50 % من أسباب فرط التعرق تعود لعوامل وراثية

يعد التعرق لاسيما في الأجواء الحارة طبيعيا غير أنه إذا زاد على الحد يصبح حالة مرضية تحتاج  لعلاج-(أرشيفية)
يعد التعرق لاسيما في الأجواء الحارة طبيعيا غير أنه إذا زاد على الحد يصبح حالة مرضية تحتاج لعلاج-(أرشيفية)

عمان- لكل عضو في جسم الإنسان وظيفة محددة تتكامل مع بعضها بعضا لتعطي توازنا وتناغما يكفلان استمرار الحياة البشرية، وأحد تلك الأعضاء الجلد، الذي يقوم بعدة وظائف مهمة منها؛ إفراز العرق الذي يحافظ على ثبات حرارة الجسم الداخلية.اضافة اعلان
لكن إذا زاد معدل إفراز العرق على الحد الطبيعي أصبح الأمر مزعجا، وقد تصيب تلك الحالة كل الجسم أو مناطق محددة مثل: باطن اليد، الإبط، الوجه، باطن القدم.
ولا يوجد تعريف محدد لزيادة التعرق، لكن يمكن القول إن المشكلة توجد عند الأشخاص الذين تؤثر زيادة التعرق على حياتهم اليومية؛ حيث تسبب لهم الإحراج وتحد من نشاطهم في العمل، وتؤثر سلبا على تواصلهم الاجتماعي وحالتهم النفسية، ما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالإحباط أحيانا.
والحديث هنا تحديدا عن زيادة التعرق في منطقة الإبط والتي تصيب 3  % من الناس حول العالم، ولا يوجد سبب مرضٍ لتلك المشكلة إلا إذا كانت مصحوبة بزيادة في تعرق الجسم كله، لكن العامل الوحيد الذي يزيد من احتمالية وجود المشكلة عند شخص ما هو العامل الوراثي؛ إذ تبين أن ما نسبته 30-50  % من الأشخاص الذين يعانون من زيادة تعرق الإبط كان لديهم أفراد آخرون من العائلة نفسها يعانون من الأمر ذاته، كما تبين أن معظم الأشخاص بدأت لديهم المشكلة في سن 19 عاما.
ويشكو الأشخاص المصابون من بلل الملابس في تلك المنطقة حتى من دون القيام بمجهود أو حتى في فصل الشتاء، وقد يكون التعرق مصحوبا برائحة كريهة، وعندما يجف العرق يترك بقعا على الملابس، ما يؤدي إلى تلفها في النهاية.
وأظهر واحد من الاستبيانات التي أجريت على مجموعة من الأشخاص أن المشكلة كانت تشعرهم بعدم السعادة والإحباط وتدفعهم إلى تجنب الاجتماع مع الآخرين وتقلل من نشاطهم اليومي.
تتضمن خيارات علاج تعرق الإبطين ما يلي:
1) دهونات موضعية وأفضلها التي تحتوي على كلوريد الألنيوم ALCL3 بنسبة 20-25  %، والذي يؤدي إلى إغلاق قنوات الغدد العرقية، لكن ما يعيب هذا العلاج:
- عدم إعطاء نتائج مرضية في بعض الحالات.
- حدوث تحسس جلدي في المنطقة عند نسبة من المستخدمين له.
- تصبغ الجلد بلون مائل للاصفرار.
- اهتراء الملابس التي يتلامس معها.
2) حبوب تعطى عن طريق الفم تمنع مرور السيال العصبي المؤدي لإفراز العرق من الجسم، غير أن من سلبيات تلك الأدوية أن عوارضها الجانبية يصعب تحملها، ولذلك فهي نادرة الاستخدام طبيا.
3) الجهاز المعروف باسم "Iontophoresis"، الذي يقوم بتمرير تيار كهربائي في الجلد، لكن فاعليته في علاج تعرق الإبطين أقل منها في علاج تعرق اليدين والقدمين؛ حيث إنه يعد من أفضل الوسائل لعلاج تعرق اليدين، لكنه نادر الاستخدام لعلاج تعرق الإبطين.
4) العلاج الجراحي ويشمل التالي:
- إزالة الأنسجة تحت الجلد في منطقة الإبط بما تحتويه من غدد عرقية.
- قطع العقد العصبية الودية في الصدر باستخدام المنظار الجراحي، لكن كل تلك العمليات تعد الخيار العلاجي الأخير بعد فشل طرق العلاج الأخرى، وذلك بسبب احتمالية حدوث بعض المضاعفات.
5) العلاج باستخدام حقن البوتوكس: ويعد هذا العلاج من أحدث الطرق المستخدمة، ويشيع استخدام البوتوكس لعلاج التجاعيد في الوجه، وتم اعتماده في السنوات الأخيرة كعلاج فعال لتعرق الإبط وغيره من المناطق؛ حيث يتم حقن مادة البوتوكس بالجلد في تلك المنطقة، ويتميز هذا العلاج بـ:
- سهولة عملية الحقن؛ حيث تتم في العيادة وتستغرق فترة زمنية قصيرة تتراوح بين 15 و30 دقيقة.
- نقص في كمية التعرق تتجاوز 90  % في معظم الحالات.
- تكلفة الإجراء معقولة نسبيا.
- يمكن إجراء الحقن حتى للشخص الطبيعي؛ إذ يحصل على جفاف تام في تلك المنطقة حتى عند بذل مجهود أثناء التمارين الرياضية.
الدكتور طارق سامي مشعل اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية والليزر
www.medicsindex.com