سهى شومان: أهمية جائزة القدس تأتي من اسم العاصمة الأبدية للثقافة العربية

بعض أجزاء دارة الفنون في جبل اللويبدة - (أرشيفية)
بعض أجزاء دارة الفنون في جبل اللويبدة - (أرشيفية)

عمان - الغد - قالت رئيسة دارة الفنون، التشكيلية سهى شومان إن أهمية جائزة القدس للثقافة والإبداع تأتي من الاسم الذي تحمله العاصمة الأبدية للثقافة العربية، ومن كون الجائزة تبحث عن المبدعین والمفكرین والمثقفین من العالم الذین انتصروا للمبادئ الانسانیة كافة وللشعب الفلسطیني و تاریخه الإبداعي والثقافي.اضافة اعلان
 وبينت شومان أن الجائزة تزداد أهميتها لما تدعو الیه من التمسك والتجذر في قلب فلسطین النابض بالثقافة والإبداع الإنساني على مر العصور، وإن القدس تواجه حربا ثقافیة هائلة، یرید المحتل من خلالها أن یُسكت كل شيء فیها.
وكانت أعلنت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، قائمة الفائزين بجائزة القدس للثقافة والإبداع للعام 2018.
وذهبت الجائزة عربيا إلى دارة الفنون (مؤسسة خالد شومان)، وتسلمتها د. عادلة العايدي هنية، التي ألقت كلمة سهى شومان لافتة  فيها إلى أن الجائزة تأتي في الوقت الذي تحتفي فيه المؤسسة بثلاثين عاما على تأسيسها.
وعرضت البرنامج الثقافي الذي أطلقته الدارة العام الماضي بعنوان "فلسطين الحضارة قبل التاريخ" واشتمل على سلسلة معارض ومحاضرات متعددة، وكذلك تحية الدارة من داخل فلسطين هذا العام، بعنوان "هنالك ضوء لا ينطفئ" في اربع مدن فلسطينية.
وقررت الدارة التبرع بالقيمة المادية للجائزة لصالح مؤسسة مقدسية يعلن عنها قريبا.
وقال وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو، رئيس اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية: إن إعلان الجائزة يمثل خلاصة روح فلسطين بمبدعيها ومبدعاتها، وإن شعبنا لا يمكن أن ينكسر أو يهزم مهما بلغت سطوة الاحتلال وسياساته ضد القدس العاصمة وضد فلسطين.
وكان اشتمل الحفل الذي أقيم في قاعة الشهيد ماجد أبو شرار برام الله على عرض فيلم حول الفائزين بالجائزة، وقدمت فرقة الكمنجاتي، أغنيات "موطني" من كلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، و"وطني" لفيروز، و"ما ننسى جدودنا" لسميح شقير، و"القدس في القلب" من كلمات الشاعرة فدوى طوقان وألحان الموسيقار الفلسطيني خالد صدوق.
مدير المعارض محمد شقديح الذي لم يتسن له حضور الحفل لاستلام الجائزة بسبب إجراءات الاحتلال أشار إلى أن  الجائزة تجئ في وقت تحتفل فیه بثلاثین عاما على مبادرتنا في دعم الإبداع العربي بشكل عام والفلسطیني بشكل خاص ومد الجسور بین المبدعین العرب والعالم ودلیلاً على بقاء بوصلة الفكر والثقافة والإبداع منحازة باتجاه الانسانیة بخاصة.
يشار إلى أن دارة الفنون وعلى مدار 30 عاما من مسیرتها، لعبت دارة دورا ریادیا كمركز التقاء للفنّانین والمفكّرین والنقّاد والمؤدّین والكتّاب یعرضون أعمالهم، ویتبادلون فیه خبراتهم وتجاربهم، وینقلون لنا وللعالم واقع المأساة الفلسطینیّة المتمثّلة في الاحتلال وعواقبه من جهة، وصمود الفلسطینیین الذي یزعزع هذا الوضع القائم من جهة أخرى.
وواصلت الدارة دعم الثقافة والفن الفلسطیني بإقامة المعارض الفنیّة واللقاءات وورشات العمل والعروض الأدائیّة. فكان أول معرض في العام
1989 للفنان بول غیراغوسیان الذي نشأ في القدس حتى النكبة لینتقل بعدها إلى لبنان. ومن ثم معرض للفنانة المقدسیّة الراحلة جمانة الحسیني العام 1991 . وفي العام 1992 معرض "جماعة الرؤیة الجدیدة" لسبعة فنّانین، وهم: سلیمان منصور، تیسیر بركات، نبیل عناني، خلیل رباح، جواد المالحي، یعقوب الكرد وفیرا تماري. إضافة إلى معرض آخر في العام نفسه لثلاثة فنانین من غزة، وهم: لیلى الشوّا، وكامل المغنّي، وفایز الحسني.
واحتفلت الدارة بالفنون الأدائیّة في افتتاح دارة الفنون (1993) بحفل للسوبرانو تانیا ناصر التي غنّت قصائد لجبرا ابراهیم جبرا بمرافقة عزف بیانو الموسیقیّة آجنس بشیر ورقص معاصر لرانیا قمحاوي. بعد ذلك، نظّمنا معرضا فردیا لسامیة حلبي في العام1995 ، وآخر لكمال بلاطة العام 1998 . كما استضافت الدارة مسرحیّة "أضواء أریحا" المقتبسة عن "رجال في الشمس" لغسان كنفاني بإمضاء سوسن دروزة وتمثيل سمر دودین، ومسرحیة "الزاروب" التي تروي حكایات النكبة لسامیة بكري من عكّا، وأقامت عدداً من المعارض الفنیّة والعروض الأدائیّة، وعقدت لقاءات للكتّاب والمفكّرین، منهم: جبرا ابراهیم جبرا، وعبدالرحمن منیف، ولقاءات شعریّة للوالد والإبن مرید وتمیم البرغوثي.
