الكرك: حرق النفايات بالحاويات.. استبدال الغازات السامة بالروائح الكريهة

حاويتان لجمع النفايات بالكرك وقد تم إحراق محتوايتهما - (الغد)
حاويتان لجمع النفايات بالكرك وقد تم إحراق محتوايتهما - (الغد)

الكرك– لا يزال حرق النفايات المتراكمة بين الأحياء السكنية في محافظة الكرك، إجراء يتبعه البعض من أجل التخلص منها باعتبار بقائها يشكل مكرهة صحية، في حين يبدو هذا الإجراء كحل المشكلة بمشكلة أخطر وأكبر واستبدال الغازات السامة بالروائح الكريهة. 

اضافة اعلان

 

  وتحذر العديد من الدراسات والتقارير المحلية والعالمية المنشورة بكثرة على صفحات الإنترنت أن عملية حرق النفايات التي تحتوي على مواد مختلفة، تعرض صحة البشر والبيئة إلى الخطر ولو كانت كميات المواد الخطرة صغيرة، في وقت تبقى المواد البلاستيكية هي الأخطر نتيجة انبعاث بعض المواد الكيميائية المسرطنة مثل ما يعرف علميا بـ "الديوكسين".


هذا الخطر يكاد يدركه الجميع حتى من يقدمون على إشعال النفايات، ورغم ذلك تستمر العملية في حالة تثير التساؤل حول استمرارها بل تزايد انتشارها. 


في الكرك وبين الأحياء السكنية وخاصة المتواجدة على الأطراف، بات حرق النفايات مشهدا يوميا يؤرق السكان الذين يحملون الأسباب إلى عمال نظافة وأحيانا بعض السكان، في المقابل يقر عمال نظافة بإقدامهم على ذلك، مبررين تصرفهم بعدم قدرتهم على رفع الكميات الكبيرة من النفايات بين الأحياء، والأهم من ذلك، امتلاء الحاويات وبقاء النفايات فيها لمدة طويلة نتيجة تأخر الكابسات عن عملية تفريغها الدورية.


عمال وطن التقتهم "الغد"، وفضلوا عدم نشر أسمائهم، خوفا من المساءلة، قالوا "النفايات تنتشر بكل مكان، نقوم بجمعها ووضعها بالحاويات، وبعد امتلاء الحاويات نضطر إلى تجميعها بجانب الحاويات ومع مرور الوقت تصبح مكرهة صحية تتطلب حلا سريعا". 
إقرار عمال نظافة، بأنهم يقدمون أحيانا على حرق النفايات، يتطابق مع شكاوى سكان قالوا إن "هناك عمال وطن يحرقون النفايات"، في المقابل فإن بعض السكان يقدمون أيضا على حرق النفايات للتخلص منها.


ويؤكد سكان أنهم يضطرون ومعهم عمال النظافة احيانا إلى التخلص من النفايات المتراكمة وسط الأحياء عن طريق حرقها بسبب غياب عمليات رفع النفايات بشكل منتظم. 


وأشار أحمد الحمايدة من سكان ضاحية الكرك الجديدة إلى أن حرق النفايات أصبح ظاهرة عادية وتجري بشكل دائم من قبل عاملين بالنظافة وبعض السكان. 


وأضاف، حرق النفايات المتواجدة بين الأحياء للتخلص منها يأتي بسبب عدم رفعها وبقائها لأيام وتسببها بانتشار الروائح الكريهة وتصبح بيئة لتكاثر القوارض والحشرات. 


وبين أن بعض عمال النظافة يقومون بحرق النفايات التي يجمعونها بالحاويات أو المتراكمة على جوانب الطرق، بسبب عدم قيام كابسات النفايات برفعها في وقتها المحدد، معتقدا أن بعض عمال النظافة يلجأون إلى حرق النفايات بدلا من جمعها من أجل إنهاء عملهم والمغادرة مبكرا. 


