مزارعون بالأغوار: مهرجان البرتقال.. نسخ مكررة وبرامج تسويق متواضعة

حمضيات معروضة في مهرجان البرتقال السياحي السابق بالأغوار - (الغد)
حمضيات معروضة في مهرجان البرتقال السياحي السابق بالأغوار - (الغد)

الغور الشمالي - نسخ متكررة وفعاليات متواضعة لا تتعدى أن تكون نافذة تسويقية ضيقة، انطباع يحمله عدد من مزارعي لواء الغور الشمالي حول مهرجان البرتقال السياحي الذي أقيم 5 مرات على مدار السنوات السابقة بهدف ترويج المنتج الزراعي في أجواء الطبيعة الدافئة والجاذبة التي يتميز بها اللواء.

اضافة اعلان

 
ويرى مزارعون بالأغوار أن المهرجان الذي يقام في كل عام ويعول عليه كثيرا في تسويق المنتجات، يحتاج إلى التطوير والابتعاد عن النهج التقليدي في التنظيم، مؤكدين أن المهرجان أصبح نسخا مكررة ببرامج غير فعالة وبحاجة أكثر إلى مزيد من إدخال أساليب تنظيم المهرجانات التسويقية الحديثة ليحقق الغاية من تنظيمه. 


وتشكل منتجات الحمضيات ركيزة أساسية وذات أهمية اقتصادية في لواء الغور الشمالي، إذ تبلغ نسبة زراعة الحمضيات في اللواء حوالي 95 % من مجمل العمل الزراعي.


ويشارك بتنظيم المهرجان عدة جهات من أهمها مديرية الزراعة بلواء الغور الشمالي.  


ويقول مزارعون إن المهرجان والذي أقيم 5 مرات لم يتغير على برامجه أي شيء، ولم يطور ذلك المهرجان من أفكاره، إذ يقتصر على استعراض منتجات الحمضيات بشكل تقليدي وعمل فقرات فنية ومشاركة بعض الجمعيات الخيرية، وعرض منتوجات بسيطة. 


ويطالب مزارعون من الجهات المعنية إيلاء المهرجان المنتظر تنظيمه هذا العام مزيدا من الاهتمام من خلال العمل على زيادة المشاركين واختيار مكان مناسب، والعمل على تسويقه بشكل مختلف تماما عن التسويق السابق باعتماد مواقع التواصل الاجتماعي، والتسويق الرقمي والإعلام، وإيصال صوت وهدف برامج المهرجان إلى الدول الأخرى العربية والأجنبية، والعمل على ايصال المنتج لهم من خلال توفير خدمة معينة تمكنهم من شراء المنتوجات.


ويقول مزارعو الحمضيات إن المهرجانات بشكل عام تسهم في تحقيق أرباح مالية مقبولة، تساعدهم في تغطية الكلفة الزراعية وتأمين مستلزماتهم المختلفة، اضافة الى تسديد جزء من الديون القديمة التي تراكمت عليهم خلال مواسم سابقة ألحقت بهم الخسائر.


ووفق ما قاله مزارعون لـ "الغد"، فإن المهرجان سيعمل على تسويق منتجاتهم بخاصة منتجات صغار المزارعين الذين عادة ما يواجهون صعوبة في تسويق منتجهم ويضطرون أحيانا إلى بيعه بأسعار يتحكم بها السماسرة.


وأضافوا أن إقامة المهرجان تمكنهم ايضا من عرض وبيع منتجاتهم بشكل مباشر الى المستهلك أو تسويق المنتجات المصنعة لديهم من الحمضيات كالمربى والحلويات وحتى الأشتال، معتبرين أن رفع القيمة الشرائية للمنتجات تعتمد على طريقة تنظيم وتسويق المهرجان.  

 

اقرأ أيضا:

