الزيارة الملكية لواشنطن تسهم بتعليق شحنة الأسلحة الأميركية للاحتلال

02 copy
الملك خلال لقائه مع الرئيس الأميركي بايدن في واشنطن الأسبوع الماضي-(بترا)

في وقت دق فيه الأردن ناقوس الخطر بشأن الهجوم البري للاحتلال على رفح، علقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إرسال شحنة أسلحة للاحتلال في الأسبوع الماضي، اعتراضا على تحركات واضحة من جانب المحتلين لاجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

اضافة اعلان


وتتكون الشحنة التي جرى تعليق ارسالها للاحتلال من 1800 قنبلة تزن الواحدة منها 907 كلغم و1700 قنبلة تزن واحدتها 226 كلغم، بالاضافة لذخائر هجوم مباشر مشترك تصنعها شركة "بوينغ"، التي تحول القنابل غير الموجهة إلى قنابل دقيقة التوجيه، وقنابل صغيرة القطر.


ويرى مراقبون، ان تعليق شحنة الاسلحة الأميركية للاحتلال، تزامن مع زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الناجحة الى العاصمة الأميركية واشنطن الأسبوع الماضي، والتي كان عنوانها الرئيس إيقاف مخططات الاحتلال للهجوم على رفح جنوب قطاع غزة، وضرورة تشكيل ضغط من المجتمع الدولي لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته، وإيقاف العدوان المتواصل على الفلسطينيين.


وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء الماضي، على لسان وزير دفاعها لويد أوستن، ان بلاده "تعكف حاليا على مراجعة بعض المساعدات الأمنية لإسرائيل على المدى القصير، في سياق تطور الأحداث في رفح".


وأشار أوستن إلى "أن واشنطن، كانت واضحة منذ البداية بأن على إسرائيل، وضع المدنيين في رفح بالحسبان عند التفكير في عمليته العسكرية"، موضحا أن بلاده علقت شحنة واحدة من الذخائر شديدة الانفجار له، لافتا النظر إلى أنه لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن كيفية التعامل مع شحنة الأسلحة المعلقة.


وفي هذا الإطار، يقول الوزير الأسبق مجحم الخريشا، لأول مرة منذ بدء الحرب على غزة، تعلن الولايات المتحدة تعليق إرسال شحنة من الأسلحة للاحتلال، وسط مخاوف من استخدامها ضد المدنيين في رفح.


وتابع: إن اللقاءات التي عقدها جلالة الملك مع الرئيس بايدن ورئيس مجلس النواب الأميركي، وعدة لجان في الكونجرس الأميركي، جاءت في ظل ظروف وتحديات خطرة ومعقدة يشهدها ملف القضية الفلسطينية، بخاصة الأحداث الجارية في رفح.


وأضاف الخريشا "تزامنت الزيارة الملكية إلى واشنطن، في وقت علقت فيه الولايات المتحدة شحنة أسلحة للاحتلال، في رسالة واضحة تعكس الأهمية والمكانة التي يحظى بهما جلالة الملك عبدالله الثاني لدى الإدارة الأميركية، كونه يمثل صوت العقل والمنطق والحكمة في المنطقة، ويدرك مخططات وتبعات الاحتلال للهجوم على رفح جنوب قطاع غزة".


وانتقد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس، الرئيس بايدن، بسبب وقف إرسال شحنة أسلحة إلى جيشه، في رد فعل أميركي على العمليات العسكرية في رفح، معتبرا بأن بايدن ارتكب خطأ بوقف إرسال الأسلحة، بينما قالت واشنطن إنها اقترحت بدائل لاجتياح رفح.


من جهته، يقول السفير السابق أحمد مبيضين، إن الولايات المتحدة حذرت الاحتلال للمرة الأولى بوقف بعض إمدادات الأسلحة إليه إذا شنت هجوما واسعا على رفح، ويعد هذا أشد تحذير توجهه واشنطن إلى تل ابيب فيما يتعلق بمسار حربها على غزة.


واستكمل: حجبت إدارة بايدن بالتزامن مع زيارة جلالة الملك لواشنطن، شحنتي أسلحة دقيقة للاحتلال بصورة غير رسمية عن طريق البيروقراطية، مؤكدا بأن الهدف من تعليق نقل تلك  الأسلحة للاحتلال، بعث رسالة سياسية الى تل ابيب لوقف عدوانها الهمجي على غزة.


وأتم: إن توقيت زيارة جلالة الملك إلى واشنطن كان مناسبا للغاية، ولقاؤه بالرئيس بايدن كان مهما جدا، نظرا لما تمر به المنطقة من ظروف عصيبة.


وكثف جيش الاحتلال أمس، ضرباته في قطاع غزة، بعدما غادر طرفا النزاع طاولة المفاوضات، دون اتفاق لتأمين هدنة ومنع هجوم له على رفح.


بدوره، يقول المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، زيارة جلالة الملك إلى واشنطن، وما تبعها من تعليق الولايات المتحدة لشحنة اسلحة للاحتلال، تؤشر إلى عمق الرؤية الملكية بضرورة تشكيل إدراك عالمي لتداعيات ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، التي لطالما حذر جلالته باستمرار منها، وشخص لدوائر صنع القرار العالمي، الدوافع الحقيقية التي أججت الأوضاع الحالية.


واضاف إن "جلالة الملك، يمثل في دوائر صنع القرار، صوت العقل والحكمة واستشراف المستقبل السياسي، في منطقة مشحونة بالاضطراب وعدم الاستقرار".


وتابع: "منذ السابع من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، تحركت الدبلوماسية الأردنية، وعلى رأسها جلالة الملك في كل الاتجاهات، مع الدول المؤثرة والمنظمات الفاعلة، لحشد الدعم الدولي لوقف العدوان الهمجي على غزة، وحماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة، لإيصال المساعدات للأهل هناك، في ظل ظروف صعبة يعيشونها، من انقطاع الغذاء والماء والكهرباء والاتصالات".


وقال إن "زيارة جلالته لواشنطن في هذا التوقيت، اكتسبت أهمية لإعادة تأكيد مسببات تفجر الصراع على الأرض، التي سبق وأن حذر جلالته منها، ودعواته المتكررة والمتواصلة.


بهدف إيقاف مخططات الاحتلال للهجوم على رفح، وضرورة تشكيل ضغط من المجتمع الدولي لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته، وإيقاف العدوان المتواصل على الفلسطينيين".

 

اقرأ المزيد : 

بن غفير: حماس تحب بايدن