تفاقم كورونا وتأجيل الانتخابات النيابية

ادى تفاقم انتشار وباء كورونا خلال الأسبوع الماضي الى انتكاسة وطنية على المستوى الشعبي والوطني بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها الاردن في مواجهة الجائحة خلال الأشهر الخمسة الماضية، وبعد ان عادت عجلة دوران الحياة العامة الى مختلف القطاعات في الدولة و اصبحت الان مهددة بالإغلاق الجزئي او المناطقي.اضافة اعلان
ان اكثر ما يثير اهتمامات ومخاوف المواطنين الاردنيين وتوجسهم مع هذه الانتكاسة موضوعان رئيسان هما:
عودة عجلة التعليم وانتظام التدريس والمعلمين في المدارس والجامعات الامر الذي يحتم على الحكومة ترتيب الأمور الدراسية بكل مكوناتها (الطالب، المعلم، المدرسة) والانتظام في العملية التدريسية وفق ضوابط السلامة الصحية .
اما موضوع اجراء الانتخابات النيابية المقرة بتاريخ 10/11/2020 فهناك عدة سيناريوهات محتملة للسير قدما بإجرائها وهي:
اجراء هذه الانتخابات وفق الترتيبات المعدة التي تجري على قدم وساق من قبل الهيئة المستقلة للانتخابات والجهات المعنية الاخرى في الوقت المحدد 10/11، وان هذا الاحتمال مرتبط ارتباطا قويا باحتمال انتاج لقاح (تطعيم) من اي جهة في العالم ضد فيروس كورونا ينهي هذه الأزمة الوبائية في كل دول العالم وبالطبع في الاردن .
السيناريو الثاني انه في حال استمرار تفاقم الوضع الوبائي في الاردن كما هو عليه الحال منذ الأسبوع الماضي، وتزايد عدد الاصابات بشكل مطرد الامر الذي يصعب فيه تنفيذ اجراء الانتخابات ، وبالتالي الذهاب الى خيار التأجيل ، وما يدعم الأخذ بهذا السيناريو أن جلالة الملك لم يقدم على حل مجلس النواب الحالي، وذلك ربما يعود تحسبا لأي تطورات نحو الاسوأ على الوضع الصحي وزيادة الاصابات في الاردن وعدم السيطرة في حصر الوباء قبل وصول اللقاح المضاد للفيروس .
السيناريو الثالث: وهو استقرار الوضع الوبائي بعدد إصابات محدودة كما كان عليه الحال خلال الخمسة اشهر الماضية الى ما قبل اسبوع بعد الانفلات الذي كان مصدره معاير الحدود في جابر والعمري لأسباب واهية وتقصير ربما غير مقصود من الحكومة التي باتت مملة لدى المواطن في سياساتها، واصبحت وظيفتها الدفاع عن نفسها وسوق التبريرات وأسباب الفشل في العديد من السياسات التنفيذية خاصة فيما يتعلق بسوء الأوضاع الاقتصادية المتردية والبطالة المتفاقمة وانعدام فرص العمل للشباب وتراجع في الامن الاجتماعي والأسري مما ادى الى قناعات الغالبية العظمى من المواطنين بان الحكومة باتت منتهية الصلاحية ولا مبرر لاستمرارها حتى لو تم تأجيل الانتخابات النيابية.
تأجيل الانتخابات والتمديد لمجلس النواب الحالي بسبب تفاقم انتشار وباء كورونا في الاردن ان استمر على هذا المنوال الذي يهدد صحة وحياة المواطن، اصبح اليوم احتمالا واردا، وأحد الخيارات أمام صاحب القرار.