الأبنودي: شعراء الحداثة ضيعوا القصيدة وجعلوها بلا جمهور

الأبنودي: شعراء الحداثة ضيعوا القصيدة وجعلوها بلا جمهور
الأبنودي: شعراء الحداثة ضيعوا القصيدة وجعلوها بلا جمهور

في حوار مفتوح نظمه اتحاد الكتاب الأردنيين

 

زياد العناني

 عمان - قال الشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي "إن الأجيال الجديدة التي تربت على الإعلام الحديث وفبركة الفضائيات لم تذق طعم المرار الفلسطيني ولم تدرك ان قضية فلسطين هي قضية الأمن العربي وعليها تتمحور قيم الإنسان العربي كلها".

اضافة اعلان

وأضاف الأبنودي في اللقاء المفتوح الذي نظمه اتحاد الكتاب الاردنيين مساء امس وأداره رئيس الاتحاد محمد يونس العبادي والشاعر سليمان المشيني ان اصعب سؤال يمكن ان يوجه له الآن هو كيف تنظر الى الشعر العربي وما هو دور الشاعر في مرحلة الهزائم اليومية. مشيرا الى انه قرأ قبل ايام مقالة للشاعر عبدالمعطي حجازي اعلن فيها عن موت الشعر، وتساءل الانبودي لماذا لم يعلن حجازي "بالقلم العريض" عن موته هو، مبينا ان الشعر العربي لا يموت ولكنه يخون مثله في ذلك مثل "الصعيدي" الذي اذا خنته مرة يخونك الى الأبد.

وهاجم الابنودي شعراء الحداثة معتبرا انه لم يقرأ قصيدة شعرية جميلة منذ قصيدة الشاعر أمل دنقل "لا تصالح" التي تطرقت الى مأساة فلسطين ومأساتنا في الحكومات العربية كافة.

واكد الابنودي ان شعراء الحداثة ضيعوا القصيدة العربية حين جعلوها قصيدة بلا جمهور معلقا: "ايها الشاعر اذا لم يستمع لك أهلك الآن فلن تستمع لك الأجيال القادمة" لافتا الى ان لا مبرر أبدا لقصيدة لا تقرأ او قصيدة منفصلة عن الجمهور وتحتقر التراث واللغة وتتمسح بالقصائد الأجنبية المترجمة.

واكد الأبنودي على ان الزمن القادم سيرد الاعتبار الى الشعر لان الامة بحسب تعبيره "طراحة" وسوف "تطرح" شعراء الرؤية في الفصحى والعامية وان عليهم ان لا يدخلوا من باب الحداثة وانما من باب الشعر.

وفي سؤال عن فاطمة قنديل وماذا تمثل بالنسبة له قال: (فاطمة هي امي وهي امرأة نستطيع ان نلخص الصعيد فيها، وهي الصدفة الحافظة للقيم المصرية وهي ايضا المرأة التي لا تعرف هل هي فرعونية ام قبطية ام مصرية اي انها مزجت الحضارات كلها واعطتني "كل الكلام والغنا").

وتطرق الابنودي الى فضل فاطمة قنديل عليه وعلى شهرته مبينا انه ينتمي الى هذه المرأة التي كانت على قدر كبير من الحساسية ولا شيء واقعيا في حياتها، فحياتها كلها شعر.

ووصف الابنودي فاطمة قنديل بانها كانت امرأة جميلة وشقراء وحين ضحك الجمهور بادرهم بقوله: "لا تستغربوا انا لم اطلع لها انا طالع لأبي العفش" وسرد الانبودي حكاية فاطمة قنديل مع النيل وكيف انها كانت تقدسه وترمي شعرها فيه لكي لا ينقطع عنها الخصب, كما سرد رشها للماء قبل مرور الميت من امام بيتها لكي لا تدخل روحه الى البيت.

واعترف الابنودي بان فاطمة قنديل قد جعلت منه شاعرا وانها كانت الى حد قريب تحاسبه وتقول له: "فين فلوسي يا واد اللي اخذتها مقابل الاغاني اللي سرقتها مني".

كما اعترف الابنودي بانه كان يأخذ معظم اغانيه منها وان كل تجربته الشعرية قد قامت عليها وعلى الرعي مع الغنم "او المعيز" في تلك المرحلة التي علمته تأمل الطبيعة والحياة والالوان وجعلته يفكر بالكون وبالخلق لافتا الى انه ايضا قد تعلم الكثير من عمله في "جني القطن" والمشي خلف الحصادين.

وقرأ الابنودي مقاطع من قصيدة عن القدس قال فيها:

"القدس قدسي

يمامة صيف في غيتها

تطير يجيني بأشواقها

وغيتها

فكراني من يد صيادها

انا اغتها

تجيني وتبسني وتمسح على خدودي

انا الهارب

من حدودها القدام

الى حدودي"

وكان الشاعر سليمان المشيني قدم كلمة رحب فيها بالشاعر الابنودي ووصف شعره بانسياب النهر في الفلوات وانه أبدع عالما من الجمال أهّله لأن يكون قيثارة تسرّ وتشجي الأمة العربية.

وتطرق المشيني الى الاسلوب الشعري عند الابنودي وكيف انه عبث بأعصاب الشعر وحرك فيه الحياة مبينا ان شعره يحمل صفة السهل الممتنع وفيه تسمع الطير مفردات وترى الفراش متنقلا بين النوار.

كما تطرق الى الشعر السياسي الذي كتبه الابنودي معتبرا انه يمثل صرخة تنبه الامة العربية لتحزم امرها وتعرف نقائصها وتضع أمامها فلسفة الحياة القائمة على المحبة والنضال.