صدور "انكسار القومية وتشظي العلمانية بالمشرق العربي" لمحمود شريح‎

1711192926088385400
الغلاف
عمان- صدر عن دار عائدون للنشر والتوزيع، كتاب للأكاديمي والباحث الدكتور محمود شريح بعنوان "انكسار القومية وتشظي العلمانية في المشرق العربي 1949-1961-من أنطون سعادة إلى جمال عبد الناصر".اضافة اعلان
يقول إنه في هذا الكتاب يقدم مقاربته السياسية التي يلتفت فيها إلى الأفق الأدبي، شكلا ومحتوى، ورؤيته إلى أن "السياسي مرتبط ارتباطا وثيقا بالفكري، ما الفكري إلا صورة طبق الأصل عن الصراع الحاصل في تعاقب النص الأدبي من جيل إلى جيل".
ويتحدث شريح عن الأدب في تلك المرحلة، قائلا: في إطار نهضة الفكر السوري القومي، اصدر أنطون غطاس كرم كتابه "الرمزية والأدب العربي الحديث، في العام 1949، تحدث فيها على نشأة التيار الرمزي في المشرق العربي من "بشر فارس وتوفيق الحكيم، في القاهرة"، إلى "سعيد عقل ويوسف غصوب وصلاح لبكي، في بيروت"، وبعد عقد من الزمن كتب "أسعد رزوق" بحث بعنوان "الشعراء التموزيون: الأسطورة في الشعر المعاصر"، عام 1959، موضحا فيه أثر قصيدة "إليوت "الأرض اليباب"، على كل من الشعراء "أدونيس، يوسف الخال، خليل حاوي، بدر شاكر السياب، جبرا إبراهيم جبرا".
اما في مصر ووادي النيل فيقول المؤلف إن نجيب محفوظ دون تاريخ مصر الحديث من وجهة نظر اجتماعية في ثلاثيته وهي "بين القصرين 1956-وقصر الشوق 1957، والسكرية 1957"، فيما أصدر الطيب صالح روايته "موسم الهجرة إلى الشمال"، في مجلة حوار لمحررها توفيق صايغ في عام 1966.
وبعد هزيمة 1967، أسدل الستار على الليبرالية المتصاعدة، كما يوضح شريح، حيث انهزمت الليبرالية أمام تنامي نفوذ الرجعية والسلفية، لا سيما حين اعترض شيوخ على نشر رواية نجيب محفوظ "أولا حارتنا"، التي نشرها مسلسلة على صفحات الأهرام عام 1959، فظهرت في بيروت عام 1962، كرواية، وفي عام 1958، أصدرت ليلى بعلبكي رواية "أنا أحيا"، فأحيلت على المحكمة بتهمة إثارتها مسألة الجنس، ثم أصدر صادق جلال العظم كتاب "نقد الفكر الديني"، عام 1969، فأحيل أيضا للمحكمة بتهمة إثارة النعرات الطائفية.
ويضيف شريح في مقدمته للكتاب إنه لا يزعم انه استوفى البحث حقه، فهذه مسألة بحاجة إلى عادة نظر فيها كلما تقدم بها الزمن، فلا أحد ينكر أننا الآن أحوج ما نكون في مرحلتنا الانتقالية هذه إلى دراسة علمية وعقلانية لحقبة تمتد من تموز 1949، إلى شباط 1961، لما فيها من تحولات فكرية وسياسية ألقت بظلالها على النصف الثاني من القرن العشرين، فأنطون سعادة وجمال عبد الناصر أحدثا في بلاد الشام ومصر تغييرا سياسيا وفكريا وأخلاقيا وفنيا تناول شتى الجوانب الحياتية في بلاد الشام ومصر.
هشام أديب أبو جوده كتب كلمة على غلاف الكتاب يشير فيها إلى تساؤلات الكاتب، مفاتيح للكتاب، لافتا إلى أن شريح يكتب في كتابه عن "انكسار القومية"، فصلا جديدا من الصراع الفكري في الأدب السوري لمعلمه أنطون سعادة، ولكنه يوسعه ليشملَ الأدب العربيّ، مرتكزا على أدباء القومية العربية، في عملية مواءمة ما بين القوميتين في علمانيتهما وتنبيهما من الخطر اليهودي في فلسطين.
ويرى أبو جودة أن فرادة الكتاب والكاتب تظهر في بحثه عما يجمع بين القوميتين لا عما يفرقهما، وبراعة شريح تجعل من الزعيم سعادة والقائد عبد الناصر يلتقيان في سحرهما للجماهير، في صراعيهما مع التخلف والسلفية والرجعية، لدى غيابهما المؤلم عند اللحظات الحرجة. ويبقى السؤال في عنوان الكتاب، هل صحيح انكسرت القومية؟ من يعرف شريح يدرك أنه يقول خسرنا جولة ولكننا لم نخسرْ حربا، وتقبلنا النتيجة وقراءتنا لها بعين العلم وعدم استسلامنا لها يُؤهلنا لجولة أخرى.
ويقول أبو جودة إنّ عنوان الكتاب ومضمونه يفتحان أُفقَ التحدّي الفكريّ والأدبيّ والسياسيّ بطرحهما إشكاليات المقاربة، وهذه العمليّة تُمهّد لردّ الأمّة بمختلف المواصفات والمعايير إلى جوهر حقيقتها التاريخيّة. إنّ الأمّة اليوم تبحث عن زعيم يحاكي العصر والزمان القائمين في العالم، وقد نجدُه من خلال بنائه لدولة مدنيّة قانونيّة عصريّة تُطلق موجة قوميّة جديدة في العالم العربي، ألم تكن القوميتان، في محاولتهما الفكرية والسياسية، تسعيان إلى ذلك؟