مجرد كلام؟

ظل الماء مجانياً طيلة التاريخ. ولم يكن يخطر ببال أحد حتى الأمس القريب أنه سيأتي يوم يصبح الماء فيه سلعة لندرته. كلما دخلت دكاناً أو سوقاً أسال: أي السلع التي لديكم هي الأكثر مبيعاً؟ يجيبون: إنه الماء.اضافة اعلان
***
ادعت واشنطن في 8/ 4/ 2016 أن الوقت ما يزال مبكراً جداً للحديث عن مشروع قرار فلسطيني يدعو الأمم المتحدة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967 طبعاً. وكأن واشنطن ترى حسب هذا القول أنه لا بد أن يمر قرن أو قرون للحديث عن مثل هذا المشروع.
***
تصور أنهم في بريطانيا يعدون مشروع قانون لملاحقة حملات المقاطعة لإسرائيل. كما يدعون المعلمين والمعلمات في المدارس والأساتذة والأستاذات في الجامعات، إلى مراقبة التلاميذ والطلبة المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني، لقمعهم أولاً بأول.
لم تكتفِ بريطانيا بوعد بلفور وتهويد فلسطين وتشريد أهلها في الآفاق، بل تصرُّ على ملاحقته وكأنها تصدر وعد بلفور الآن، بدلاً من التكفير عن جريمتها التاريخية الكبرى بحق هذا الشعب البريء.
***
يدعي اليهود الحاليون أنهم ساميون وأنهم من نسل إسرائيل (يعقوب). لكن التاريخ يثبت أنهم من كل شعوب الأرض، وبخاصة شعب دولة الخزر القديمة. ونتحداهم أن يفحصوا: أ- الـ"دي. إن. إيه" عندهم ويقارنوه بما في قبور أجداد أجدادهم المدعين، أو ب-  "دي. إن. إيه" الشعوب السامية الباقية إلى اليوم وعلى رأسها مجمل الشعب الفلسطيني. وسيجدون أن دم الفلسطينيين الإجمالي سامي ودمهم غير سامٍ أو لا سامي.
ظل الزوار الأجانب لهذه المنطقة، منذ نكبة 1948، يزورون مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المنتشرة في الأقطار العربية المضيفة، كشاهد عيان على جريمة العصر الكبرى التي ارتكبتها بريطانيا وإسرائيل وحلفاؤهما بحقهم. لم يكن يخطر ببال أحد في هذه المنطقة إمكانية أو احتمال وجود لاجئين غيرهم فيها إلى أن وقعت الحرب الأهلية في سورية والعراق، وإذا بالزوار ينسون زيارة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات ويتحولون إلى زيارة مخيمات اللاجئين السوريين... والحبل على الجرار. يبدو أن الأرض العربية لا تصلح إلاّ لزراعة الخيام كما قلت ذلك مرة ومرة ومرة.
***
يبدو أن بنما تمد العالم بمرضين: أحدهما أخلاقي واسع العدوى والانتشار، ويتمثل في تهرب الشركات والأغنياء الضريبي من بلدانهم وتهريب أموالهم إلى الملاذات الآمنة هناك. والآخر بيولوجي يهدد نبات الموز في جميع أنحاء العالم بالمرض والانهيار.
***
لعل أعلى مراحل الهرب الاجتماعي نشوء المجتمعات المحمية أو المسيجة (Gated Communities) وهي كذلك دليل قوي على انفلات الأمن في المجتمع.
***
كان يعتبر خروج الأطفال بعد انتهاء الحصة المدرسية أو الحصتين من غرفة الصف إلى ساحة المدرسة، تنفساً، لأنهم لو بقوا فيها لقضوا الوقت بالتثاؤب أو لأحسوا بالاختناق بسبب نفاد الأوكسجين من الغرفة وإطلاقهم لثاني أكسيد الكربون السام فيها. لكن السموم اليومية صارت تعليمية بالفكر الداعشي المنبث في ثنايا مناهج وكتب مدرسية في المدرسة المسلمة، العربية وغير العربية. وهكذا يتضاعف السم في المدرسة: مرة بيولوجياً وأخرى فكرياً أو ثقافياً.