دراسة: مكب الحصينيات بالمفرق يقع في منطقة ذات حساسية عالية لتلوث المياه الجوفية

حسين الزيود

المفرق – كشفت دراسة حول "حساسية المياه الجوفية" في منطقة مكب نفايات الحصينيات بمحافظة المفرق، أن المكب يقع في منطقة ذات حساسية عالية لتلوث المياه الجوفية.

اضافة اعلان

وبينت الدراسة التي اعتمدت على الخرائط الرقمية للموقع ان أي رغبة بتوسعة المكب في المستقبل يجب أن تكون باتجاه الغرب من الموقع الحالي.
كما وبينت الدراسة التي أعدها مجموعة من الباحثين من ضمنهم أستاذ في كلية الهندسة ومعهد علوم الأرض والبيئة في جامعة آل البيت الدكتور رضا العظامات أن خطورة تلوث المياه الجوفية تكمن في أن الملوثات قد تأخذ وقتا طويلا حتى تصل إلى المياه الجوفية، ما يدفع إلى الاعتقاد أن هذه المياه آمنة، غير أن هذا الاعتقاد خاطئ لأن الملوثات تنتقل من موقع التلوث بسرعة بطيئة نسبيا في طبقات الأرض المختلفة وباتجاهات عمودية وأفقية حتى تصل إلى المياه الجوفية بعد سنوات طويلة.
وقال العظامات إنه "من هنا تكمن أهمية دراسة حساسية المياه الجوفية للتلوث، إذ أنها تحدد إمكانية تعرض المياه الجوفية للتلوث إذا توفر مصدر للتلوث على السطح".
وبين أن الدراسة نفذت في العام 2008 من خلال فريق بحثي ضم البروفيسور عدنان الحراحشة من جامعة مؤتة، والدكتور محمد الفرجات من جامعة الحسين بن طلال، فيما تم تقديم الدراسة إلى الجمعية العلمية الملكية ووزارة  البيئة.
وقال إن هذه الدراسة لا تحدد متى ستظهر هذه الملوثات في المياه الجوفية، غير أنه يمكن دراسة جودة المياه الجوفية القريبة من مصادر التلوث من خلال عمل تحاليل بيولوجية وكيميائية للتأكد من أن عناصر المياه المختلفة لم تتغير مع الوقت.
وأوضح أنه ووفقا لوكالة حماية البيئة الأميركية، فإن حساسية المياه الجوفية للتلوث تعرف على أنها السهولة النسبية في وصول الملوثات إلى المياه الجوفية بسبب الخصائص الفيزيائية للطبقات التي تعلو المياه الجوفية، والتي تشمل التربة والصخور ونطاق عدم الإشباع، إضافة إلى عوامل أخرى تساعد على وصول الملوثات إلى المياه الجوفية مثل كمية الهطول المطري وطبوغرافية المنطقة وكمية الشحن الجوفي، فيما تحدد هذه العوامل مجتمعة إمكانية وصول الملوثات إلى المياه الجوفية من السطح.
وقال العظامات إن مكب نفايات الحصينيات في المفرق يقع على بعد 12 كم إلى الشرق من مدينة المفرق وعلى بعد 4 كم إلى الجنوب من بلدة روضة الأميرة بسمة، ويستقبل المكب النفايات الصلبة والعضوية من مدينة المفرق والقرى المحيطة، بالإضافة إلى مخيم الزعتري، فضلا عن استقباله الحيوانات النافقة.
وبين أن منطقة المكب تعاني من إفراغ بعض صهاريج النضح القادمة من مخيم الزعتري لحمولتها في المناطق المحيطة، ما يشكل خطورة بالغة على التربة والمياه السطحية (جريان الأودية) والمياه الجوفية.
 ولفت إلى أنه تم استخدام معامل الحساسية الخاص بوكالة حماية البيئة الأميركية لدراسة حساسية المياه الجوفية للتلوث والذي يطلق عليه "DRASTIC"، وهذا المعامل من أكثر المعاملات استخداما على مستوى العالم، ويتكون هذا المعامل من سبعة معايير؛ العمق للمياه الجوفية وتغذية المياه الجوفية ونفاذية الخزان الجوفي ونوع التربة وطبوغرافية المنطقة (الميل) وأثر نطاق عدم الإشباع والموصلية الهيدروليكية للخزان الجوفي، مشيرا إلى أنه تم استخدام هذه المعايير السبعة لدراسة حساسية المياه الجوفية للتلوث في منطقة مكب نفايات الحصينيات في المفرق بهدف تقييم الوضع الحالي وإمكانيات التوسع في المكب مستقبلا.
وأوصت الدراسة لحل المشكلة البيئية الحالية للمكب بتقليل خطر التلوث للمياه الجوفية من خلال الإدارة الملائمة لمكب، ومنع وصول الملوثات الخطرة إليه، والتحكم بكميات وأنواع النفايات التي تصل اليه، وفصل النفايات قبل وصولها إلى المكب وإعادة تدوير ما يمكن منها لتقليل كمية النفايات، وتعزيز الوعي لدى المواطن بأهمية المياه الجوفية وما تمثله  من مصدر ثمين لمياه الشرب وربط هذا بأهمية فرز النفايات في المنزل ودور ذلك في الحفاظ على مصادر المياه الجوفية.
كما أوصت الدراسة بضرورة النظر في إمكانية عمل محارق خاصة للتخلص من النفايات والاستفادة من الطاقة الناتجة من ذلك للأغراض المختلفة، بما يقلل من حجم النفايات التي تصل إلى المكب ويعظم الفائدة منها ويساعد في الحفاظ على موارد المياه الجوفية، اضافة الى النظر في الخطورة الكبيرة على المياه الجوفية الناجمة عن حجم المكب وكميات النفايات التي تصل إليه باعتبار العلاقة الطردية بين كمية النفايات الواردة إلى المكب ومدى إمكانية تلوث المياه الجوفية، وضرورة معالجة مشكلة العصارة التي تتشكل في المكب والتخلص منها بأي وسيلة ممكنة لأنها الأساس في تلوث المياه الجوفية، فضلا عن النظر في إمكانية تبطين المكب بطبقات من الطين غير المنفذ والذي سيساعد في منع وصول الملوثات إلى المياه الجوفية وإغلاق المكب بعد انتهاء عمره الافتراضي بطريقة صحية وآمنة للمواطنين ومصادر المياه القريبة منه.
كما لفتت الدراسة إلى ضرورة مراقبة المياه الجوفية بالقرب من المكب وبصورة دورية على أن يتم تحليل عينات المياه كيميائيا وبيولوجيا وضرورة معالجة المشاكل التي تحصل بعد إغلاق المكب لأن إغلاقه لا يعني بالضرورة انتهاء دور الجهات المعنية بالمحافظة على البيئة في منطقة المكب، فالمكب سواء كان مستعملا أو مغلقا فإنه يحتاج إلى الصيانة الدائمة للتأكد من أنه لا يشكل مشكلة بيئية ولا يعمل على تلويث مصادر المياه السطحية والجوفية.

[email protected]