وقال أحد عمال النظافة في إحدى بلديات الكرك إن عملية حرق النفايات المتواجدة في الحاويات وجوانب الطرق والشوارع أسهل عليهم من جمعها في الحاويات، مشيرا إلى أن أهم سبب لحرق النفايات هو تأخر الكابسات عن رفعها لفترة طويلة.


وتابع "هناك نقص بعدد الكابسات في البلدية". 


وأشار المواطن علي العمرو من سكان لواء القصر إلى أن حرق النفايات أصبح ظاهرة متفاقمة، لافتا إلى أن عملية الحرق ينتج عنها سحب من الدخان والغازات التي تؤثر على السكان والبيئة، مشيرا إلى أن غياب حاويات النفايات واقتصار الأمر على براميل لا تتسع لكميات كبيرة من النفايات وغياب الكابسات يدفع إلى حرق النفايات للتخلص منها. 


ودعا إلى أهمية أن تتخذ البلديات إجراءات مشددة لوقف عمليات الحرق، لأنها تتسبب بأذى وإزعاج كبير للمواطنين وخصوصا المصابين بأمراض الجهاز التنفسي.


وقال المواطن أيمن الخرشة من سكان المزار الجنوبي إن العديد من الحاويات وبراميل النفايات بالمنطقة يتم إشعال النار فيها بشكل دائم، إما من قبل عمال نظافة أو أطفال  يعبثون بالبراميل، داعيا الى وقف عمليات حرق النفايات حرصا على سلامة السكان.


وأشار عبدالله حامد من سكان بلدة الثنية شرقي مدينة الكرك إلى أن عمليات حرق الحاويات وبراميل النفايات تلحق الضرر بالسكان وخصوصا أصحاب المنازل القريبة من الحاويات حيث تتضرر الأشجار وغيرها من الزراعات والمحاصيل التي تمتد إليها الحرائق، لافتا إلى أن هناك حاويات ومناطق لتجميع النفايات تبقى النيران مشتعلة فيها طوال الوقت، ولا يتم رفع النفايات من قبل الكابسات نهائيا، حيث يتم حرقها سواء من عاملين بالنظافة أو غيرهم من السكان.


من جهته أكد رئيس قسم النظافة في بلدية الكرك الكبرى وسام الجعفري إن البلدية تمنع عملية حرق النفايات بالحاويات أو المناطق وسط الأحياء بشكل قطعي، وتقوم بمعاقبة أي عامل يقوم بذلك باعتباره عملا ضارا بالبيئة والمجتمع، لافتا إلى أن البلدية تقوم بجمع النفايات من مختلف المناطق بوساطة الكابسات. 


وشدد على أن حرق النفايات هو تصرف فردي من بعض عمال النظافة، موضحا أن حرق محتويات الحاويات يؤدي إلى إضعافها ومع الوقت إتلافها، ما يكبد البلدية خسائر اضافية، مؤكدا أن البلدية قامت مؤخرا بتوزيع حوالي ألف حاوية لتجميع النفايات في مختلف مناطق البلدية وعددها 18 منطقة وبلدة لمنع تراكم النفايات وسط الأحياء. 


وأقر الجعفري بحقيقة شكاوى المواطنين بخصوص تراكم النفايات، مرجعا ذلك إلى ازدياد عدد السكان في بعض المناطق مقابل نقص عدد كابسات النفايات.


وأوضح أن بلدية الكرك تملك 27 مركبة نقل للنفايات، بينها 10 في حالة الشطب، وتحتاج إلى عملية صيانة بشكل مستمر لضمان بقائها في الخدمة وعدم تعطلها اثناء العمل، فيما تحتاج كل عملية صيانة الى اكثر من اسبوع. 


وقال، يؤدي نقص الكابسات لفترة معينة إلى تراكم النفايات في بعض المناطق، مستدركا أن البلدية وضعت آلية بالاتفاق مع وزارة الإدارة المحلية ووزارة النقل من أجل التخلص من النفايات عبر تخصيص نقاط تجميع بالأحياء لسرعة نقلها ومنع تراكمها.

 

اقرأ أيضا:

"براميل النفايات".. صورة من الماضي تعكس تأخر خدمات النظافة بالكرك