مهرجان البرتقال بالغور.. باب أمل ينتظره مزارعو الحمضيات


وبينوا أن تنظيما متواضعا يقود إلى تسويق متواضع، مطالبين المعنيين بتنظيم المهرجان بأن يكون هناك تنسيق وتعاون مشترك بين كافة الجهات تساعد على رفع مستوى المهرجان.
ولفتوا إلى أن انعقاد المهرجان، يمكن الجمعيات الإنتاجية من التواصل مع أصحاب المولات التجارية والمطاعم، وهي فرصة لتصريف كميات من الحمضيات والعصائر الطبيعية والمربيات التي تنتج محليا.
وينتقد المزارع أيمن محمد القائمين على تنظيم المهرجان، داعيا الى ضرورة  تغير مكانه الحالي واختيار مكان آخر مناسب يتسع لأكبر عدد من المشاركين والزوار. 
كما طالب بأن تكون هناك شروط معينة للمشاركة في المهرجان  كضبط جودة المنتج من الحمضيات ومنتجات الحمضيات من العصائر والمربيات والعطور الزيتية.
يذكر أن المهرجان كان أقيم سابقا في مؤسسة إعمار لواء الأغوار الشمالية.  
وطالب المزارع خالد الرياحنة من سكان لواء الغور الشمالي بالعمل على الاستعجال في إقامة المهرجان في بداية الموسم وليس في نهايته كما حدث في سنوات سابقة، إذ إن تأخر إقامة المهرجان ليس من صالح المزارعين والمنتجين. 
تنظيم المهرجان بوقت متأخر سيؤدي إلى تراجع جودة المنتجات المعروضة لأن الموسم سيكون بنهايته وبالتالي قد يترك ذلك انطباعا ليس حسنا لدى زوار المهرجان عن جودة المنتجات باللواء.
وبينت المنتجة أم محمد العلي أن المهرجان يعود بالنفع ايضا على قطاعات أخرى في اللواء وينشط الحركة التجارية.


وقالت إن المهرجانات تسهم بحل العديد من المشاكل الزراعية، وهي وسيلة تواصل مباشرة بين المزارع والمستهلك دون اي وسيط، كما أنه من الممكن أن يبيع المزارع أكبر قدر من الحمضيات، بالإضافة إلى تمكينه من الحصول على النصح والإرشاد الزراعي من قسم الإرشاد الزراعي خلال المهرجان.


ودعت إلى ضرورة إيلاء مهرجان الحمضيات مزيدا من الاهتمام والتركيز أكثر على نوعية برامجه لكي يكون مهرجانا تسويقيا وسياحيا بمقاييس ناجحة. 


وطالب المزارع علي العيد من الجهات المعنية بالإسراع في تنظيم المهرجان على أن يكون وقته بعد أول هطل مطري، وفي إطار شروط تفرض تقديم منتج بجودة عالية، وأهمية اختيار مكان مناسب لإقامة المهرجان بأن يكون في وسط اللواء.


وأضاف أن المهرجان سيسهم بتنشيط المنطقة سياحيا وتجاريا، ويساعد المزارعين على تسويق منتجاتهم الزراعية بمختلف أنواعها بأسعار مرضية بعيدا عن الوسطاء، لا سيما وأن المهرجان فرصة لعرض منتجات من أصناف الحمضيات والعصائر الطبيعية والمربى بأنواعه.


وتقول أم علي الرياحنة إن إقامة المهرجان في كل عام، دون أي تطوير أو أفكار جديدة تناسب التسويق الرقمي، لن يسهم بتسويق منتجات المزارعين إلا بحدود متواضعة.


ودعت إلى ضرورة أن يتم تطوير برامج المهرجان لضمان توفير فرص تسويقية حقيقية، ويمكن المزارعين من تحقيق أرباح مقبولة، إلى جانب توفير فرص عمل جديدة لأبناء وبنات اللواء ممن يقيمون عروضا لمنتجاتهم على جانب المهرجان لبيعها.


ويشارك في المهرجان الذي ينظم سنويا في اللواء عدد من مزارعي الحمضيات والخضراوات ورؤساء الجمعيات والناشطات في العمل التطوعي والشبابي، لما يحققه لهم من مردود مادي ومعنوي.


من جانبه، أكد مصدر من القائمين على تنظيم المهرجان أن الوقت ما زال مبكرا للحديث عن المهرجان لحين هطل المطر وتغير لون حبات البرتقال، واكتمال السكريات والعناصر الغذائية الأخرى.


ولفت المصدر- الذي فضل عدم نشر اسمه- إلى أن هناك لجنة ستعمل على تغيير نمط المهرجان والقالب السابق لتحقيق الغاية المرجوة من إقامته، مؤكدا أن مهرجان البرتقال ذو أهمية اقتصادية، ويحقق أرباحا مالية ويعمل على تنشيط القطاع السياحي، فضلا عن أنه داعم اقتصادي للعديد من القطاعات الأخرى. 


يذكر أن مساحة الأراضي القابلة للزراعة في وادي الأردن تصل إلى 330 ألف دونم، مستغل منها فعليا 270 ألف دونم فقط، موزعة على الشونة الجنوبية 83 ألف دونم بما فيها المساحة المستغلة لزراعة الموز، ودير علا 83 ألف دونم، وتعتبر أعلى نسبة، بينما في الشونة الشمالية 100 ألف دونم، بحسب إحصاءات مديرية زراعة وادي الأردن، بينما تشكل نسبة زراعة الحمضيات في اللواء حوالي 90 % من مجمل العمل الزراعي.