الحكومة في المواجهة الثانية مع كورونا

بعد الانتصار الذي حققته الدولة الاردنية في مواجهة جائحة كورونا وتخطي مناطق ومراحل الخطورة للوباء، تواجه الحكومة اليوم تحديا كبيرا جدا لمواجهة العودة فوق المتوقعة لانتشار الاصابات وتوسع الجائحة في عدة محافظات من المملكة، الامر الذي ينبئ بمرحلة قادمة صعبة امام الدولة بشكل عام والحكومة بشكل خاص تتمثل بوضع وتطبيق نهج واستراتيجية جديدة تقوم علي محورين أساسيين هما: ضمانات الأمن الصحي وسلامة المواطنين من الإصابة بالمرض والثاني استمرار القطاعات الاقتصادية بالعمل وتجنب سياسات الإغلاق الكلي او الجزئي للعديد من القطاعات ذات الصفة التي تشهد تجمعات كبيرة للمواطنين.اضافة اعلان
لقد كانت كلفة المرحلة السابقة خلال الأشهر الخمس الماضية باهظة جدا على القطاع العام والقطاع الخاص والمواطنين، وكلفت الدولة الكثير من الخسائر المالية والاقتصادية والمعاناة النفسية والاجتماعية لمختلف فئات المواطنين، ولكن قابلها نجاح كبير بحماية المواطنين من تفشي المرض وبقيت الاردن الدولة الأفضل على مستوى الاقليم والعالم من حيث عدد الاصابات وحالات الوفاة وكذلك من حيث الاجراءات التي قامت بها اجهزة الدولة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ايضا وفق العمل بقانون الدفاع الذي تم تطبيقه في أضيق نطاق حسب توجيهات الملك وفقط لغايات مواجهة جائحة كورونا والمحافظة على صحة وسلامة المواطنين.
ما زال العمل بتفعيل قانون الدفاع ساريا حتى الآن، الامر الذي سيساعد الحكومة واجهزة الدولة الاخرى على اعادة ضبط الأمور بشكل حازم لاعتبارات الصحة العامة وعودة المشهد والحضور الإيجابي للجيش واجهزة الامن العام لضبط حركة الشارع العام في ظل تزايد حجم الاصابات بشكل مطرد خلال الأربعة ايّام الماضية ما بين 15-17 إصابة يوميا، الامر الذي أثار موجة من الخوف والحذر لدى معظم المواطنين. ان هذه الارتفاعات بالإصابات اربكت الشارع الاردني العام المتحفز لنتائج التوجيهي وعودة بداية العام الدراسي في المدارس والجامعات ثم التحركات التي تشهدها كل محافظات ومناطق المملكة للتحضير للانتخابات النيابية المقرة بتاريخ 10 /11/ 2020.
نعتقد أن على الحكومة عبئا كبيرا جدا في الموازنة بين صحة المواطنين ومصالحهم العامة وتقدم الصحة والسلامة في الأولوية على الاحتياجات الاخرى .
ان الامل الوحيد الذي يوصل الى طوق النجاة والنجاح كما نجحنا في السابق، هو تعاون والتزام المواطنين بالإجراءات والتعليمات التي تصدر من الحكومة والجهات المعنية من الوقاية والحذر، ونعتقد أنه بات من المؤكد اننا امام مرحلة خطيرة وصعبة يجب ان نحسن التعامل معها حتى يتم التوصل من خلال العلماء والجهات المختصة الى إنتاج لقاح يريح العالم ويرفع الحصار الذاتي عن كل سكان الارض والا سيكون الثمن باهظا لا قدر الله.