أفلام في "وهران" تعلن الثورة على الواقع المأساوي

ملصق فيلم "أسماء" -(أرشيفية)
ملصق فيلم "أسماء" -(أرشيفية)

إسراء الردايدة

وهران- في العمل السينمائي "نورمال" الذي يشارك في مسابقة الأفلام الطويلة للدورة الخامسة لمهرجان "وهران للفيلم العربي"، يفتتح المخرج الجزائري مرزاق علواش فيلمه بمشهد لفتاة تخط عبارة ثورية "الجزائر حرة وديمقراطية". اضافة اعلان
الفيلم الذي يعاين قصة مجموعة من الشباب، يتحدون الواقع ويودون البقاء في وطنهم، أشبه بفيلم وثائقي روائي مستوحى من وضع هؤلاء الشباب الذين يريدون استكمال فيلم وثائقي وتحسين نصه.
هؤلاء الشباب لكل منهم معاناته وحياته، وذلك أثر بهم عبر المظاهرات المطالبة بالحرية والديمقراطية في الجزائر، لتغير المفاهيم بين الناس، خصوصا الشباب المطالبين بالتغيير.
وبسلاسة درامية لصاحب فيلم "حراقة" الذي حكى معاناة الجزائريين الذين يحرقون أوراقهم الثبوتية حين يهاجرون بطريقة غير شرعية لأوروبا، بحثا عن مستقبل أفضل، صبغ علواش فيلمه بالحيوية والحوارات التي تنبه بشباب واع قادر على التغيير، مؤكدا أن الشباب هم الثورة وهم المستقبل.
وطعّم علواش فيلمه بمشاهد حية من الثورة الجزائرية، حيث استطاع كل فرد في الفيلم الأداء بأسلوب واقعي، علما أن هؤلاء الممثلين شباب ووجوه جديدة قدمت أدوارها بدون تصنع، وقدم كل واحد منهم حقيقة على الشاشة، التي عاينت واقع همومهم الاجتماعية ومعاناتهم النفسية، وسط الأنظمة التي تقيد كل طموح.
فيما كان للفيلم المصري" أسماء" لمخرجه عمرو سلامة وقعا دراميا وقصة حقيقية تجلب الألم، وتعاين معاناة مريضة مصرية تحمل الفيروس المخيف الإيدز، حيث جسدت دورها الممثلة التونسية المتألقة هند صبري.
فدور هند من خلال شخصية أسماء، لا يحتمل أي مشاعر غير جدية، فهي تقمصت روح الفيلم، وبثت فيه ألما وخوفا حقيقيا، مصورة للواقع البشع الذي يرفض منح مرضى الإيدز العلاج، بسبب نظرة العيب، وينكر حقهم بالعلاج والحصول على الرعاية الصحية.
فأسماء لا تطالب إلا بحق رعاية صحية، مبينة أن مرضى الإيدز ليسوا كلهم بلا أخلاق، فبعضهم كان ضحية الإصابة بالمرض.
وعالج سلامة فيلمه المبني على قصة واقعية بحبكة درامية وصورة قوية، وإن كان للدراما زوائد في بعض المشاهد، ولكنها نجحت باختراق قلب أي مشاهد في القاعة التي عرض بها، وهي "سينما السعادة" وسط وهران، ليبقى الحكم للجنة التحكيم باختيار الفيلم الفائز بالوهر الذهبي.