كبار السن أكثر عرضة للإصابة بعسر البلع

كبار السن أكثر عرضة للإصابة بعسر البلع
كبار السن أكثر عرضة للإصابة بعسر البلع

 وفاء أبوطه

عمان-يتفق أخصائيو الجهاز الهضمي والمريء على أن كبار السن أكثر عرضة للإصابة باضطرابات عسر البلع, خصوصا نزلاء المستشفيات, والمصابين بالجلطات والإصابات الدماغية.

اضافة اعلان

ويرى اختصاصي الامراض الهضمية د.إيهاب قرقش أن كبار السن معرضون للإصابة باضطرابات البلع, لأنهم يتناولون أنواعا مختلفة من الادوية, ويصابون بأمراض المريء بنسبة أكبر من الشباب.

ويشير د.قرقش إلى عسر البلع الناتج عن تناول بعض أنواع الأدوية بدون كمية كافية من الماء مما يُبقي الدواء في المريء لمدة طويلة, وقد ينتهي الموضوع بالتهابات أو تقرحات شديدة تؤدي الى صعوبة في البلع مع ألم شديد.

يتطور عسر البلع ويشتد بسرعة لكنه أحياناً قد يكون خفيفاً متقطعاً, وقد يرافقه تشنج في المريء والتهابات شديدة, وقد تكون المشكلة طفيفة أو شديدة إلى درجة تجعل المريض عاجزاً عن تناول الطعام عن طريق الفم. 

وقد يحدث نتيجة إحدى الامراض التي تصيب الفم, والبلعوم, والمريء, أو الاعضاء المحيطة بالمريء, ولكن السبب الاكثر انتشاراً, هو أمراض المريء.

ويعزو الأطباء عسر البلع الناتج عن التهابات المريء إلى حدوث تضيق فيه نتيجة عدة عوامل اهمها تكرار الالتهابات والشفاء منها مرات عديدة.

والتهابات المريء لها عدة أسباب أهمها, حسبما ذكر قرقش, الارتداد المتكرر للافرازات الحامضية من المعدة الى المريء, وابتلاع مواد كاوية, والتهابات بكتيرية أو فيروسية داخل المريء.

وقد يحدث التضيق أحياناً عند علاج دوالي المريء بواسطة المواد المصلبة.

وينتج عسر البلع أيضا عن أمراض في أعضاء تحيط بالمريء من الخارج, مثل أورام القصبة الهوائية أو الرئتين الممتدة الى المريء, أو التطور غير الطبيعي للوريد الاورطي, والذي يسبب احياناً اغلاقاً في المريء بواسطة أوعية دموية من الأمام و الخلف.

ويذهب استشاري أمراض الجهاز الهضمي د.موسى دراوشة إلى أن الارتداد المعدي المريئي من اكثر الأسباب المؤدية لعسر البلع, حيث يؤدي الى التهابات في المريء نتيجة تأثير الإفرازات الهضمية المخرشة للغشاء المخاطي.

ويؤدي تكرار هذا الارتداد الى التهابات مزمنة في المريء وقد ينتهي بتليف في الجدار وتضيق في القسم الاسفل.

وهنالك بعض الحالات النادرة التي قد تنتهي الى تضيق شديد يمنع اي تغذية عن طريق الفم، وهنالك امكانية للتحول السرطاني في ذلك الجزء المتضيق.

وفي حالة التضيق فان المريض سوف يشتكي من عسر البلع والتي قد لا تظهر الا بعد اسابيع او شهور او حتى سنوات من بداية الاذى، وعادة ما تستمر القدرة على بلع السوائل لفترة طويلة.

ويذكر دراوشة أسبابا أخرى لعسر البلع لها علاقة بتجويف الفم مثل التهابات الفم, والتهابات اللوزتين, وتقرحات شديدة في منطقة الحلق, بالاضافة الى سرطان اللسان.

وقد ينتج عن امراض في البلعوم من أهمها الأمراض العصبية مثل بعض أنواع الشلل وكذلك الوهن العضلي و في هذه الحالة تحدث الصعوبة حالاً بعد محاولة البلع.

ويضيف "قد يحدث دخول بعض المواد المبتلعة الى القصبة الهوائية بسبب مرض الاعصاب في هذه المنطقة مما قد يؤدي الى التهابات رئوية ".

ويشير الخبراء إلى تأثير الحالات النفسية في إحداث صعوبات البلع, حيث أن الخوف والقلق والتوتر قد تسبب جفاف الفم والذي يحول دون انعكاس البلع, مما قد يجعل المريض يعاني من عسر البلع خلال تلك الفترة.

ويؤكد دراوشة على أن البلع يصبح مشكلة عندما يصاب المريض بخلل يقلل من قدرته على الحصول على تغذية كافية عن طريق الفم أو يزيد من خطورة دخول الأطعمة إلى الرئتين بدلاً من المعدة، وهذا قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بمرض يهدد حياة المريض.

ويعزو دراوشة صعوبة بلع السوائل بأنها رقيقة القوام، ولاسيما الماء، فهي الأكثر صعوبة من حيث البلع، لأنها تحتاج إلى مقدرة دقيقة على التحكم بواسطة اللسان لجمعها وإبقائها ملامسة لسقف الفم إلى حين تحفيز منعكس البلع.

كما أن عدم وجود طعم للماء يجعل من الصعب على المريض تحديد موضع الماء في فمه وبالتالي يصبح التحكم فيه صعباً.

وتحدث صعوبة البلع عند تناقص الإحساس أو قوة العضلات أو التحكم الإرادي في اللسان أو الشفتين أو الأجزاء الأخرى من الفم.

فقد يؤدي تناقص قوة الفم أو التحكم أو الإحساس في الفم إلى سقوط الطعام أو الشراب في الحنجرة قبل تحفيز منعكس البلع، مما يتسبب في دخول الطعام أو الشراب في المسلك الهوائي المفتوح ومن ثم الرئتين.

ويمكن أن تقلل نقاط الضعف هذه أيضاً من قدرة المريض على البدء في عملية البلع، وبالتالي، تقل التغذية التي يتلقاها عن طريق الفم.

لهذا السبب ينصح الخبراء مريض عسر البلع أن يتناول لقماً صغيرة فقط من الطعام أو السائل وبلعها بالكامل قبل تناول لقمة أخرى.