العمد: فكرة اللوحة مرتبطة بالدهشة.. ويجذبني التباين في توظيف الألوان

جانب من لوحات التشكيلي عصمت العمد-(من المصدر)
جانب من لوحات التشكيلي عصمت العمد-(من المصدر)

يعتمد الفنان التشكيلي الأردني عصمت العمد على الفكرة في أي عمل فني يقوم به، لأنه يعتقد، وفق رؤيته، بأن العمل الفني الذي لا يحتوي على الفكرة يفقد كثيراً من دهشته، مشيراً إلى رفضه أن تكون اللوحة الفنية التشكيلية مجرد تكوينات لونية عادية، مفضلا أن يخوض في العديد من المدارس وهي؛ الواقعية والانطباعية الممزوجة بالتعبيرية في بعض الأحيان، كذلك التجريدية والتي يحاول التعرف عليها أكثر للخوض فيها مستقبلاً، إضافة إلى أن هناك تجارب أخرى في بعض المدارس التشكيلية، مثل السريالية والوحشية.

اضافة اعلان


وقال العمد، في حديثه لـ"الغد"، إن العمل الفني التشكيلي المبني على الفكرة يعد الأساس في تحريكه واندفاعه للإنتاج والاستمرار نحو تقديم أعمال فنية جاذبة للمتذوقين لهذا الفن الذي يعنى بالجمال والإبداع واللغة البصرية، مبيناً أن الفن التشكيلي يحمل في طياته المعنى الجمالي والإبداعي، وهو أيضاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحس المرهف.


ويطرح التشكيلي العمد، الحاصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة والتحليل الاقتصادي من إحدى الجامعات الروسية، في أعماله الفنية التشكيلية، العديد من التساؤلات حول جدلية العلاقة المتبادلة والمتداخلة بين معطيات الفنون الانطباعية والتعبيرية والواقعية والتجريدية، إذ يوظف القدرة التي يملكها في خطوات العناصر الإنسانية والتي تظهر في معظم أعماله.


يبحث العمد عن منطلقات جديدة تعيد الاعتبار للاتجاهات التي فيها حداثة، وتوحي لهواجس تستعيد إشارات ورموز الفن التشكيلي برمته، وخاصة استخدام التلوين والتكوين في تنفيذ العمل الفني الذي يرتبط بإيقاعات تشكيلية تتميز بالتبسيط والحرية وتحويل مساحة اللوحة إلى فسحة تشكيل موهبة وثقة وخبرة.


ويقول العمد، وهو عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين وعضو الهيئة الإدارية في جمعية ألوان للإبداع الفني، إن اللون بالنسبة له هو الحياة ويعشقه بكل تجلياته، مشيراً إلى ميوله للون الأزرق ومشتقاته، ومؤكداً عشقه التباين بين الغامق والفاتح وبين الظل والنور.


ويشير إلى أنه يستخدم الأسلوب الانطباعي الواقعي التعبيري التجريدي في رسم لوحاته من خلال تقسيم الألوان النقية بشكل لمسات صغيرة متجاورة بالفرشاة، ساعياً بذلك إلى ظهور ما تراه العين للوهلة الأولى، مترجماً مشاعره الإنسانية في أعماله الفنية التعبيرية بلمسات انطباعية وتلخيص المشهد بأبسط صورة وإيصال جماليات العمل الفني للمتلقي مهما كانت ثقافته البصرية، مهتما بإعادة تشكيل وصياغة الطبيعة برؤية تشكيلية جديدة، عن طريق تلخيصها وإبراز جمالياتها على صعيد اللون أو التكوين أو التقنيات المختلفة للون.


ويستهوي العمد هواية الرسم منذ الصغر، وصقلها في وقت متأخر، عندما التحق بمركز مهنا الدرة للفنون العام 2012، ومضى فيه عامين ليتخرج فيه العام 2014، بحسب ما أكده: "بدأت أمارس فن الرسم بشكل أفضل وأوسع من خلال مشاركاتي في العديد من المعارض الفنية الجماعية في الأردن وبعض المعارض في الخارج"، إلا أنه لم يأخذ الفن كمهنة يعتاش منها، إنما هي موهبة وتغذي روحه، يقول: "الفن هو حياتي ولا أتخيلها من دونه، وطموحي أن أحترف أكثر في هذا المجال وأن أصل للعالمية في وقت ما ولو بعد حين".


ويضيف "الفن بالنسبة لي هو نتاج تراكمات من تجارب حياتية ومشاعر وأحاسيس بحلوها ومرها، يتم خلطها معا لإنتاج العمل الفني وهذا لا يأتي اعتباطا، أي ليس في أي وقت وأي مكان وإنما عندما يحين الوقت، وقد تمر أيام وأشهر ولا أدخل إلى مرسمي الواقع في إحدى غرف المنزل، إلا عندما تأتيني حالة من الإلهام لإنتاج عمل معين"، معتبراً أنه ما يزال يتعلم ويحاول سبر أغوار الفن اللامتناهية، لعله يصل إلى مراده في يوم من الأيام.

 

 


الفنان التشكيلي عصمت العمد-(من المصدر)