وظلت الدارة على تواصل مع مركز خلیل السكاكیني بإدارة عادلة العایدي-هنیّة، وعمل الفریق معا على اختیار فنانین للمشاركة في أكادیمیّة دارة الفنون الصیفیّة التي أدارها الفنان الراحل مروان قصّاب، وشارك فیها أكثر من 60 فناناً عربیا، منهم 15 فنانا من غزة ،  وتتوّج التعاون مع "السكاكیني" بتحدّي الحصار المفروض على الضفّة الغربیّة أثناء انتفاضة الأقصى لاستضافة معرض "100شهید، 100 حیاة" من فكرة عادلة العایدي- هنیّة وتنسیق سمیر سلامة في العام 2001 .
وواصلت الدارة مشروعها بتقدیم المشهد التشكيلي الفلسطیني بمعرض "الجدار والحواجز"، بمشاركة كل من: أملي جاسر، ودانة عریقات، ورولى حلواني، وطارق الغصین، ورشید مشهراوي. ومعرض منى حاطوم الفردي، وبسمة الشریف ونداء سنّقرط .
وقدّم 27 فنانا تحیّتهم لمحمود درویش وشعره في معرض "جواز سفر"، وفي العام 2010 ، قدّمنتت الدارة لأول مرة في العالم العربي أعمالاً للفنانة الفلسطینیّة أحلام شبلي بعنوان: "لماذا تركتم الغابة فارغة".
وشاركت دارة الفنون في "قلندیا الدولي" ( 2016 ) الذي وسّع لأول مرة من مداه الجغرافي من خلال دعوة مؤسّسات فلسطینیّة في المنافي للمشاركة.و تم تكلیف 7 فنانین فلسطینیین مقیمین في عمّان لإنجاز أعمال فنیّة تعرض في معرض "هذا البحر لي" حول حق العودة، وتواصل الفنانون في الأردن وفلسطین عبر "سكایب" على مدار البرنامج، وافتتح المعرض في القدس وعمّان في الیوم نفسه.
وفي العام 2017 ، وبمرور 100 عام على وعد بلفور، و 70 عاما على قرار الأمم المتّحدة بتقسیم فلسطین، و 50 عاما على احتلال الضفة الغربیّة وغزّة، كرّست دارة الفنون برنامجها الفنّي والثقافي لاستعراض الجوانب الثریّة للحضارة الفلسطینیّة على مر العصور تحت عنوان "فلسطین الحضارة عبر التاریخ". وقدّم على مدار العام معارض فنیّة حول بدایات الصحافة والإذاعات الفلسطینیّة، وأعمال كریمة عبّود، أول مصورة عربیّة فلسطینیّة. ترافقت المعارض بلقاءات حول المكتبة الخالدیّة التي تم تأسیسها في القدس العام 1900 ، وبدایات التصویر في فلسطین، والأدب والسیر الذاتیّة والسینما والموسیقى. قدّم معرض"الروّاد" أعمالاً لنقولا صایغ الذي افتتح أول استودیو في القدس في الثلاثینیّات، وزلفى السعدي التي حصلت على جائزة المعرض القومي العربي العام 1933 .
كما عرضت لوحات للمدن الفلسطینیّة حیفا وعكّا والقدس للرحالة الأوروبیین من القرن التاسع عشر من مجموعة هشام الخطیب، وأثواب وأنسجة تعود إلى العشرینیّات من مجموعة وداد قعوار. وترافق المعرض مع سلسلة "حكایا زمان" لروایة حكایا عن فلسطین ما قبل النكبة.
وأقيمت مجموعة من المعارض  لخالد حوراني وسمیرة بدران و جمانة إمیل عبّود.
وكان نسّق الفنان خالد حوراني من رام الله بالتعاون مع محمد شقدیح من دارة الفنون بعمّان، برنامجاً فنیا ثقافیا في فلسطین. وأقیمت مجموعة من المعارض والنشاطات بالتزامن في أربعة مدن فلسطینیّة: رام الله، وبیت لحم، والقدس، وغزّة. وضم البرنامج معارض فنیّة وعروض أفلام فن الفیدیو، واستعراض لمطبوعات دارة الفنون وجلسة نقاشیّة.
واستعاد فنانو جماعة "الرؤیة الجدیدة" معرضهم في دارة الفنون العام 1992 لإنتاج أعمال جدیدة عرضت في مركز خلیل السكاكیني في رام الله وجالیري باب الدیر في بیت لحم.
كما قام الفنانون من غزة ممّن شاركوا بأكادیمیّة دارة الفنون الصیفیّة بإقامة معرض في غزّة بعنوان "أثر التحولات" في قاعات "إلتقاء" و"شبابیك"، والذي عرض أیضاً في باب الدیر. وعرضت أفلام فیدیو من مجموعة خالد شومان الخاصة لفنانین فلسطینیین وعرب، لآمال قناوي وعادل عابدین ووائل شوقي وهرایر سركیسیان وجمانة أميل عبودة ومنى حاطوم وسهى شومان في مركز خلیل السكاكیني. وجالیري باب الدیر، وجالیري الحوش.وتبع الافتتاح في مركز خلیل السكاكیني عرض فیلم "قصّتنا" حول رحلة دارة الفنون بالمركز.
يشار إلى أن احتفالية الدارة بتأسيسها يختتم بحفل غنائي لتانیا ناصر التي غنّت في افتتاح دارة الفنون، مع بنت شقیقها السوبرانو مریم تماري تجسيدا لروح الاستمراریّة من جیل إلى جیل.