ليما علي عبد
عمان - يعتقد دائما بأن تراجع الذاكرة وغيرها من الوظائف الدماغية هو جزء لا مفر منه من عملية تقدم السن، غير أن دراسة حديثة أجريت على مجموعة من المعمرين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 100 عام وأكثر أظهرت عكس ذلك، حسب موقع WebMD.
فقد وجد باحثون أنه رغم المشاكل العصبية المرتبطة بمرض الزهايمر، فقد حافظ كثير من المعمرين المصابين به على مستويات عالية من الأداء المعرفي. وهذا يثبت أنه بالإمكان الحفاظ على هذا الأداء، حتى إن كان لدى الشخص عوامل تزيد احتمال تراجعه.
ويشار إلى أن فكرة هذا البحث أتت بعد وفاة معمرة تبلغ من العمر 115 عاما وهي في كامل صحتها المعرفية، كما أن والدتها قد توفيت عن عمر 100 عام، وهي أيضا في كامل قدراتها المعرفية، مما أثار رغبة الباحثة الرئيسة في هذه الدراسة بمعرفة ما إن كان بالإمكان تجنب تراجع القدرات المعرفية رغم تقدم السن.
وقد أجريت تقييمات نفسية وعصبية شاملة وفحوصات للدم والبراز للمشاركين
الـ330 في الدراسة، وجمعت المعلومات الكافية عن العوامل الأساسية التي تؤثر في الصحة لاكتشاف الأمور التي تمكن من تجنب التراجع المعرفي، وذلك بهدف التعرف على مدى قدرة المعمرين على الحفاظ على صحتهم المعرفية، ومدى ارتباط تلك القدرة بسماتهم الوراثية والجسدية والعصبية والنفسية.
وتبين أن الأداء المعرفي يرتبط بالصحة الجسدية، فضلا عن ممارسة أساليب معينة للحفاظ على الصحة المعرفية، منها مستوى التعليم المرتفع والقيام بالنشاطات الحياتية المعتادة دون الاعتماد على الآخرين. ورغم ظهور السمات الدالة على الإصابة بمرض الزهايمر في أدمغة المشاركين الذين توفوا، فذلك لم يكن مرتبطا بحدوث تراجع في قدراتهم المعرفية وهم أحياء.
ويشير الباحثون إلى أن ما أظهرته هذه الدراسة يدل على أن بعد سن 100 عام يبقى الأداء المعرفي مستقرا نوعا ما. لذلك، فقد يكون لدى هؤلاء المعمرين مقاومة تجاه عوامل مختلفة تزيد احتمال حدوث التراجع المعرفي. ويرى الباحثون أيضا أنه قد يكون ما لدى المعمرين من مقاومة لتلك العوامل هو ناجم عن وجود "مخزون إدراكي" عال لديهم.
ويذكر أن الكشف عن آلية حدوث هذه المرونة أو القدرة على مقاومة العوامل التي تزيد من احتمال حدوث التراجع المعرفي يساعد في إيجاد علاج لمرض الزهايمر أو الوقاية منه.
وينصح الخبراء بالحذر من تصديق الخرافات المتعلقة بكبر السن ومن امتلاك نظرة سلبية تجاه تلك المرحلة من العمر بتصديق الفكرة القائلة بأنه كلما تقدمنا بالسن، فإن الأمراض والتراجع الذهني سوف يداهمنا بالضرورة، فعديد من الأشخاص قد أثبتوا عكس ذلك.
