المفرق: التحذير من بوادر أزمة مياه بمنطقة الكوم الأحمر

حسين الزيود المفرق - يحذر سكان في منطقة الكوم الأحمر، من ظهور أزمة مياه حتمية خلال الصيف المقبل، بحال لم تتمكن إدارة مياه البادية الشمالية الشرقية من تجديد عقد استئجار إحدى الآبار التي تزود منها السكان بالمياه وتعود ملكيتها للقطاع الخاص أو تأمين مصدر جديد للمياه بديلا للبئر الذي توقف عن ضخ المياه منها. ويقول سعد العظامات الذي يسكن منطقة الكوم الأحمر، إن اعتماد إدارة المياه على تزويد السكان في المنطقة من بئر واحدة سيؤدي إلى ظهور أزمة مياه حادة خلال الصيف المقبل، لافتا إلى أن الوقت الحالي خلال فصل الشتاء وبالرغم من قلة الطلب على المياه إلى حد ما، إلا أن هناك نقصا في المياه التي تصل إلى السكان، ما يضطرهم إلى التزود بالمياه من خلال صهاريج خاصة تكبدهم دفع كلف مالية زائدة ومرهقة. ويبين العظامات، أن إقدام الإدارة على ردم إحدى الآبار التي تزود السكان بالمياه بعد توقف انتاجيتها، والاعتماد على بئر واحدة لا يقدم كميات كبيرة من المياه، وضع السكان أمام تحدي نقص المياه، ما سيتبعه وقوع أزمة نقص مياه حقيقية خلال الصيف المقبل، بحال بقاء الحال على ما هو عليه، خصوصا وأن عقد استئجار بئر مملوكة لأحد المزارعين انتهى وينتظر السكان تجديد العقد لفترة مقبلة. ويتزود قرابة 400 مشترك في أحياء ومناطق الكوم الأحمر ورسم الحصان والرحمات ومنشية الخميس ضمن لواء البادية الشمالية الشرقية في المياه من بئر في المنطقة، بعد أن تم ردم إحدى البئرين العاملين هناك على تزويد السكان بالماء نظرا لتوقف الانتاجية، ما أجبر إدارة المياه على توفير المياه وشرائها من خلال استئجار بئر خاصة في المنطقة لفترة امتدت من شهر شباط (فبراير) من العام الماضي وحتى نهاية شهر كانون الثاني( يناير) من العام الحالي بكلفة زادت على 74 ألف دينار لتأمين السكان بالمياه. ويرى يحيى الأحمد، أحد السكان في الكوم الأحمر، أن إدارة المياه وإن كانت توفر مياها من خلال استئجار بئر خاصة، إلا أن الساعات التي يتم خلالها ضخ المياه ضمن برنامج توزيع المياه إلى منطقته لا تمكنه من ملء الخزان المنزلي، مشيرا إلى أنه اضطر أكثر من مرة لتأمين المياه إلى منزله بحال النقص بواسطة شرائها من الصهاريج، مقابل 6 دنانير للمتر المكعب الواحد، ما يعده أمرا مرهقا وزائدا في نفقاته المالية. ويشير الأحمد إلى أن، توزيع المياه بهذه الطريقة بالاعتماد على بئر وحيدة والتعويض من خلال استئجار المياه من قبل بئر خاصة، أمرا غير مجد على المدى الطويل، داعيا إلى حفر آبار جديدة في المنطقة تمكن من توفير مياه كافية على مدار برنامج التوزيع الذي تعتمده إدارة المياه ومن دون نقص في كميات المياه. من جهته يؤكد مدير إدارة مياه البادية الشمالية الشرقية المهندس مروان تركي، أن الإدارة تضع في أولويات عملها توفير المياه إلى المشتركين بشكل كاف، مقرا أن حلول الصيف المقبل بحال لم يتم تجديد عقد استئجار بئر خاصة وشراء المياه منها سيؤدي إلى أزمة مياه. ويشير تركي، إلى أن الإدارة تحملت كلفا مالية زادت على 74 ألف دينار لقاء شراء قرابة 141 ألف متر مكعب من المياه بعد استئجار بئر خاصة لفترة امتدت من شهر شباط (فبراير) من العام 2019 وحتى نهاية ذات العام بكلفة 68 ألفا و 90 دينارا، فيما كانت الفترة الثانية عن شهر كانون الثاني (يناير) من العام الحالي 2020 وبتكلفة بلغت قرابة 5 آلاف و 830 دينارا، مؤكدا أن الإدارة تفاوض مالك البئر حاليا لغايات تجديد عقد الاستئجار مجددا، وان هناك وعودا بالموافقة على ذلك. ويقول إن إدارة المياه توفر كميات المياه للمشتركين البالغ عددهم زهاء 400 مشترك في أحياء المنطقة من خلال البئر المتبقية في المنطقة والمياه التي يتم شراؤها من بئر خاصة، مؤكدا أن عدم لجوء الإدارة إلى حفر بئر جديدة في المنطقة يعود إلى قرار من قبل الفرق الهندسية الجيولوجية يفيد بعدم جدوى حفر بئر بديلة لسوء السطح المائي في المنطقة وعدم توفر المياه بشكل منتج هناك. ويوضح تركي أن، الإدارة ستعمل على طلب اللجان الجيولوجية بالكشف مجددا ضمن المنطقة لبيان القدرة على حفر بئر جديدة في المنطقة تمكن من ضخ المياه منها، معتبرا أن قرب البئر من المحطة بحال الحفر يعد امرا مهما يجب الالتفات إليه لغايات تنقية المياه وضخها من خلال الآليات المتوفرة في المحطة. وينوه أن البئر الحالية العاملة في الكوم الأحمر والتي تعود ملكيتها لوزارة المياه تضخ قرابة 40 مترا مكعبا في الساعة، ما يعد غير كافيا لضخ وتزويد السكان بالمياه من هذه البئر لوحدها، وبالتالي ضرورة استئجار بئر خاصة لتوفير كميات كافية من المياه. وتقدم إدارة مياه البادية الشمالية الشرقية خدمات ضخ المياه لأكثر من 11 ألف مشترك، فيما شهدت طلبا متزايدا على المياه ناجم عن زيادة عدد السكان والتوسع العمراني والتواجد السوري هناك.اضافة اعلان