية العمل على اعتماد قرار في المجلس الأمن في الامم المتحدة أو الجمعية العمومية للامم المتحدة، حيث ليس للولايات المتحدة حق فيتو، يدعو إلى توفير حماية دولية للفلسطينيين "في دولة فلسطين المحتلة". وحتى أن الجانب الفلسطيني يفكر بخطوة أشد، وهي الغاء قرار منظمة التحرير في خريف العام 1993 والقاضي بالاعتراف بـ"دولة إسرائيل"، وهو القرار الذي شكل أساسا لاتفاقات اوسلو.
وأشارت المصادر التي حضرت الجلسة أو اطلعت على مضامينها إلى أن نتنياهو والوزراء بحثوا في سبل الاستعداد لخطوات فلسطينية كهذه في الساحة الدولية وفي الردود عليها، وفي مرحلة معينة طرح على البحث أيضا سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية.
وحسب ما قالته "هآرتس، فإن ما "كبار مسؤولي الجيش والمخابرات الإسرائيلية قلقون جدا من إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية، وحذروا الطاقم الوزاري من الانعكاسات الأمنية والمدنية لهذه الخطوة". إلا أن عددا من وزراء الطاقم، اعتبروا أن انهيار السلطة يخدم بالذات المصلحة الإسرائيلية اكثر مما يضرها، وعليه فلا ينبغي لإسرائيل ان تعمل كي تمنع هذا السيناريو من التحقق. وادعى أولئك الوزراء أنه يحتمل ان يكون ما يفعله الفلسطينيون اليوم ضد إسرائيل في الساحة الدولية وفي الساحة الداخلية يضر أكثر من امكانية انحلال السلطة.