بدعم من جمعيتهم.. مكفوفون يسطرون قصص نجاح بالأغوار الشمالية

1713808959025580100
أحد المشاريع التي تنفذها الجمعية لمساعدة المكفوفين بالغور الشمالي-(الغد)

الغور الشمالي- رغم فقدانهم نعمة البصر، إلا أنهم لم يستكينوا لظروفهم، ليقبلوا على الحياة بقوة بصيرتهم التي قادتهم للتفوق في أعمال قد لا يتقنها حتى مبصرون، محققين نجاحات إما بوظائف أو مشاريعهم الخاصة، متجاوزين كل الصعوبات والتحديات.

اضافة اعلان


قصص نجاح يسطرها أصحاب الإعاقة البصيرة في لواء الغور الشمالي من خلال مساعدة جمعية معاذ بن جبل الخيرية لرعاية المكفوفين، والتي أسهمت من خلال تقديم خدمات الدعم والتدريب والتأهيل، بدمج أعضائها بالمجتمع، رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهها.


وأنشأت الجمعية العديد من المشاريع المحلية، التي تسهم بحل جزء من مشاكل المكفوفين وأسرهم، وتخفف من وطأة فقرهم، في لواء يعاني فيه حتى الخريجون وأصحاب الخبرات من التعطل لقلة فرص العمل. 


يقول أحد المستفيدين من خدمات الجمعية محمد علي ويبلغ من العمر 30 عاما "ضاقت بي الدنيا ورفضت الخروج من البيت، وتقبلت قدري ومصيبتي، وبعد انتسابي لجمعية معاذ بن جبل للمكفوفين، تغير تفكيري، وتطورت شخصيتي التي كانت سببا في دمجي واختلاطي مع المجتمع المحلي، حيث وجدت تعاطفا كبيرا ووصلت إلى قناعة أنني يجب أن أكون عنصرا فاعلا في المجتمع ومشاركا فيه".


وتابع: تعلّمت عدة دورات في الجمعية، منها مأمور مقسم، ودورة تحميض أشعة، ورغم أنها كانت متعبة لإنسان ضرير مثلي، لكن مع الإرادة يتحقق كل شيء، وبدأت أسعى للحصول على وظيفة لأعيش منها أنا وأسرتي حتى توظفت في إحدى الدوائر الحكومية، ما خفف عني الأعباء المالية والنفسية.


يقول رئيس الجمعية بدر الطيراوي، إن الجمعية تبقى دليلا وشاهدا حيا على قوة الإرادة وتذليل الصعوبات، فلم يستسلم أعضاؤها لأوضاعهم الصعبة، بل تحدوا إعاقتهم بعزيمة وإرادة، فبعضهم يعمل مأمورا لمقسم، وآخر بائعا في كشك تجاري، أو إماما أو مؤذنا لمسجد، وغير ذلك من المهن والوظائف التي تناسب أوضاعهم، مؤكدا أن الجمعية ساهمت على دمج المكفوفين في المجتمع وفي الجامعات والمدارس، ولكن يبقى الدور الكبير منوطا بهم وبقوة عزيمتهم. 


ومن المشاريع التي قامت بإنشائها الجمعية لمساعدة أعضائها، إنشاء محطة لغسيل المركبات، واستراحة على طريق العدسية الغور الشمالي، ومطبخ إنتاجي، وتشغل هذه المشاريع عددا من أسر المكفوفين، وساهمت بتوفير دخل ثابت لهم.  


وتقول عليا الأحمد وهي زوجة أحد المكفوفين، إن المشاريع التي تقوم بها الجمعية وتشغل المكفوفين وعائلاتهم، تسهم إلى حد كبير بالتخفيف من وطأة الحياة، خاصة وأن ظروف المكفوفين لا تساعدهم على العمل بأي مهنة، بينما تدرك الجمعية حاجتهم وقدراتهم وتؤهلهم على أن يكونوا منتجين وأصحاب مشاريع خاصة. 


يذكر أن عدد المنتسبين للجمعية يقدر بنحو 250 من المكفوفين من كلا الجنسين، وأغلبهم من مناطق العدسية والكريمة والمخيبة الفوقا والتحتا. 

 

اقرأ أيضا:

صبّاح يؤسس مبادرة "English for kids" لتقوية طلبة مكفوفين باللغة الإنجليزية