"يونيسف": تغير المناخ يقوّض مكاسب الحفاظ على حياة الأطفال

فرح عطيات

عمان- حذرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، هنرييتا فور، من "إمكانية أن يقوض تغير المناخ معظم المكاسب التي تحققت على صعيد الحفاظ على حياة الأطفال ونموهم في الأردن ودول العالم، وعلى امتداد السنين الـ30 الماضية".اضافة اعلان
وفي رسالة وجهتها أمس إلى أطفال العالم، ونشرت على موقع المنظمة الإلكتروني، أكدت هنرييتا أن" ما يربو على 1.2 مليار طفل يعيشون في مناطق تحصل فيها فيضانات بوتيرة عالية جدا"، ما يذكر بالسيول والفيضانات التي كانت شهدتها منطقة البحر المیت، في 25 تشرین الأول (أكتوبر) الماضي، وأودت بحیاة 22 مواطنا من بينهم 16 طفلا و43 إصابة معظمهم طلبة مدرسة خاصة.
والعام الماضي، أفادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن "تغير المناخ أخذ يحتل مكانه بين القوى الرئيسية المسؤولة عن الصعود المتواصل لمستويات الجوع عالمياً في الآونة الأخيرة، حيث سيتحمل الجيل القادم من الأطفال العبء الأكبر من الجوع، وسوء التغذية بسبب تراجع الإنتاج الغذائي جراء تصاعد حالات الجفاف والفيضانات".
يأتي هذا في الوقت الذي يوجد فيه بالمملكة أكثر من 62 ألف أسرة "غير آمنة غذائيا"، فيما هناك أكثر من 71 ألف أسرة أخرى تصنف تحت اسم "هشة غذائيا"، وتقدر هذه الأرقام أنّ 0.5 % من إجمالي الأسر في المملكة غير آمنة غذائيا، فيما أنّ 5.7 % من أسر المملكة هشة نحو انعدام الأمن الغذائي، وفق تقرير "تقرير تحليلي" لحالة الأمن الغذائي في الأردن والمعد من دائرة الإحصاءات العامة ومنظمة الغذاء العالمية، في وقت سابق.
وبرغم تباين التنبؤات المستقبلية، حسب المنظمة الدولية للهجرة، بخصوص عدد الأشخاص المتوقع هجرتهم لأسباب تتعلق بالبيئة من شتى أنحاء العالم بحلول عام 2050، فقد كان الرقم 200 مليون مهاجر هو الأكثر تردداً في هذا المضمار، في حين ذهبت بعض التقديرات إلى مستويات بلغت مليار مهاجر، وفق فور.
وكان أطلق خبراء متخصصون وجهات دولية تحذيرات حول ما سيشهده "الأردن مستقبلا من نزاعات على الموارد الطبيعية كالمياه والزراعة وغيرها، إذا لم تكن هناك سياسات واستراتيجيات طويلة الأمد، للتعامل مع تدفق اللاجئين، أكان ذلك بسبب الصراعات السياسية أم جراء نشوئها عن تأثيرات التغير المناخي".
جاء ذلك في نطاق تأكيداتهم بأن الكوارث والتغيّر المناخي هما مصدر قلق متزايد للبشرية، فتقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تشير إلى نزوح شخص واحد كل ثانية، جراءها منذ العام 2009، وقد نزح 22.5 مليون شخص، بسبب أحداث مرتبطة بالمناخ أو الطقس منذ عام 2008.
وبحلول عام 2040، سيعيش طفل من كل أربعة أطفال في مناطق تعاني من إجهاد مائي شديد وسُيصاب الآلاف بالأمراض بسبب الماء الملوث، وبالتالي، فقد صارت قضايا إدارة وحماية مصادر المياه الجوفية النّظيفة والوفيرة والمتاحة، فضلاً عن إدارة النّفايات البلاستيكية، من أهمّ قضايا صحّة الأطفال في زمننا الحالي.
وفي سبيل الحد من آثار التغير المناخي، شددت فور على أنه "يتوجب على الحكومات وقطاع الأعمال العمل معاً للتعامل مع الأسباب الجذرية التي تقف وراء هذا التغير، وذلك عن طريق الحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراريّ عملاً باتّفاق باريس. وفي ذات الأوان، ينبغي إعطاء الأولوية القصوى للجهود الساعية إلى ابتكار أساليب للتكيّف تعمل على التّقليل من التّبعات البيئية على الأطفال".