لغة الجسد تبدأ الحوار وتوثقه في كثير من الأحيان

لغة الجسد تبدأ الحوار وتوثقه في كثير من الأحيان
لغة الجسد تبدأ الحوار وتوثقه في كثير من الأحيان

اختصاصيون يؤكدون أن حركة الانسان تبوح بما في نفسه

 

كوكب حناحنة

عمّان-تحمل أجسادنا أثناء الحديث لغات تترجم ما يدور في دواخلنا دون أن نكتشف معاني كل منها.

اضافة اعلان

ويقف الكثير من الناس عاجزين عن تفسير حركات اجساد الآخرين التي تشكل 55% من لغتهم، في حين لا يتوقف الكثيرون عند هذه الاشارات التي تنبعث من اجسامهم وأجسام الآخرين ويتجاهلونها.

وتشير دراسة بريطانية إلى أن 55% من تأثير الإنسان في حديثه للغة تعبيره وجسمه و38% لنبرات صوته و7% لمضمون حديثه، فقط 7% لمضمون الحديث و93% لتعبيرات الجسد ونبرات الصوت.

ويذهب اختصاصيون في مجال برمجة اللغات العصبية ان جسد الانسان يستطيع ان يبوح بما في نفسه، وان من يمعن في حركات الآخرين يستطيع معرفة ما يرمون اليه في حديثهم.

وفي هذا السياق يقول المدرب في مجال التنمية البشرية عدنان حميدان"هنالك اشارات سبعا تعطيك فكرة عن لغة الجسد ككل وكيف يمكن استخدامها ليس فقط في إبراز قوة شخصيتك ولكن التعرف فيما يفكر الآخرون رغم محاولاتهم إخفاء ذلك".

ويزيد "ومن هذه الإشارات ما يصدر عن العين، فالعيون وحدها تتخطى كل اللغات وتغزو كل الحصون فتلتقي في لحظة لتحكي بلمحة ما يعجز عنه اللسان وتتسلل إلى أعماق النفس لتقول كلماتها الخاصة، فهي لغة لا تعرف الكذب ولا الرياء، تمنحك واحدا من اكبر مفاتيح الشخصية التي تدلك بشكل حقيقي على ما يدور في عقل من امامك, ستعرف من خلال عينيه ما يفكر فيه حقيقة".

ويشرح "إذا اتسع بؤبؤ العين وبدا للعيان فإن ذلك دليل على انه سمع منك شيئا أسعده، أما إذا ضاق بؤبؤ العين فإن العكس هو الذي حدث، وإذا ضاقت عيناه فإنك ربما حدثته بشيء لا يصدق".

ويلفت حميدان إلى إن للحواجب كذلك اشارات وتحمل معاني متعددة "فإذا رفع المرء حاجبا واحدا فإن ذلك يدل على انك قلت له شيئا إما انه لا يصدقه او يراه مستحيلا, اما رفع كلا الحاجبين فإن ذلك يدل على المفاجأه".

ويضيف"الأنف والأذنان لهما طرق خاصة في التعبير، فإذا حك الشخص أنفه أو مرر يديه على اذنيه ساحبا اياهما بينما يقول لك انه يفهم ما تريده فهذا يعني انه متحير بخصوص ما تقوله ومن المحتمل انه لا يعلم مطلقا ما تريد منه ان يفعله، واذا قطب جبينه وطأطأ رأسه للأرض في عبوس فإن ذلك يعني انه متحير او مرتبك، او أنه لا يحب سماع ما قلته, اما اذا قطب جبينه ورفعه الى اعلى فإن ذلك يدل على دهشته لما سمعه منك.

ويذهب الى انه وفي حال هز الشخص كتفه فيعني انه لا يبالي بما تقول، كما ان طرق الشخص باصابعه على ذراع المقعد او المكتب يشير الى العصبية او عدم الصبر، وعندما يربت الشخص بذراعيه على صدره فهذا يعني انه يحاول عزل نفسه عن الآخرين أو يدل على خوفه منك.

وينوه حميدان إلى أن هذه الإشارات نقصدها على الغالب وغير مفترضة لكل الناس فممكن أن تكون لها دلالات خاصة بالشخص خلاف ما هو معروف في علم  لغة الجسد والتعبير .

ويؤكد على ضرورة مراقبة مثل هذه الإشارات عند الحديث مع أي شخص، وتحديدا عندما تأتي بصورة طبيعية وغير مفتعلة من قبله .

من جهتها تشير المدربة في مجال اللغة العصبية رحمة أبو محفوظ إلى أن الجسد يشكل لغة اتصال متميزة، وتزيد"هذا ما يفسر لنا سهولة التعامل مع بعض الناس وصعوبته مع البعض الآخر".

وتقسم لغة الجسد الى قسمين هما: القسم العلوي من العنق الى الاعلى، والقسم السفلي من العنق الى الاسفل

وعن الكيفية التي يصل فيها الشخص إلى التوافق بين جسده الخارجي وبين ما يفكر للوصول الى علاقات ناجحة تقول أبو محفوظ "اجعل الآخرين يحبونك في ثوان حتى يتم التواصل، من خلال العقل والتفكير، فالعقل سينقل المعلومات عن طريق الحواس ويبرمجها عن طريق ايجاد الروابط فيما بينها. وتشير إلى أن المعانقة والابتسامة لها مفعول قوي للغاية".

وفيما يتعلق بإشارات وحركات الجسد تقول ابو محفوظ" كن البادي بالنظر الى الشخص الآخر لتحقيق التواصل من خلال العين، الابتسامة لها علاقة قوية مع لغة العيون فابتسم للشخص كأنك تبتسم له وحده، السلام او التحية والتعريف بنفسك، ومن ثم الانحناء بشكل غير ملحوظ للامام لتأكيد التواصل".

وتدعو إلى الموافقة بين لغة جسدك ونبرة صوتك، ومهارتك في الحديث، وقدرتك في اكتشاف الحاسة التي يمتلكها الشخص الآخر السمعية والحسية والبصرية، "لتكون قادرا على التواصل واقامة العلاقة مع أي شخص تختاره".

وعن الطرق التي يجب اتباعها لمحاولة اكتشاف وتحليل حركات الجسد يقدم حميدان بعض التمارين التي يمكن لأي فرد أن يجربها ليصل إلى ما يريده الشخص الآخر من خلال إشاراته وحركاته.

ويقول: ابدأ بالانتباه الواعي للغة أجسام الناس حيث يمكن أن تشاهد التلفزيون لمدة عشر دقائق مع إخفاء الصوت كلياً.

دون بعض الملاحظات عن لغة أجسام الناس المحبوبين والمحترمين والمسموعين:

- كيف يقفون أو يجلسون؟

 -ما نوع التعابير التي يملكون؟

 -ماذا تفعل أيديهم, وأقدامهم؟

 -ما نوع النظرات التي يملكونها؟

- ما هي الوسائل غير الشفوية التي يمتلكونها؟

- هل يتصرفون بعكس لغة أجسادهم الإيجابية وهل هذا يؤثر عليهم؟

-ابدأ بالتصرف بلغة الأجساد الإيجابية لمن تحب, وتحترم, وسيبدأ الناس الآخرون بالنظر إليك بشكل مختلف عن السابق.

وينصح حميدان بأهمية انضمام الفرد إلى ورشة علمية تدور حول كيفية تحليل واكتشاف الإشارات المضللة للغة الجسد .